بعد أن سئمت التسكع بين الأسواق وأحضان الكافيهات.. فكرت ذلك اليوم أن تبحث لنفسها عن هوية جديدة، "هوية أنثى لا تعرف للخطيئة طريقا.."، خمن. قالت إنها ستهتم كثيرا لأمر زوجها الشاب القبيح، وابنها العاق. قصدت السوبرماركت، اشترت دجاجة نصف نيئة وكيلو بطاطا وفاكهة استوائية سبق لها أن رأتها في أحد الإعلانات المبوبة المتناثرة أمام منزلها. عرجت على ركن محل الملابس الرجالية واشترت أناقة جديدة لزوجها و عطر فرنسي "ميس ديور" لتغيير رائحته الخمرية. عندما وقفت أمام المحاسب الذي كان جميلاً جدا في قميصه الأبيض والبنطلون الأسود المكمل لأناقته وابتسامته المرهفة. قررت أن لا تنظر إليه، حتى لا تتبادر إلى ذهنها فكرة مغازلته...كما كانت أن تفعلها سابقا في التسكع. فغضت بصرها وأرسلت عينيها لتقوم بجولة ريثما تدفع ثمن مشترياتها وتغادر، لكن العينين العنيدتين لمحتا شيئا خلب لبها أكثر من الفتى المحاسب، لمحتا صديقة قديمة كانت لها صولات وجولات معها في تسكعها بالأسواق والكافيات تدعوه إلى كافية ... ترددت قليلا، ثم فكرت؛ لما لا تشرك زوجها التعيس متعة الكافية مثلما تشاركه ملحه وخبزه.. إضافة باقة ورد أحمر إلى سلتها، حاسبة الفتى الذي حملقت فيه بتمعن. حاولت جاهدا أن تتذكر طريق بيتها. لقد مضى زمن طويل لم تعد إليه، والشمس لمّا تغادر كبد السماء، فاستقلت سيارة أجرة. لم تكن سعيدة لفكرة أنها ستعود للبيت، لكنها كانت مرتاحة لكونها ستمضي أمسية هادئة بعيدا عن صخبه المتسكعين. ارتاحت أكثر حين فكرت في السكينة التي ستغمرها. فكرت أيضا أن السكينة حالة ميتة لا حياة فيها "ومع ذلك" علقت. وجدت البيت مرتبا ونظيفا.. إلا من رائحة سجائر وصوت سكب شراب محرم.. لم يدرك انفها رائحة الخمر... وضعت الأكياس على رخامة المطبخ، احتفظ بالأناقة الجديدة والملابس الرجالية والعطر ..ثم خرجت باحثة عن زوجها المعتوه. مع كل خطوة كانت تخطوها نحو غرفة النوم كانت رائحة السجائر تتزايد وصوت مكعبات الثلج تعلو، ساورها الشك.." يخونني اللعوب القبيح الشكل..، إني ... سأقتله" انسلت كلص مبتدئ، راودتها فكرة ضبطه متلبسا، فانتابتها رعشة زهو وانتصار بأنها ليس وحدها المتسكعة .