منذ قيام المملكة على يد المؤسس الملك عبد العزيز وهذه البلاد حكومة وشعباً تعمل في كل عام على تطوير وسائل وطرق الخدمة للحجيج في هذه الأراضي المقدسة، وفي كل عام هناك مشاريع جديدة وتطويرية، ما يؤكد إصرار وعزم المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين على جعل رحلة الحج الإيمانية رحلة سهلة وميسّرة من خلال الاستفادة من الوسائل العصرية الحديثة وتقديم الخدمات كافة، واستقبال وفود الرحمن بكل تكريم واعتزاز وضيافة، حيث أثبت حج العام 1431ه مدى البراعة التي اتسمت بها كافة محاور الادارة في انجاح هذا الموسم، حيث تعاملت كافة الاجهزة الادارية والتنظيمية بقيادة وتوجيهات ولاة الامر الاجلاء في التحكم بمسار نحو ثلاثة ملايين حاج بكل يسر وسهولة الامر الذي رسم البسمة على كل الوجوه القاصدة لاداء شعيرة الحج. الفيصل يعلن نجاح موسم الحج ويهنئ القيادة أعلن أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز نجاح موسم الحج لهذا العام، وهنأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز، على ما تحقق من نجاح لموسم حج هذا العام من خلال التسهيلات التي قدموها والفرص التي أتاحوها لأبناء هذا الوطن العظيم ليؤدوا ما وجب عليهم نحو دينهم وبلادهم وحجاج بيت الله الحرام. كما قدم التهنئة، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الإمارة في منى، «لكل حجاج بيت الله الحرام على إتمامهم هذا الركن من أركان الإسلام وأداء فريضتهم بكل يسر وسهولة».وأكد في المؤتمر الصحافي الذي حضرته وسائل الإعلام المحلية والدولية وبعثات الحج الإعلامية أن «هناك خططاً للقضاء على ظاهرة الافتراش والحجاج غير النظاميين، إذ تم البدء في تنفيذ هذه الخطط منذ العام الماضي وكان لها تأثير إيجابي، وفي هذا العام التأثير الإيجابي أكثر، إذ قلّت نسبة الحجاج غير النظاميين عما كانت عليه في العام الماضي بنسبة 20 في المئة وهذا شيء جيد»، وقال: «ستتم مواجهة هذه المشكلة لسنوات عدة مقبلة، وكلنا أمل في أن التنظيمات والتشريعات الجديدة ستحد من المشكلة».وعن قرار منع المركبات الصغيرة من دخول المشاعر المقدسة وهل ستمنع الحافلات من دخول المشاعر المقدسة بعد تجربة قطار المشاعر، قال: «لا أعتقد أن الحافلات ستمنع من دخول المشاعر لأن الحافلات ستكون عنصراً أساسياً في النقل لمدة طويلة لا أعلم إلى متى، ولكن إلى أن يكون هناك بديل مقنع عنها». وأضاف: «نحن راضون جداً عن النجاح الذي حققته هذه التنظيمات ومنها منع المركبات الصغيرة»، مضيفاً أنه لا تزال هناك تجاوزات وخروقات، مؤكداً العزم على تلافيها خلال الأعوام المقبلة، إذ سيكون هناك انضباط أكثر وذلك من خلال أمرين: الأول عن طريق الحملات التوعوية التي نقوم بها في كل عام قبل الحج، والأمر الثاني هو التشدد في تطبيق النظام، مجدداً العزم على تطبيق النظام بكل حزم وبكل قوة». خطط التطوير المقبلة وفي ما يتعلق بتطوير مشاريع المسجد الحرام والمطاف أوضح «أن هناك خطة ودراسة يتم إجراؤها الآن وسيتم الانتهاء منها خلال الأشهر القليلة المقبلة لمخطط شامل لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وسيتم عرضها على خادم الحرمين الشريفين، وعند إقرارها يبدأ التنفيذ فوراً لهذا المخطط والرؤى والدراسات المقدمة، كما أن هناك دراسات أمر بها خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المطاف وكذلك لحركة النقل إلى مكةالمكرمة بالنسبة إلى الدخول إلى المسجد الحرام والخروج منه، وللدخول إلى مكةالمكرمة والخروج منها، واستخدام أحدث وسائل النقل لهذه المدينة المقدسة»، وقال: «كما تعلمون إصرار القيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على جعل مكةالمكرمة من أجمل المدن في العالم». جانب التوعية المسبقة وعن التعاون مع الدول الإسلامية في توعية حجاجها، قال: «إن هناك تنسيقاً كبيراً بين وزارة الحج والوزارات المعنية والمؤسسات المعنية بالحج والحجاج في هذه الدول»، مبدياً تقديره واحترامه لبعض الدول التي قامت بالتوعية والتوجيه لوفودهم قبل وصولهم إلى هذه البلاد، وزاد: «إن بعض الدول ما زالت لا تقوم بتوعية حجاجها»، آملاً في أن «يكون هناك اتصال وتنسيق بين جميع الوزارات المعنية».وعن الجدول الزمني لتحويل الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة من الامتداد الأفقي إلى الامتداد الرأسي والعمودي، قال: «لا أستطيع أن أعطي برنامجاً أو جدولاً زمنياً بذلك، لأن المشروع تحت الدراسة، وعندما ينتهي سيقدم إلى خادم الحرمين الشريفين، وإذا أقره - حفظه الله ورعاه - سيبدأ التنفيذ فوراً ويعلن عن المدة الزمنية». توفير المياه للحجاج إلى ذلك، بلغت كميات المياه الواردة عبر الشبكات العامة التي استهلكها ضيوف الرحمن في منطقة منى حتى ثالث أيام التشريق 210 آلاف متر مكعب، بما فيها الكميات التي تم استهلاكها في مياه التبريد والمجازر والمياه المبردة المنتشرة في كامل أرجاء منطقة منى وفي الجهات العاملة في خدمة ضيوف الرحمن. الجانب الصحي يؤكد قوة النجاح أعلن وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة سلامة حج هذا العام 1431 ه وخلوه من تفشي الأمراض الوبائية أو المحجرية، وأن حجاج بيت الله الحرام يتمتعون بصحة وعافية. وقال في بيان صحافي تلاه في المؤتمر الصحافي الذي عقده في مقر مستشفى منى الطوارئ: «إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين والنائب الثاني، المتضمنة تقديم أفضل الخدمات الصحية وتوفير الرعاية الطبية المميزة لضيوف الرحمن من حجاج وزوار فقد سخّرت وزارة الصحة كل إمكاناتها التقنية والبشرية للحفاظ على صحة وسلامة الحجاج وتوفير أجواء صحية ملائمة. الاجراءات والاحترازات الصحية التي تم وضعها قامت الوزارة بعدد من الإجراءات والاحترازات للاستعداد لحج هذا العام ومن أهمها: تحديث اشتراطات الحج الصحية التي بنيت على أسس علمية وإبلاغ ذلك لجميع الدول التي يفد منها الحجاج، إضافة إلى تبني منظمة الصحة العالمية هذه الاشتراطات. الترصد الوبائي المبكر في كل المنافذ الجوية والبرية والبحرية التي يصل عن طريقها الحجاج لاكتشاف الحالات المشتبه بها والتعامل الفوري معها. إدخال عدد من برامج نظم المعلومات مثل نظام المتابعة بالكاميرات الإلكترونية عن بعد لجميع المستشفيات بالمشاعر المقدسة. توفير أَسِرّة إضافية للعناية المركزة والتي جهزت بأعلى تقنية حديثة، كما تم توفير مختبرات عالية الجودة، وإضافة أحدث جهاز لتشخيص الفيروسات والطفيليات والبكتيريا. تقديم خدمات الغسيل الكلوي في مستشفيات المشاعر المقدسة كافة وأجهزة التنظير التداخلي للجهاز الهضمي. استقطاب الكوادر الصحية عالية التأهيل من داخل المملكة وخارجها لدعم فرق الوزارة لخدمة الحجاج. مشاركة مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة في خدمة الحجاج هذا العام من خلال خدماتها التخصصية المتقدمة من المستوى الرابع، مثل جراحة وعلاج أمراض القلب المتقدمة والتخصصات الأخرى النادرة التي توفّرها هذه المدينة المتخصصة». أمن وامان تام انتشرت فرق الأمن بطول الطريق المؤدية إلى جميع مواقع المشاعر في عرفات ومزدلفة ومنى ومكةالمكرمة، لتسهيل حركة السير، وكانت الجهات الامنية قد نشرت نحو 70 ألفاً من أفراد الأمن لتأمين وتسهيل مناسك الحج لهذا العام. كما ان المشروعات الحيوية التي نفذتها وتنفذها الدولة في المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة أسهمت في تسهيل رحلة الحج على ضيوف الرحمن، ومكنتهم من الانتقال من مشعر إلى مشعر بكل يسر، وبينت الجهات المختصة أن هذه المشروعات لن تتوقف، ففي كل عام هناك المزيد من المشروعات التي يتم تنفيذها في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة لخدمة قاصدي بيت الله الحرام من الزوار والمعتمرين والحجاج. وفاق عدد حجاج هذا العام الأربعة ملايين حاج وحاجة، قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ الجوية والبحرية والبرية. نجاح تام لكل الخط تم بحمد الله نجاح خطة حج هذا العام الذي شهد أكبر تجمع بشري في تاريخ مواسم الحج. وقد قضى الحجاج مناسكهم وهم ينعمون بمزيد من الأمن والأمان، وفي ظل رعاية شاملة ووسط منظومة من الخدمات المتميزة، دون وقوع أية حوادث مرورية أو أمنية، أو صحية. فالحمد لله الذي وفق البلاد لهذا النجاح . ومما لا شك فيه أن ما تبذله هذه البلاد من جهود سنوية متلاحقة لخدمة هذه الحشود المتزايدة من حجاج البيت العتيق، بكل ما يتطلبه ذلك من تجنيد آلاف القوى البشرية المدربة لتوفير الرعاية الأمنية، وتقديم مختلف الخدمات الصحية والبلدية، وتلبية حاجاتهم المباشرة في النقل والإعاشة والإسكان من حين لحظة وصولهم حتى مغادرتهم، فضلا عن تفويج وتنقل هذه الحشود في وقت واحد. الجهود الامنية هذا من حيث الظاهر، أما الجهود التي لا يُرى منها سوى نتائجها، فأهمها الجهود الأمنية. فهناك رجال في جهاز الأمن العام يرابطون في غرف مراقبة وتحكم دقيقة وعالية التقنية مرتبطة بشبكة واسعة من آلات التصوير التي تغطي منطقة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. وبإمكان هذه الآلات تقصي حركة وتصرف وموقع كل شخص، بل بإمكان عدسات هذه الآلات أن تتجه، من خلال وضع صورة المشتبه بهم في أجهزة الحاسوب المرتبطة بهذه الكاميرات، مباشرة لوجه الشخص المعنى فتحدد مكانه ضمن الحشود مهما كانت كبيرة، وترصد وتوثق طبيعة المخالفة التي يقوم بها. فمثلا هناك 408 كاميرات على جسر رمي الجمرات؛ لضمان إدارة الحشود البشرية بكفاءة عالية، وتطبيق الخطط وتوزيع الكثافة البشرية على الأدوار المختلفة وتحويلهم من دور إلى آخر. قطار المشاعر يسهم في تخفيف الضغط على الرغم من استمرار طول وقت انتقال بعض الحافلات من عرفات إلى مزدلفة ، إلا أن الحركة المرورية هذا العام شهدت متغيرات أساسية عدة أسهمت في تحسين الحركة وتراجع معدلات الزحام. ومن أبرزها دخول قطار المشاعر الخدمة، والتوسع في النقل الترددي ليضم حجاج مؤسسة إفريقيا غير العربية، إضافة إلى قرار منع دخول المركبات دون 25 راكبا إلى المشاعر لتقليص معدل الحافلات إلى 30 ألف حافلة. فقد أدى تشغيل مشروع قطار المشاعر للاستغناء عن نحو 1500 حافلة بكل ما كان يسببه دخولها للمشاعر من زحام وتلوث. ونقل القطار 18 ألف حاج أثناء النفرة من عرفات إلى مزدلفة كل 20 دقيقة، بمعدل 54 ألف حاج في الساعة الواحدة. وقد أحدث تشغيله نقلة كبيرة في كفاءة وسرعة نقل الحجيج، حيث غدت الرحلة بين عرفات ومنى تستغرق سبع دقائق. وقد زاد نجاح القطار من كفاءة نظام الترددية الذي اثبت أيضا كفاءة ملموسة في تيسير نقل الحجيج، بفضل التحسين الذي طرأ على توسيع الطريق البري الذي أصبح يتكون من أربعة مسارات لكل اتجاه، الأمر الذي رفع من كفاءة النقل أثناء التصعيد إلى عرفات والنفرة منها. ولنا أن نتصور مقدار ما سيسهم به هذا المشروع في حال مد خدماته لتصل إلى الحرم المكي، أو عند ربطه بقطار الحرمين السنة المقبلة، كما صرح وزير النقل، حيث يستطيع الحاج الانتقال من المدينةالمنورة إلى مكةالمكرمة والعكس، فضلا عن إيصاله إلى محطاته في مطارات جدةوالمدينةالمنورة. لقد وصف المسؤولون الوضع العام للحركة المرورية في حج هذا العام بالمتميز في ظل التحسينات آنفة الذكر، ومنها الالتزام بقرار عدم دخول الحافلات التي تتسع لأقل من 25 راكبا إلى المشاعر، حيث لم يشهدوا الارتدادات التي كانت تشاهد في الأعوام الماضية؛ مما يؤكد وجود التزام كبير بالقرار. التخلص من النفايات ومن التحسينات التي طرأت هذا العام ما كشفت عنه وزارة الشؤون البلدية والقروية من بدء تنفيذها مشروع تخليص المشاعر المقدسة من النفايات بالاعتماد على تقنية الشفط الآلي، عبر أنابيب ضاغطة ترتبط بشبكة لنقل النفايات إلى خارج مناطق الحجاج. وسيسهم هذا المشروع في نقل النفايات بطريقة سلسة دون الحاجة إلى دخول المعدات والآليات إلى المشاعر اعتبارا من موسم حج العام المقبل. منع الافتراش ومن التحسينات التي شهدها موسم الحج لهذا العام هو النجاح التام في خطط منع الافتراش ما انعكس على سهولة تقديم الخدمات للحجيج النظاميين قياسا على الأعوام الماضية بعد أن ترافقت الجهود الرسمية مع جهود منسوبي الاعلام في الحملة المتضامنة لرفع الوعي بين الحجاج. تسهيل الهدي والاضاحي أما المشروع الخيري الذي يشرف عليه البنك الإسلامي للتنمية للإفادة من الهدي والأضاحي، فقد واصل نجاحاته للعام ال 27، محققا أرقاما قياسية غير مسبوقة، مسهلا بذلك بلوغ مقاصد الشريعة في الإفادة من لحومها في الداخل والخارج، ومعظما هذه الشعيرة المباركة، ومقدما خدمات مريحة لحجاج بيت الله الحرام مكَّنتهم من التفرغ للعبادة وأداء مناسك الحج الأخرى.