أكد أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج العليا الأمير خالد الفيصل أن هناك بعض المشكلات التي تقع في الحج، لا بد من حلها، مشيراً إلى أن مستوى العقوبات في الجهات الخدمية دون المأمول لا بد من إعادة درسها وقراراتها، موضحاً أن خادم الحرمين طلب منه شخصياً القضاء على مشكلة الازدحام عند نفرة الحجيج من عرفة إلى مزدلفة ومنها إلى منى. وكشف خلال مؤتمر صحافي عقده أمس (الخميس) في منى بمناسبة انتهاء موسم الحج، خططاً مستقبلية للقضاء على ظاهرة الافتراش والحجاج غير النظاميين، ملمحاً إلى أنه تم البدء في تنفيذ هذه الخطط منذ العام الماضي وكان لها أثر إيجابي كبير على حركة الحج والحجاج داخل المشاعر المقدسة. وقال: «إن تأثير خطط الافتراش بدا جلياً خلال هذا العام، خصوصاً بعد خفض نسبة الحجاج غير النظاميين 20 في المئة عما كانت عليه في العام الماضي ما يعد أمراً جيداً»، مشدداً على أنه ستتم مواجهة هذه المشكلة خلال السنوات المقبلة، وأضاف: «كلنا أمل في أن تحد التنظيمات والتشريعات الجديدة في كل عام عن ما كانت عليه النسبة في العام الذي قبله، آملاً أن تكون السنوات المقبلة كافيةً للقضاء نهائياً على مشكلتي الافتراش وتسلل الأعداد الكبيرة من الحجاج غير النظاميين». واستبعد فكرة منع المركبات حالياً من دخول المشاعر بعد تجربة القطار، وزاد: «لا أعتقد أن الحافلات ستمنع من الدخول على اعتبار أنها عنصر أساسي في النقل لمدة طويلة»، رافضاً تحديد فترةً زمنية معينة لمنع المركبات، مشيراً بقوله: «لا أعلم إلى أي وقت يمكن أن تبقى المركبات، لكن إلى أن يكون هناك بديل مغن عنها». ومضى: «راضون جداً عن النجاح الذي حققته هذه التنظيمات، ومنها منع المركبات الصغيرة، إذ نعلم أنه لا تزال هناك تجاوزات وخروقات، لكننا عاقدو العزم على تلافيها خلال الأعوام المقبلة، إذ سيكون هناك انضباط أكثر وذلك من خلال أمرين أولهما من طريق الحملات التوعوية التي نضطلع بها في كل عام قبل الحج، وثانيهما التشدد في تطبيق النظام»، مجدداً العزم على تطبيق النظام بكل حزم وقوة. وتوعد رئيس لجنة الحج العليا جميع من أسهم في تسلل الحجاج غير النظاميين إلى المشاعر المقدسة، وقال: «إن التساهل في عدم احترام النظام يشجع على الفوضى، إذ إن التساهل مع النظاميين الذين يحترمون النظام، أما الذين لا يحترمونه فلا يجب التساهل معهم». ولفت إلى أن هناك الكثير من الملاحظات (تشمل الافتراش والمتسللين والحجاج غير النظاميين)، وأخرى على كثرة النفايات ووجوب النظافة بطريقة أفضل مما هو عليه الآن، كما أنه لا بد من إعادة النظر في موضوع السكن في المشاعر وتنظيمه وتحسين النقل فيها وفي مكةالمكرمة. وأردف: «إن من أهم الأمور التي يجب أن تحل وبسرعة، وهي محل اهتمام خادم الحرمين الشريفين، ويتابعها دائماً، هي «مشكلة الازدحام» في «النفرة» عندما ينصرف الحجاج من منى إلى مكة والازدحام حول الحرم وداخله، إذ إن آخر مرة تابع معي هذه المرحلة كانت «ليلة النفرة» من عرفات إلى مزدلفة ووجهني بالوقوف ورفع تقرير سريع له عنها». وحول الحملات الوهمية، أوضح أنه تم أمس (الخميس) القبض على أحد أصحابها، مشدداً على أن العقوبات على أصحاب هذه الحملات كانت دون المستوى المأمول، في الوقت الذي كانت فيه المراقبة والمتابعة عكس ذلك، واستدرك: «لن نترك أي متلاعب أو متهاون في تطبيق الأنظمة مع هؤلاء الذين لا يخافون الله ويستعملون الغش والتدليس في ابتزاز حجاج بيت الله الحرام، ولن نتسامح معهم أبداً». وبخصوص وجود سلالم كهربائية على جسر الجمرات، أكد الأمير خالد الفيصل إصرار السعودية على أن تكون رحلة الحج الإيمانية رحلة ميسرةً وسهلة وقال: «تعمل المملكة منذ تأسيسها حكومة وشعباً في كل عام على تطوير وسائل وطرق الخدمة للحجيج في هذه الأراضي الطاهرة، إذ في كل عام هناك مشاريع تطويرية جديدة»، مؤكداً إصرار المملكة على جعل رحلة الحج الإيمانية رحلة سهلة وميسرة من خلال الاستفادة من الوسائل العصرية الحديثة وتقديم الخدمات كافة، واستقبال وفود الرحمن بكل اعتزاز. وفي ما يتعلق بتطوير مشاريع المسجد الحرام والمطاف، أوضح أن هناك خطة ودرساً يتم إجراؤهما الآن سيتم الانتهاء منهما خلال الأشهر القليلة المقبلة من مخطط شامل لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر سيتم عرضها على خادم الحرمين الشريفين، وعند إقرارهما سيبدأ التنفيذ فوراً لهذا المخطط والرؤى والدراسات المقدمة، كما أن هناك دراسات أمر بها خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المطاف وكذلك لحركة النقل لمكةالمكرمة بالنسبة للدخول والخروج من وإلى المسجد وللدخول والخروج من وإلى مكةالمكرمة واستخدام أحدث وسائل النقل لهذه المدينة المقدسة، وتابع: «كما تعلمون إصرار الحكومة السعودية وعلى رأسها الملك عبدالله بن عبدالعزيز على جعل مكةالمكرمة من أجمل المدن في العالم». وحول تقويم الخدمات والدروس المستفادة من الموسم، أفاد أنه في كل عام يتم تقويم ما حدث ودرس الإيجابيات وتطويرها ومعالجة السلبيات وتحويلها إلى إيجابيات، كما تتم الاستفادة من الدروس في كل عام وليس في مرة واحدة أو مناسبة واحدة، كاشفاً وجود درس على وشك الانتهاء منه خاصة بالمشاعر ومكةالمكرمة، تشمل الطرق والسكن والإقامة والمشاة وكل العناصر التي تهم الحاج، إضافة إلى درس لإمكان التحكم في كل المنافذ من مكة إلى المشاعر، مؤملاً أن يتم التغلب على هذه المشكلات مع الزمن.