بدأت في تونس العاصمة أمس أعمال المؤتمر العربي الخامس عشر لرؤساء المؤسسات العقابية والإصلاحية بمشاركة ممثلين عن مختلف الدول العربية بينها المملكة فضلا عن جامعة الدول العربية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. وأعرب الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان في كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية عن تقديره وعرفانه لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ولأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب على دعمهم الكبير لمسيرة العمل الأمني العربي ومساندتهم لأنشطة الأمانة العامة وبرامجها المختلفة. وأوضح الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب أن التصور القديم للسجون الذي يرى فيها مكانا لمحض العقاب قد ولى ليحل محله تصور جديد يقوم على أساس أن السجون مؤسسات إصلاحية تعيد تأهيل النزيل وبناء شخصيته وتجعل منه إنسانا صالحا مفيدا في المجتمع بعد أن كان عالة عليه بحيث يخرج منها وقد عاد إلى الفطرة السليمة والسلوك السوي القويم. وشدد كومان على أهمية تحلي المؤسسة العقابية والإصلاحية بالمواصفات التي تجعلها تقوم بالدور الاجتماعي والإنساني المأمول إلى جانب الحرص على إنشاء الأبنية الحديثة والمجهزة وتوفير ظروف إقامة مناسبة ولائقة تتلاءم مع الكرامة الإنسانية وتراعي حقوق الإنسان. ورأى الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب في سياق كلمته أن الأمر يتطلب إقامة مراكز تعليم وتأهيل وتدريب في المجالات المختلفة تتيح للنزيل فرصة اكتساب مهنة أو حرفة توفر له سبل العيش اللائق والكريم بعد خروجه إلى الحياة الاجتماعية وإنشاء مرافق للأنشطة الرياضية والترفيهية نظرا للأثر الايجابي الكبير الذي تتركه على أوضاع النزلاء. وتحدث كومان عن ضرورة تعزيز الإرشاد الديني في المؤسسات العقابية والإصلاحية باعتبار أن الأديان السماوية تركز على الجوانب الأخلاقية وقيم المودة والتسامح والابتعاد عن الفساد والرذيلة والانحراف مشددا على أهمية تنمية الوازع الديني لدى النزلاء والتركيز على توضيح حقيقة التعاليم الدينية في مواجهة الأفكار المضللة التي تعمد المنظمات الإجرامية والإرهابية إلى زرعها في نفوس البعض لتنفيذ أعمال بعيدة كل البعد عن رسالة الأديان وأهدافها. ودعا الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب إلى العمل على تقديم ما يلزم من الإعانات والدعم إلى أسر النزلاء خاصة عندما يكون النزيل هو المعيل الوحيد لأسرته. ويناقش المؤتمر موضوعات تتعلق بالبدائل الحديثة لعقوبة السجن ونطاق تطبيقها ومواجهة الإضراب وأعمال الشغب في المؤسسات العقابية والإصلاحية وإعادة تأهيل الأمهات والنزيلات في المؤسسات العقابية والإصلاحية. ومن المنتظر أن تحال التوصيات الصادرة عن المؤتمر إلى الأمانة العامة تمهيدا لرفعها إلى مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته المقبلة للنظر في اعتمادها.