النفحات الرمضانية كانت تهل علينا قبل حلول شهر رمضان المبارك بشهرين أو ثلاث شهور.. كانت رائحة رمضان الزكية والإحساس بالروحانية الممزوج بالفرحة والقداسة والتكريم والتبجيل لهذا الشهر الفضيل.. كانت هذه المظاهر من سمات المسلمين المستقبلين لرمضان سواء أكانوا من عامة الناس أو من المسؤولين وبالأخص المسؤولين عن الإعلام المرئي والمسموع والمقروء على حد سواء.. فعامة الناس سيستقبلونه بالتأدب معه والحرص على ترك المحرمات والإقلاع عن ممارسة بعض السلوكيات الخاطئة كالتدخين..كما أنه فرصة لمن يرغب في انقاص وزنه.. أما الإعلام فالمسؤولؤن الكرام يسارعون بالإعداد الجيد للبرامج المنتقاة لتناسب هذه الفترة الدينية.. فلا موسيقى ولا غناء ولا طرب ولا رقص..بل تجد مسلسلات تحكي عن سيرة الأنبياء والصحابة وهذه المسلسلات شبه معدومة في الوقت الحاضر.. وتجد المسابقات غير الربحية مثل برنامج "حروف" الذي كان يقدمه المذيع المخضرم الأستاذ ماجد الشبل وهذه أيضاً لم تعد موجودة.. وتجد الأفلام الخالية من النساء الخليعات بل هي أفلام تنحى منحى الثقافة الدينية وإن وجد فيها نساء فهن نساء محجبات حجابا اسلاميا كاملا.. لقد افتقدنا التمثيليات التي تتناول القرآن الكريم وقصصه.. لقد افتقدنا تلك التمثيليات التي تحكي عن بعض الشخصيات التاريخية المشهورة الشجاعة.. أو تلك التي تجعلنا نضحك معها كشخصية ِأشعب وأبو دلامة وغيرها من الشخصيات الفكاهية.. لقد أصبح رمضان في الوقت الحالي مرتعاً لكل مسلسل "هابط" لم يتم عرضه على مر شهور السنة الهجرية ولا يناسب شهر الصيام بل على العكس فإنه عون للمتكاسلين لأن يتركوا القيام وتذهب بركة الشهر وهم ما زالوا نيام.. فتجد أن المسؤولين عن إنتاج الأفلام والذين لا تهمهم قدسية الشهر بل تهمهم المادة لم يجدوا إلا شهر رمضان ليخرجوا فيه بضاعتهم الخبيثة ليحصل الفلم الهابط على أكبر قدر من المشاهدين الذين يفاجئون بطمس سمات الروحانية وزوال طابع الدين وخلوه أيضاً من مظاهر العبادة في شهر العبادة.. همسة للإعلاميين وبخاصة هي همسة إلى كل منتج للأفلام والمسلسلات: نتمنى أن نشاهد برامج وأفلاماً ومسلسلات دينية تناسب هذا الشهر الكريم..نتمنى أن تكون أجواء المشاهد أجواءً رمضانية تتسم بالنفحات الإيمانية.. نتمنى أن نرى في التمثيليات مظاهر متنوعة من المظاهر التي تميز شهر رمضان كالفتوحات الإسلامية وكظاهرة المسحراتي والمدفع وإحياء العادات التي تتسم بالكرم بين الأهل والأصدقاء والجيران.. وكل رمضان وأنتم بخير.. حنان محمد الغامدي