أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن معرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" الذي ينظمه حاليا متحف اللوفر بباريس ليس معرضا تسويقيا عن السياحة في المملكة وإنما هو معرض لإظهار بُعد يكاد يكون مغيبا عالميا وهو بُعدها الحضاري والتاريخي. وفي تصريح صحفي عقب انتهاء حفل تدشين المعرض الذي افتتحه الثلاثاء الماضي نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بحضور معالي وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير نيابة عن فخامة الرئيس الفرنسي نيوكولا ساركوزي , قال الأمير سلطان بن سلمان: إن الهدف الأساسي للمعرض هو التعريف بالحضارات المتعاقبة والتواصل الحضاري في الجزيرة العربية وأن الدور الكبير للمملكة الذي تقوم به عالمياً في الوقت الحاضر هو دور أصيل عبر التاريخ وهي تؤديه اليوم بكل جدارة لأنه دور متأصل ومبني على طبقات من الحضارات المتعاقبة, وخادم الحرمين الشريفين حفظه الله يؤدي هذا الدور بكل كفاءة ويعي هذه المسئولية الكبيرة ونحن نقتدي به حفظه الله ونعمل انطلاقا من توجيهاته بإبراز هذا الدور وهذه المكانة الرائدة للمملكة من خلال هذه المعارض. ولفت سموه إلى أن ما يقدم في هذا المعرض لا يشكل سوى واحد بالمائة أو أقل من الآثار المستكشفة في المملكة, وأضاف: نحن نعمل الآن مع الفرق الوطنية والدولية لاستكشاف مواقع كثيرة هذا العام، وبالتحديد في 2009 وبداية 2010 وجدنا مستكشفات أثرية بالغة الأهمية تزيد عن ما تم اكتشافه في الخمس سنوات الماضية وسيتم قريبا الإعلان عنها. وثمن سموه ما أشار إليه سمو الأمير سعود الفيصل في كلمته في حفل الافتتاح من أن الهيئة استطاعت أن تنفض الغبار عن هذا الكنز, مؤكدا أن ما حواه هذا المعرض ليس سوى جزء يسير من هذا الكنز. وقال سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إن المعرض هو تأسيس لبُعد مغيّب يضاف للأبعاد الهامة للمملكة, التي هي معروفة ببُعدها الديني والاقتصادي والسياسي, ولكن البُعد المغيب عالميا ويكاد يكون محليا أيضا هو بُعدها الحضاري الذي تشكل من خلال هذه الطبقات المتراكمة من التاريخ, لذا نحن ننطلق لتعزيز هذا البعد بشكل أوضح ومتكامل من خلال هذه المعارض, و معالي وزير الخارجية الفرنسي قال كلمة مهمة, لم أعرف مكونات المملكة التاريخية والحضارية بشكل متكامل في مكان واحد وفهمتها كما فهمتها في هذا المعرض, وهذا بلا شك يؤكد أهمية المعرض رسالته. وأضاف يقول: ونحن اليوم نثبت عظمة هذا الدين العظيم لأننا نظهر هذه الحضارات المتعاقبة التي نزل الإسلام في أرضها ونظهر تعامل الإسلام مع الحضارات من منطلق قوي وثابت والحمد لله أصبح الإسلام منهجناً وجامع لنا كأمة في المملكة, ونحن والحمد لله متفقين ونستشير ونستفيد من نصيحة علمائنا الإجلاء, وهذا المعرض معرض مفخرة واعتزاز لهذه الدولة التي حافظت على القيم الإسلامية ومبادئ الإسلام الأصيلة وفي نفس الوقت تعي تراثها ولا تمحيه أو تمسحه أو تغيبه. وأشار إلى أن المعرض سينتقل بمشيئة الله في شهر نوفمبر القادم إلى برشلونة ثم إلى عواصم أوروبية ومدن أمريكية, كما سينتقل إلى دول خليجية حيث تلقى حتى الآن دعوات من قطر والبحرين.