قال المهندس ضيف الله بن عايش العتيبي امين المنطقة الشرقية أن المنطقة تتمتع بأهمية تاريخية وجغرافية وصناعية وتجارية رسّخت مكانتها وساهمت في معرفتها على المستويات المحلية والإقليمية والدولية وأضاف:كانت هذه المنطقة تقع في مفترق الطرق التجارية والثقافية في العالم القديم ، ومع بزوغ فجر الإسلام دخل أهلها في الإسلام وإقيم فيها ثاني مسجد في الإسلام بعد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو مسجد "جواثا " في الإحساء ، ويوجد في المنطقة العديد من الآثار والرموز التاريخية التي تدل على عمق تاريخها القديم . ولقد حباها الله موقعا جغرافيا متميزا على ضفاف الخليج يزيد طوله على(700 ) كيلو متر، وهذا الموقع في حد ذاته يعد عنصرا أساسيا ومقوما هاما من مقومات السياحة المحلية والعالمية ، وتسود فيها أجواء شتوية مشمسة تمتد لأكثر من نصف العام ويقترن ذلك بالخضرة الدائمة والواحات الزراعية والعيون وأشجار النخيل الكثيفة ، وفيها الصحاري والكثبان الرملية الشاسعة التي يفتقد لمثلها الكثير من سكان العالم ، وفي باطنها وتحت أرضها ومياهها ترقد بحيرات النفط التي تزود العالم بالطاقة الأساسية التي تدير مصانعه وآلياته التي يعتمد عليها في صنع الحضارة الإنسانية في هذا العصر . واستطرد بالقول :حظيت هذه المنطقة كغيرها من مناطق المملكة باهتمام وعناية حكومتنا الرشيدة التي أرست على مدى العقود القليلة الماضية جميع القواعد والعناصر الأساسية التي تقوم عليها نهضة شاملة في جميع أرجاء الوطن ، وأولت جانب السياحة والترفيه قدرا كبيرا من عنايتها واهتمامها وبذلت في هذا السبيل الجهد والمال ونفذت العديد من مشاريع السياحة والترفيه في كافة المناطق وتركت الأبواب مشرعة أمام المستثمرين من القطاع الخاص لخوض هذه التجربة وهيأت لهم كل المساعدة والتسهيلات اللازمة التي تكفل النجاح .ثم جاء صدور الأمر السامي الكريم بإنشاء الهيئة العليا للسياحة في المملكة ليعكس مدى الاهتمام الذي توليه قيادتنا لقطاع السياحة والرغبة الأكيدة لديها في تنمية هذا القطاع وتطويره باعتباره يمس حاجات هامة وضرورية في حياة المواطنين تتمثل في توفير سبل الترفية والترويح السياحي الداخلي لهم والتخفيف من عناء الحياة اليومية وضغوطها المتزايدة مع المحافظة على القيّم والمبادئ والعادات والتقاليد الخاصة بمجتمعنا الإسلامي ، والتقليل من تسرب المبالغ الطائلة التي تنفق على السياحة الخارجية . وفي المنطقة الشرقية الغنية بمقوماتها السياحية الطبيعية ، وفي ظل توجيهات وطموحات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية نحو جعلها منطقة جذب سياحي وترفيهي متميزة وان تصبح لؤلؤة على ضفاف الخليج فقد تم إنجاز العديد من المشاريع السياحية والترفيهية الضخمة التي انتشرت على شواطئ المنطقة وداخل مدنها ، كما أدى ذلك إلى تشجيع القطاع الخاص لخوض مجالات الاستثمار السياحي والاستفادة من كافة التسهيلات التي توفرت لرجال الأعمال وحفزت جميع الجهات العامة والخاصة على تطوير وتحسين خدماتها بوجه عام . وقال المهندس العتيبي:وفي إطار هذا التوجه قامت أمانة المنطقة الشرقية بجهود حثيثة تجسدت في انجاز مشروع كورنيش المنطقة الشرقية بجزئيه في الدمام والخبر بما يشمله من مشاريع استثمارية وسياحية متعددة ، وتم تطوير شاطئ نصف القمر وشمل ذلك إنشاء القرى والمنتجعات السياحية كما أنجزت مشاريع الكورنيش على امتداد الشاطئ بمدن المنطقة( سيهات والقطيف والجبيل ورأس تنورة والخفجي والعقير ) ذلك إلى جانب النوادي البحرية والمدن الترفيهية والمطاعم والبوفيهات وغيرها من الخدمات المساندة ، وتم تطوير الواجهات البحرية بالخبر والدمام بما تشمله من مشاريع سياحية وترفيهية مثل منتزه الأمير فيصل بن فهد بالخبر ومنتزه الملك عبد الله بن عبد العزيز بالدمام والعديد من المشاريع الاستثمارية الأخرى . ورافق هذه الجهود إنشاء العديد من المشاريع الترفيهية والسياحية داخل مدن المنطقة كالمنتزهات والحدائق ومدن الألعاب والأسواق المغلقة والمجمعات التجارية الحديثة والفنادق والشقق المفروشة والمطاعم والاستراحات الراقية إلى جانب مشاريع التحسين والتجميل المتواصلة للميادين والشوارع والمواقع السياحية ومداخل المدن . وأبان أن أمانة المنطقة الشرقية تدرس حاليا مشروع التطوير الإستراتيجي المستقبلي لمنطقة نصف القمر كمدينة حديثة متكاملة وكذلك منطقة العزيزية وذلك إنطلاقا مما يتوفر لهذه المناطق من مقومات سياحية متميزة تساعد على قيام الكثير من الأنشطة السياحية والترفيهية والتجارية والثقافية والتعليمية والصحية والرياضية وإقامة المعارض التجارية والصناعية والفنية ومراكز المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية وذلك دعما لهذا التوجه التكاملي . وأكد أن الطريق إلى إيجاد صناعة سياحة حقيقية طريق طويل لا يتوقف على توفر عنصر واحد فقط كالمقومات الطبيعية مثلا ، ولكن الأمر يتطلب تضافر عناصر عديدة وبذل جهود حثيثة ونفقات كبيرة ورغبة أكيدة وإصرار على تحقيق الأهداف ، وعلى كل حال نستطيع أن نقول في هذه المنطقة أننا نخطو خطوات ثابتة على الطريق وتحقق لنا الكثير من الأهداف والتطلعات التي تروق للمواطنين والوافدين للمنطقة وتجذبهم إليها . واختتم تصريحه بقوله:عاما بعد عام تشهد هذه المنطقة إقبالا متزايدا من المواطنين والزائرين إليها من المناطق المجاورة ومن أبناء دول مجلس التعاون الخليجي خصوصا في مواسم الأعياد والإجازات حيث تمتلئ بهم الشواطئ والمنتزهات والحدائق والأسواق والفنادق والشقق المفروشة والمطاعم ، وتظل الطموحات والآمال كبيرة والعمل متواصل حتى تتحقق الأهداف بإذن الله .