افتتح فى اسطنبول امس المنتدى الاقتصادى العربى التركى بمشاركة ممثلين عن 21 دولة عربية ووفد من الجامعة العربية برئاسة الأمين العام عمرو موسى. ويسعى المنتدى الذي رعى افتتاحه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى توطيد التعاون في خمسة محاور هي المجال السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي /التربوي والعلمي/ والتنمية الاجتماعية. وفي كلمته أمام المنتدى قال الأمين العام للجامعة العربية إن على الجميع أن يدرك وحشية واعتداء إسرائيل المتواصلين في انتهاك لحقوق الإنسان والقانون الدولي. وأضاف "إسرائيل هي السبب الرئيسي للثقب الأسود في المنطقة". وأعرب موسى عن تعازيه في مقتل تسعة أشخاص خلال الهجوم الاسرائيلي على سفينة المساعدات التركية التي كانت متجهة إلى غزة الأسبوع الماضي .. وقال "إنهم شهدائنا أيضا". من جهته قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ان بلاده تستهدف اقامة منطقة تجارة حرة بدون قيود التأشيرة مع الدول العربية. وأضاف /نريد أن تتحرك العربة من تركيا وتصل الى المغرب دون أن تتوقف عند أي بوابات حدودية/. وقال /ضمن هذا الاطار سنصدر في المساء اعلانا لاقامة منطقة للتجارة الحرة بين تركيا وسوريا والاردن ولبنان/. بدوره أكد رئيس المجلس التنفيذي لاتحاد الغرف التجارية والبورصات التركية رفعت هيصار جيكلي اوغلو ضرورة إنشاء بنك تركي عربي مشترك. وقال فى كلمة أمام الاجتماع الخامس للمنتدى الاقتصادي العربي التركي إن العالم العربي يمتد من المحيط الأطلنطي الى الخليج العربي بكتلة سكانية تبلغ 350 مليون نسمة ويقع فى قلب منطقة الاهتمام التركي بعالم الأعمال. وتابع المسؤول التركي أنه فى الوقت الذى يشهد فيه العالم تغييرا فى موازين القوى فإن مجتمع الأعمال فى تركيا يأمل فى ان يرى العالم العربي وقد انتهى من حل مشاكله الاقليمية وصولا الى تحقيق الاستقرار والرخاء. وأضاف "اننا نرغب فى الوصول بالتعاون مع العالم العربي الى أقصى درجات التعاون والاندماج". واشار الى أن العلاقات التجارية بين تركيا والعالم العربي تطورات بشكل كبير فى السنوات القليلة الماضية .. موضحا أن هناك العديد من الخطوات التى يجب اتخاذها لمواصلة هذا التوجه فى مقدمتها تحديث وسائل النقل والمواصلات وإنشاء نظام بنكي قوي وتقليل اعتماد رجال الأعمال العرب والأتراك على البنوك الأجنبية والحفاظ على رؤوس الأموال بالمنطقة وتنميتها فى داخل المنطقة نفسها ولصالحها. ودعا رئيس اتحاد الغرف التجارية والبورصات التركي الشركات العربية والمستثمرين ورجال الأعمال الى زيادة حجم استثماراتهم فى تركيا قائلا "دعونا نعمل معا لتحويل منطقتنا الى منطقة للسلام والاستقرار والرفاهية". من جانبه أكد وزير المالية التركي محمد شيمشك بأن عقد اتفاقيات تجارة حرة بين تركيا والدول العربية ستساهم في السلام في المنطقة .. لافتاً إلى أن التجارة بين الطرفين ازدادت في العام 2009م أربع مرات أكثر من العام 2002م وأشار إلى توقع أن تحقق تركيا هذا العام نمواً يصل إلى 7%. وقال شيمشك خلال المنتدى "اتفاقيات تجارة حرة بين تركيا والبلدان العربية ستساهم ليس فقط في رفع مستوى الرفاهية بل أيضاً في السلام" .. مضيفا "علينا أن نخصص موارد للبحث والتنمية وللبنى التحتية وكذلك موارد بشرية ، وهذا هو المفتاح للوصول إلى استقرار طويل الأمد".