حينا يغمر نور الحق القلوب ويضيء جوانب النفوس المجبولة على الركون إلى الحياة الدنيا تحلق الأرواح في الملكوت العظيم مؤملة في رحمة من وسعت رحمته كل شيء. أفاتُ إلى ساح الإله مؤملاً ... فما رد عبدُ جاء بابك داعياً هي إذن لحظة فاصلة .. لحظة الانعتاق من الرزايا والخطايا والظلم واللمم والانطلاق إلى مراقي الطهر والصلاح .. فما كان باب الله يقفلُ لحظة ... ولاثم جندُ يمنعون الموافيا وتستبين دروب الهداية وتتسارع الخطى على نهج نبينا الكريم وصحابته المبجلين إلى حسن الخاتمة.. إليكَ إله الخلق جئت موافياً=بقلبٍ سقيم شاكياً بؤس حاليا وعدت بذنب قد جنيت بغفلة=إلى ساحِ ربي ذي الجلال مناجيا وفي النفس آمالٌ بعفو ورحمةٍ=مِن الله شوْقاً للمتوبة صادياً سنون من العمر الشّباب قضيتها=لعوباً شغوفاً بالمتاهة صابيا أُسامِرُ أخْدان الغواء بظلمةٍ=وما كنت مرضيا ولا كنت راضيا خلا أنها الأيام تغري منْ يُلنْ=قناة إباء ذلةٍ وتواطياً وتذكي من الشوق الدفين بنزوةٍ=هي السقط والإذعان بئس المناديا جنيت من الاعمال ما ساء فعله=ضياعاً وأهمالاً وسقطاً مواريا تركت من الأفعال ما كان خيره=يجل بهاءً في الشغاف مصافياً ويدعو إلى الاصغاء للهدي دونما=يكبّدني وزراً ثقيلاً مجازياً قضيت من الايام إذ كنتُ لاهياً=أغرّ بحلم ناعم الهمس غانيا وأتبع شرّ النفس وفي النَّفس صبوةٌ=تنوص عن الإقبال للخير داعياً كأن مسار الدرب أمسي يحُوطني=سفاهاً وأحباطاً وسقطاً موالياً فيا نفس كفي عن عوائك واسْتحي=فما عاد فيك العمر يقوى التلاهيا وفيئي إلى ساح الإله فإنه=مناخ به تحيا القلوب زواكيا ويُسري هموم النفس إما تراكمتْ=بخفق ينزّ البرح نزاً مصالياً وعودي إلى ساح النّجاة «لأحمدا»=نبيّ الهُدى خير الأنام تساميا وعُبي من النّهل المُصفّى رحيقه=من الدين عباً تسْتنير الدياجيا وتترك في النفس الشعاع يضيئها=فيمسي بخفق القلب نوراً وهادياً إليك أبثُ العتب يا نفس فافزعي=وهبي الى كبح السفاه تعاليا وسيري على درب الهداة فإنّهم=ذوو عزمة في الحق عافوا المخازيا أقاموا على نهج النبي «محمد»=بنفس تتوق الموت صوب الأعاديا فسادوا بصدق في اليقين وصحوة=هي الحب والاصفاء نعم المواليا نبي له في كل خفق محبة=تجدد أمالاً لمن كان ساهيا وتسْبر غور النفس حصناً ممنّعاً=لكبح جماح اللهْو عزماً مجافيا فيا رب زدني باليقين تمسكاً=فإني رأيت النّور يغشي فؤاديا وكلي آثام جنيتُ وضيعةٌ=لها في خلايا النفس ما بات ضارياً أتيتك أرجو الصفح عمّا جنيته=وفي النفس آمالٌ يفضن الأمانيا فما زلت أرجو من إلهي منّةً =هي العفو والغفران طهراً لما بيا «إلهٌ» له في كل أمر محجّةٌ=كما النور في الأعماق يُصفي الغواشيا أفأت إلى ساح الإله مؤملاً=فما رد عبدٌ جاء بابك داعيا تجيش به الآلام ليلاً لما مضى=وتؤنسُه الآمال دفقاً مواتيا فما كان بابُ «الله» يقفل لحظةً=ولا ثمّ جنْد يمنعون الموافيا «إله» له أسْمى الصفات فريدةً=بلا شبهٍ في الذات حاشاه ساميا أتَيْتكَ يا ربّاهُ أشكو مضلتي=وما كان منّي من ركاسٍ مغالياً وكلي إيمانٌ بأنّك غافِرٌ=معاذك تجْفو العبد إن جاء راجياً إليك أمدّ الكف ذلاً تضرعاً=ومستنصراً «بالله» جب المعاصيا فإني رأيت النور يجلو بصيرتي=وينجي من الآثام من كان لاهيا فجئتُ وقلبي بالضياء مشعشعٌ=لما قد رجوت من إلهي .. تغاضيا فإني أسيرٌ للذّنوب جنيتها=على غفْلةٍ مني تثير المآسيا فيا رب هبْ لي من رضاكَ مظلةً=بها أجْتلي نور الهداية حانيا فأكبحُ جمح الغيِّ ركلاً بعزمةٍ=لما كان عندي منْ شنارٍ مغاويا أقمْتُ بظل النّور أرْقب حالتي=فكمْ كنْت يوْما بالجهالةِ حافيا وحسبي وجَدتُ «الله» جلّ جلالهُ=كريماً حليماً للمُنيب مواسيَا