سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العريني في الملتقى الأدبي للرابطة: في رواياتي أعيد الاعتبار للشخصية الإسلامية وترسيخ جو المودة والرحمة في الأسرة العريني في الملتقى الأدبي للرابطة: في رواياتي أعيد الاعتبار للشخصية الإسلامية وترسيخ جو المودة والرحمة في الأسرة
استضاف المكتب الاقليمي لرابطة الادب الاسلامي العالمية بالرياض الروائي د. عبدالله العريني الذي تحدث عن (تجربته في كتابة الرواية)، في الملتقى الادبي الشهري بمقر المكتب بمدينة الرياض. وقد اعادي الروائي د. عبدالله العريني بداية علاقته بالرواية الى سن مبكرة عندما كان في نهايات المرحلة الابتدائية، اذ كان يساعد الاسرة في بيع بعض الكتب والالعاب لتأمين مستلزمات المعيشة. ومن علاقته المبكرة بالكتاب دخل عالم الرواية فقرأ لتشارلز ديكنز: الآمال الكبيرة، وقصة مدينتين. وانه تأثر به في قضية عدم التكلف وموازنة الواقع. وكان لروايات نجيب محفوظ حضور كبير اذ كان يشتري الرواية فيقرؤها ثم يبيعها على باب الجامع، وقرأ من الروايات البوليسية لارسين لوبين التي كانت لها جاذبية باسلوبها المثير. ومن الروائيين الذين شكلوا خلفية الابداع الروائي لدى العريني هو الروائي السوري حنا مينة. ونمت القدرة الابداعية في كتابة الرواية لديه من خلال ارتباطه بألف ليلة وليلة، ومتابعة المسلسلات المرئية في التلفاز، والتي كانت تعرض احيانا روايات عالمية معربة، ومنها المسلسل الامريكي (الهارب) الذي كان له جاذبية كبيرة. وقد استعرض د. عبدالله العريني بايجاز خطوات كتابة رواياته الاربع (دفء الليالي الشتائية، ومهما غلا الثمن، ومثل كل الاشياء الرائعة، وايامنا الصعبة) وهي على التوالي اخذت موضوعها من خلال ارتباط البيئة السعودية بالبيئة الامريكية من خلال المثقف عبدالمحسن وزوجته، والبيئة الاندونيسية من خلال الخادمة الاندونيسية التي عملت لدى اسرة سعودية، والبيئة الافريقية بالبيئة السعودية من خلال الطالب (مهدي موهيلي) الذي تخرج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وعاد الى موطنه جزر القمر والروايات الثلاث تقدم صورة ايجابية للشخصية الإسلامية العادية وتنتصر للخير في النهاية. اما روايته الاخيرة ايامنا الصعبة فهي تقدم صورة الماضي البائس مقارنة مع الرضا بالحاضر الذي يعيش رفاهية غير عادية ولكن يفتقد الرضا والسكينة النفسية. واذا كانت الرواية الاخيرة لصيقة بحياة الروائي نفسه من خلال ما رأى وما سمع عن الحياة القاسية في وسط الجزيرة العربية فأن رواياته الثلاث المرتبطة ببيئات خارجية اسلامية وغير اسلامية اثارتها علاقات مثل زيارة لاندونيسيا وجزر القمر، والصلة مع طلبة مبتعثين الى امريكا. ويؤكد د. العريني انه اختار عن وعي نوعا من الصراع الهادئ وتقديم علاقات اسرية حميمة يسودها الاستقرار والسكينة بناء على الاصل القرآني في العلاقة بين الزوجين، وهي علاقة المودة والرحمة والسكن. بعكس السائد في الروايات الاجتماعية العربية وغير العربية التي تقدم جوا مشحونا بالتوتر والانفصال والخيانات الزوجية وغيرها من المشاهد التي تنتشر في روايات نجيب محفوظ واحسان عبدالقدوس ويوسف ادريس وغيرها، التي تخالف المنهج الإسلامي في تناول هذه العلاقة المقدسة. الدكتور العريني الذي يعيش في اعماله الروائية هم الفكرة والتطبيق في تقديم (روايات الادب الاسلامي) التي يعنون بها اغلفة اصداراته عبّر عن شكواه من عدم قيام دور النشر بتوزيع رواياته كما ينبغي، ومن تقصير النقاد الإسلاميين في تناول هذه الروايات بالنقد والتحليل واظهار مالها وما عليها بما يصقل التجربة الابداعية الروائية للمؤلف. وقد وجه الشكر لعدد من الكتاب الذين كتبوا عن رواياته وهم د. حسين علي محمد ود. علي بن محمد الحمود، ود. حبيب المطيري، ود. امين الستيتي، والاستاذ محمد الحناحنة، غير ان كتاباتهم لم تكن كافية في تقويم تلك الاعمال. وقد شهدت الملتقى مداخلات اثنت على المسيرة الروائية للدكتور العريني، وحاصرته بالعديد من الاسئلة عن مشروعه الذي يتميز بسمو الهدف ووعورة الطريق. وكان من ابرزها اعادة كتابة رواياته بطريقة الاخراج المرئي (السيناريو) لتنتقل هذه الاعمال من عالم القراءة الى عالم المشاهدة. وقد ادار اللقاء د. وليد قصاب واكد على ضرورة الاستمرار في تقديم اعمال روائية وفق المنهج الاسلامي في عالم مليء بالدعوة الى الخروج على هذا المنهج من خلال الابداع الادبي بانواعه. حضر الملتقى جمع من المهتمين بالأدب الإسلامي، والعمل الروائي خاصة.