قام صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية مساء امس بزيارة تفقدية لمقر قوة جازان. وكان في استقبال سموه قائد قوة جازان اللواء الركن حسين بن محمد معلوي وعدد من كبار ضباط القوة حيث تجول سموه على عدد من الوحدات العسكرية واستمع لإيجاز عن القوة. عقب ذلك شرف صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز الحفل الذي أقامته قيادة قوة جازان. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل قائد المنطقة الجنوبية اللواء الركن علي بن زيد خواجي وعدد من منسوبي القوات المسلحة بالمنطقة الجنوبية. بعد ذلك عزف السلام الملكي. ثم بدأ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. وألقى قائد قوة جازان كلمة شكر فيها سموه على هذه الزيارة مشيداً بالمعنويات العالية لمنسوبي القوات المسلحة واستعدادهم الدائم للدفاع عن هذا الوطن الغالي سائلاً الله تعالى أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها في ضل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله . بعدها القيت قصيدة شعرية بهذه المناسبة. ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية الكلمة التالية: الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه. أيها الأخوة والزملاء منسوبو قيادة قوة جازان... أيها المقاتلون البواسل... الإخوة شيوخ القبائل... أيها الحفل الكريم... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أحييكم في هذه الأمسية الرائعة ، وفي هذه المنطقة الغالية ، أمسية رائعة لأنها تشع وفاءً ، وتقديراً لكل رجل يستحق التقدير ،في منطقة عزيزة على قلوبنا جميعاً " لؤلؤة الجنوب " جازان العريقة بتاريخها المجيد ورجالها الأوفياء الصناديد ، التي تعد البوابة الجنوبية لمستطيل يبلغ طوله " 1700" كليو متر وعرضه "1400" كيلو متر وبحدود برية مترامية الأطراف ، يصل طولها ل "4430" كليو متراً مكونة من شبه قارة حاضنة لأغلى وطن ، وطن التوحيد ، والعلم المجيد ،والرأي السديد وطناً يضم بين أرجائه أطهر البقاع ، ومهوى أفئدة المسلمين ، بيت الله الحرام ، ومسجد رسوله الكريم عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم ، ومليكها خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية الذي شرفني أن أنقل لكم خالص تحياته وتقديره ،وكذلك سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس والوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ، للتعبير لكم عن مدى ما يكنانه لكم جميعاً من الإعجاب والتقدير ، على ما قمتم به من بطولات مشرفة وعطاءٍ لا محدود. أيها الإخوة رفاق الدرب ، زملاء السلاح ، ورفقاء النصر.. لقد أتيت إليكم هنا ، وأنا معكم قلباً وقالباً . وبكل أحاسيسي التي تفيض بحب وتقدير كل رجل منكم هنا وهناك .. كيف لا ؟ وأنتم الرجال الميامين ، والجند المخلصين ، حيث أسهمت البيئة العربية الأصيلة والآداب الإسلامية الرفيعة في تكوين شخصياتكم ،رجالاً أوفياء وقدمتم أرواحكم على أكفكم فداءً لله ،ثم المليك والوطن . أيها الزملاء الأعزاء .. إذا كان الحاضر هو سجل الماضي فإن المستقبل هو جنى الحاضر ، وإذا رجعنا للوراء قليلاً ، فإننا نعد معركة الخفجي ، التي دارت رحاها على الأراضي السعودية ، هي أكبر معركة جرت داخل المناطق المبنية ، أبلى خلالها رجال القوات السعودية بلاءً حسناً ، وكانت وستظل نقطةً مضيئةً في سجل التاريخ العسكري السعودي ، وبالأمس القريب جاءت معركة تحرير حدودنا الجنوبية ، من زمرة المتسللين المعتدين لتؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك بأن هذه المعركة هي أول معركة جبلية تدور رحاها على الأراضي السعودية ، في مناطق جبلية معقدة ، وهي بلا شك ثاني اختبار حقيقي للكفاءة القتالية للقوات المسلحة السعودية ، حيث برهنت على أن الجندي السعودي قد أثبت للعالم أجمع مقدرته على استيعاب أحدث التكنولوجيا العسكرية ، وأشدها تعقيداً ، فبذل النفس والنفيس ليرفع كلمة الله ، أو يستشهد دونها ، وبهذا فإن جنودنا البواسل قد ضربوا أروع الأمثلة في البسالة والولاء ، والتضحية والفداء. أيها الأخوة... الحمدلله على كل حال ،فبلادنا شامخة عالية ، وذات مكانة دولية مرموقة في كل الأحوال ، إلا أن تلك المكانة تدعونا إلى اليقظة في عالم يموج بالأحقاد والفتن ، ولا سبيل إلى الحفاظ على أفضل الأوضاع إلا بالاستعداد لأسوأ الاحتمالات ،فالقوة هي الدرع الذي يحمي الحق ، ويصون الكرامة ، ويحقق الأمن والأمان ، وأنتم أيها الأبطال الوسيلة المثلى لتحقيق تلك الأهداف ، وقد حققتم ولا مناص من الاستعداد وحمل السلاح والاعتماد بعد الله على قوتنا الذاتية لدرء المخاطر المحتملة على بلادنا. إخواني وأبنائي الأعزاء ذوي أبنائنا الشهداء... إن بسالة أبنائكم، وإخوانكم ،وكل عزيز لديكم ، فاضت روحه الطاهرة بالشهادة ، في ملحمة الوطن ،لهي وسام شرف في جبين الوطن ، لقد ضحى تلكم الأبطال بأرواحهم ليبقى الوطن آمناً ، ويعيش أبناؤه سالمين في الدنيا، ولقد انتقلوا إلى مرحلة الخلود بعد أن ارتوت الأرض بدمائهم. إن الشهادة درجة رفعية يرفع الله إليها من يتخير من عباده ، فهي منحة وليست محنة ، وإذا أراد الله أن يرفع درجة إنسان اختاره شهيداً ، قال تعالى :(ويتخذ منكم شهداء) والشهيد أرفع الناس درجة بعد الأنبياء والصديقين. وإنني في هذه الأمسية ليشرفني أن أكرم كل واحد منهم باسم القيادة الغالية ، وأبناء هذا الوطن العزيز ، وباسم إخوانهم رفقاء السلاح ، رجال القوات المسلحة ، تقديراً للتضحيات الكبرى التي قاموا بها ، لتحرير أراضينا من المعتدين ، وتأكدوا بأن الوطن لن ينس أبناءه وللشهيد وأبنائه ووالديه أنظمةً سنها ولي الأمر حفظه الله وكفلها النظام . وإنني ومن هذا المقام يسعدني أن أزف البشرى لجميع ذوي شهدائنا الأبرار وفي كل مكان بأنه قد صدرت الموافقة الكريمة على إنشاء إدارة متخصصة تتولى متابعة شؤون أسر الشهداء وذويهم ، لتواصل قواتنا المسلحة الغالية رسالتها السامية في الدفاع عن الوطن ،ورعاية أسر وذوي أبنائها الذين يستشهدون من أجلنا. وستطلعون على التفاصيل حين يكتمل التأسيس . وأخيراً أوصي الجميع بالحفاظ على ما حققتم ، فما سجله التاريخ لكم من مجد وشرف ، لن يقبل الوطن منكم له بديلاً ، لقد رفعتم الهامات وشرفتم بلدكم ، وأكدتم مقدرتكم ، فإلى الأمام والعلا دوماً ، وأحييكم على وقفتكم الصلبة، ورباطة جأشكم ، وتماسككم صفاً واحداً ، إيماناً بالله ثم ثقتكم بقادتكم . حفظ الله بلدنا وشعبنا الأصيل وادام علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . إثرذلك قام سموه بتكريم أبناء الشهداء ومنحهم وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة حيث تشرفوا بالسلام على سموه وإستلام الهدايا التذكارية من سموه الكريم. عقب ذلك قام سموه بتسليم نوط الشجاعة لعدد من منسوبي القوات المسلحة من الضباط والأفراد وتسلم هدية تذكارية بهذه المناسبة. حضر الحفل نائب معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن حسين القبيل ومعالي قائد القوات البرية الفريق الركن عبدالرحمن المرشد وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة والمسؤولين من مدنيين وعسكريين.