تصوير - إبراهيم بركات .. عاشت إثنينية عبد المقصود خوجه أول أمس ليلة بديعه صدح فيها الشعر وتعانق مع الأدب والفكر والثقافة كان فارسها الشاعر المصري الكبير أحمد عبد المعطي حجازي الذي صدح بمجموعة من أجمل اشعاره تحت ضغط طلبات القطاع النسائي من الإثنينية الذي شاركت معهم في الحضور زوجة الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي . كان الحضور كثيفاً في تلك الليلة وفي مقدمة الحضور معالي الدكتور رضا عبيد ومعالي الدكتور مدني علاقي والدكتور عبد الله مناع والاستاذ محمد سعيد طيب والسفير علي العشيري القنصل العام المصري بجدة والدكتور عبد المحسن القحطاني رئيس النادي الادبي بجدة والدكتور عبد الله باسلامة والاساتذة محمد الفايدي وعبد الحميد الدرهلي وإحسان طيب والدكتور سعيد يحيى رئيس صندوق الجالية المصرية بجدة ونائبه الاستاذ محمد الرزار والكاتب أحمد عائل فقيه والاستاذ اسامه السباعي والشريف محمد أحمد العربي والاستاذ طلعت علي سابق ومجموعة كبيرة من الاكاديميين واساتذة الجامعة وقد بدأت الأمسية بكلمة راعي الإثنينية وصاحبها الاستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه قال فيها : الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: هذه أمسية يأتلق فيها الشعر بعد غياب ليس بالقصير عن أمسياتنا.. سعداء ان نحتفي بالشاعر الكبير، والكاتب الصحفي المعروف، والناقد الأدبي، الاستاذ أحمد عبد المعطي حجازي .. اسم سطع في سماء الكلمة منذ خمسينات القرن الماضي .. أفرد أشرعته مع الريح وضدها، مع التيار وعكس مساره، مع الخيل في مضمارها، وقافلاً في وجهها.. نحتفي به الليلة قادماً من مصر الشقيقة خصيصاً، إسهاماً مشكوراً ومقدراً في إثراء مشهدنا الثقافي والأدبي.ضيفنا الكبير لم يكن توافقياً طوال مسيرته الحافلة بالعطاء والمنجز الشعري والأدبي والصحفي .. بل إن جموحه أودى به كثيراً إلى موارد لايستطيبها كثيرون ..انحيازه للحرية وقيم الحق والعدل غير مشروط، فكم افترش الأرض والتحف السماء ليهدر صوته غير هياب، معلناً أن ما يعتمل في صدره لايخضع للتدجين .. سلامه كلمة، ومركبه كبرياء الجرح، وظلاله كل البرية والقفار.اقترن اسمه برموز نهضتنا الأدبية والشعرية على وجه الخصوص ، فإذا ذكرنا الأساتذة صلاح عبد الصبور، وغازي القصيبي ، وقاسم حداد ، ومحمود درويش، ونزار قباني ، وأحمد مطر ، وأدونيس، وغيرهم.. فلابد أن نذكر بينهم ضيفنا الكريم، إنه من طبقة الذين إذا قيل : أين الناس؟ قال من الشعراء: نحن الناس .. فهنيئاً له غرساً آتى حصاده عبر مراسم خير وقحط، سنابل خضر وأخر يابسات .. ظل المهجر متكأه سنوات طوال.. لكن الوطن كان العنوان الوحيد الذي حمله معه حول العالم .. وتلك أصالة الرجال الذين يدركون تماماً أن الأرض هي الأم والعرض، ليس لها بديل ، ولامندوحة عن الدفاع عنها بكل غالٍ ونفيس .. وإن اختلفت الرؤى ، وزاغت الأبصار.شجنك أيها المحفوف بالتكريم هذه الليلة كبير، ودمعك مسفوح على قيم نمسك بها جمراً في زمن التيه والعزائم المقهورة، فقد اختلطت الاسماء رغم اختلاف المسميات، فإن عز ضوء النهار، أراك أوقدت شمعة كانت وستظل بحجم الشمس. شأن كل مفكر وصاحب فكر يطلق الكلمة في فضاء الأثير، ليس غريباً أن يتفق معه من يتفق ، ويختلف من يختلف، فتلك سنة الحياة وطبيعة الاشياء.. فقط نأمله اختلافاً في الرأي لا يفسد للود قضية.. ذلك أن أدب الحوار والخلاف جدير أن نمنحه حقه من العناية والرعاية، إذ لم يعد المسرح حكراً على رأي أحادي أياً كان .. تلك مرحلة تجاوزها التاريخ ، ونقطة لا عودة دلفت إليها الشعوب شرقاً وغرباً .. وعاد الفيصل عقلاً كرمنا المولى عز وجل بحمله، وأمانة لم تحملها السماوات والأرض والجبال.. وإشفاقاً منها، وخوفاً مما يترتب عليها. ضيفنا الكريم مسكون بحب الإنسان .. مقاطع عديدة خاطب فيها الإنسان، وأحسبه انتقائياً في اختيار إنسان الريف البعيد، رمزاً للنقاء الفطري، راجياً منه إراقة الدمع على كلماته لتنبت أشواقاً إلى واقع جديد.. نابع من قلب أشجاه الأسى، وأحرقه الركض نحو مرافئ حياة كريمة.. فهو المتفائل: "شوقاً الى فرح يدوم.. فرح يشيع بداخل الأعماق، يضحك في الضلوع.. كي تنبت الأزهار في نفس الجميع.. كي لايحبّ الموت إنساناً على هذا الوجود". معارك فارس امسيتنا مشهودة معروفة.. بغض النظر عن حيثياتها، وأسبابها، ومآلاتها، فإنه ظل حريصاً على التمسك بآرائه منافحاً عن أفكاره ومواقفه التي لاتلين، صلابته مجدولة بالبيئة الريفية التي تجمع بعض المتناقضات في أيقونة واحدة: تحترم الصرامة، وتتباهى بالفرح، وتلجأ إلى الحكمة، ولا تتورع عن استخدام العنف بشراسة .. دون أن ترى غضاضة في تنقلها ببساطة بين هذه الأطياف، فلا غرابة أن يصبغ شعره، ومقالاته، ومعاركه، بهذه السيمفونية الصاخبة، ليطل علينا "حياة في حياة" .. غير قابل للتنازل، أو استمراء أنماط المدينة التي احتضنته في القاهرة، وباريس، وغيرها.. وهكذا ظل وفياً للريف بكل دفئه، وزمجرة الريح في أعطافه. الشعر عند ضيفنا الكبير رسالة ووسيلة في آن واحد .. فمن يغوص بين نصوصه المتشظية يدرك بوضوح الهدف الذي يسعى اليه .. وإثنينيتكم ليست معنية إلا بجماليات اللغة الباذخة التي تنساب من قاموس ضيفنا المبدع لتمس أوتار القلوب، محدثة تأثيرها في هدوء تارة، غاضبة أخرى، مترعة بالحنان أحياناً، أو متشحة بالثورة، تجمع فصول السنة، وزوابع أمشير، في صخب لا يكترث بالعواقب. ملمح آخر في مسيرة أستاذنا الكبير، إنه مفتون بالقرية وكل ما يتعلق بها، يحملها بين جوانحه أينما حل أو ارتحل، تلوب في ذهنه وتتماهى مع حضوره مهما بعدت الشقة، يرسمها بالكلمات ويذوب فيها وجداً ، مفرداته لاتنفك عن دروب القرية، فالحضور قوي للنجمة، والطيور، والندى، والأشجار والغصون، جامعي الثمار، والضحى والغروب والصباح والمساء .. وإن تحدث في شأن آخر، مختلف تماماً عن السياق العام الذي تدور حوله هذه المفردات. وآملاً أن نرتوي هذه الليلة من ينابيع ضيفنا الصافية، فأهلاً وسهلاً بشاعرنا الكبير بين أهله ومحبيه .. وقبل أن أنقل لاقط الصوت إلى راعي هذه الأمسية، الأخ الأستاذ الدكتور عبد المحسن القحطاني، رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة، وعضو هيئة التدريس قسم اللغة العربية بكلية الآداب - جامعة الملك عبد العزيز .. أشير إلى أن امسيتنا القادمة ستكون امتداداً لأعراس التكريم التي استحقها الاستاذ الروائي عبده خال لحصاده جائزة "البوكر" العربية عن روايته الموسومة "ترمي بشرر" فالثقافة التي لاتمنحها بعض صحفنا أكثر من صفحتين ، يسطو الإعلان على نصف كل واحدة منهما، قمين بنا أن نفسح لها أكبر مساحة ممكنة، عسانا نؤدي بعض دين مستحق. طبتم وطابت لكم الحياة. عبد المقصود محمد سعيد خوجه الشعر انبثق من مكة وتحدث في الأمسية الدكتور جميل مغربي وقال انني امزج اليوم الترحيب بالثقافة وأبدأ من مكةالمكرمة حينما انبثق الشعر وذكر أنه رافق في رحلته للماجستير صديقاً للشاعر أحمد عبد المعطي حجازي وهو لطفي عبد البديع رحمه الله كما تحدث عن شعر الموشحات مشيراً الى ان الموشح كان أهم تحول .. واشار الى ان الشاعر حجازي كان يحب المدينة على الرغم من أنه من اهل الريف واستهل شعره بكتابه "مدينة بلا قلب". حديث من القلب وتحدث الشاعر المصري الكبير أحمد عبد المعطي حجازي حديثاً من القلب فيه كل الصدق قال أنا محاط بهذا الحب الذي استشعره وانا ايضاً محب واظن اننا قادرون جميعا على ان نلقي الحب بالحب واذا تحدثت عن نفسي فأنا لا استطيع ان اقول عن نفسي ما سمعته اليوم ليس فقط لأن العبارات صادقة من حيث تعبيرها عن قائلها - ويصح جداً أن يكون في هذه الكلمات البديعة شيء من المجاملة ولكن جمال الكلمات دليل على صدقه .. والكذب لابد أن يقع فيه الخطأ.. أنا مدين دائماً لمن عرفتهم في حياتي كما انا مدين لكم الان ولا اريد ان ابالغ او استطرد في المجاملة ونحن في حاجة للتعارف والتقارب واظن اننا نحن العرب بالتراث محتاجون ان نجتمع وان نتحدث ونتكاشف وقال انا مدين لكم جميعاً بهذه الحفاوة ونحن لانستطيع أن نجيب بلا سؤال ونحن بالذات في هذه الايام محتاجون لان نتحاور ونخرج مما نحن فيه وأنا اشعر بصدق أنني في بلدي وبين أهلي فأنا حجازي بالثقافة فهي واحدة وآلامنا واحدة مشيراً إلى أنه نشأ في وسط غني ثقافي قالوا الدكان يقتني مكتبة متواضعة. وكان والدي يحب عبد الوهاب القديم وسيد حلمي وسيد درويش وفي قرية قريبة من قريتنا ظهر الشاعر الصعلوك اسمه عبد الحميد الديب واظن ان شعره قد جمع اخيرا وكنت اجد من يعيرني مالديه من المنفلوطي والعقاد وطه حسين بالاضافة ماكنت اقرأه في المدرسة من الشعر القديم تلك هي القرية التي نشأت فيها وعرفت فيها طريقي للسياسة .. هذه البيئة التي اهلتني بالسياسة وانا في مدرسة المعلمين في عام 1954 عندما طالبت الاحزاب المصرية ضباط يوليو بالعودة الى السكنات واعتقلت وانا طالب وعندما تخرجت عام 1955رفضت الحكومة تعييني ومن اجل هذا الاعتقال انتقلت الى القاهرة وعملت بالصحافة وفي عام 1972 اجتمع عدد كبير من المثقفين بإلغاء الرقابة على الصحف وتعرضنا لعسف السلطة. وانا كنت من الذين احيلوا الى التقاعد في ذلك الوقت وبعدت عن الصحافة واعادنا الرئيس السادات الى العمل في الصحافة وكنت افكر في قضاء ستة شهور في باريس أمثال رفاعة الطهطاوي وطه حسين ولم اكن اتوقع البقاء فيها لسنوات طويلة. الحوار ودار حوار ممتد اعطيت فيه الفرصة للاديبات والادباء بفرص متساوية وكانت رغبة الإثنينية ان يستمع الى بعض اشعار الشاعر بصوته واستجاب لذلك والقى قصيدته وتدخلت زوجته الدكتورة سهير عبد الفتاح في الحوار وروت جانباً من حياته كما القى السفير علي العشيري القنصل العام المصري بجدة كلمة شكر فيها صاحب الإثنينية على استضافته للشاعر احمد عبد المعطي حجازي وكشف الشاعر انه بلغ الان من العمر الخامسة والسبعين ولديه أربعة أبناء وحفيدان واستمع الى اسئلة ومداخلات من الاساتذة مشعل الحارثي واحمد عائل فقيه والزميلة منى مراد والاستاذ صباح الضباغ وتحدث في الحوار عن القصيدة التي هجا فيها عباس محمود العقاد واعتذر عنها كما اشار الى انه غير مواقفه وافكاره عما كان يعتقده في زمن مضى ورد على انتقادات ادونيس له وللشعراء المصريين مشيراً إلى انه لايهضم الشعر المصري كما تحدث عن رحلته الى فرنسا والتي بقي فيها لسنوات .. امتدت الامسية لثلاث ساعات اشبعت الحضور شعراً وادباً. السيرة الذاتية لضيف الإثنينية السيرة الذاتية لضيف الإثنينية الاسم: أحمد عبد المعطي حجازي - ولد في يونيه عام 1935 في "تلا" وهي من مراكز محافظة المنوفية التي تقع في جنوب الدلتا. - حصل على دبلوم الدراسات المعمقة في الادب العربي من جامعة السوربون الجديدة عام 1979 - اشتغل بالصحافة في مصر محرراً في مجلة "صباح الخير" الأسبوعية عام 1956 ثم انتقل منها الى مجلة روز اليوسف عام 1959 ثم اصبح رئيساً للقسم الثقافي بهذه المجلة عام 1965 ثم مدير التحرير فيها عام 1969. - غادر مصر إلى فرنسا عام 1974 وهناك عرض عليه العمل مدرساً للادب العربي في جامعة باريس الثامنة وظل يواصل عمله فيها حتى عام 1990. - استكتبته مجلة "المصور" عام 1987 وهو ما يزال في باريس فواظب على الكتابة لها ستة اشهر ثم انتقل الى "الاهرام" ليكتب كل اربعاء مقالته حتى يومنا هذا. - يرأس تحرير مجلة "إبداع" التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب من بداية عام 1991 إلى الان . - دعاه الكوليج دو فرانس عام 1996 لتقديم سلسلة من الدروس عن "الشعر العربي في القرن العشرين" - اصدر ست مجموعات شعرية: " مدينة بلا قلب، ثم أوراس 1959 - لم يبق إلا الاعتراف 1965 مرثية للعمر الجميل 1972- كائنات مملكة الليل 1978 - أشجار الإسمنت 1989. - أصدر 16 كتاباً في المتابعات الثقافية ونقد الشعر منها: محمد وهؤلاء "دراسة في السيرة النبوية" 1971 حديث الثلاثاء "جزآن" 1988 الشعر رفيقي 1988 قال الراوي "مقالات في فن الرواية" 1997- في مملكة الشعر 1999 - الدنيا والدين 2002 - الثقاف ليست بخير 2005 -مدن الآخرين "قصائد عن المدن ترجمها الشاعر عن الفرنسية. الطبعة الثانية 1995" - ترجمت مختارات من اشعاره إلى الفرنسية وصدرت بعنوان عن دار باريس عام 1980. - كما ترجمت له قصائد إلى الانجليزية والالمانية والروسية والإسبانية واليونانية والصينية ضمن المختارات التي نشرت بهذه اللغات من الشعر العربي المعاصر. - حاصل على الجوائز التالية: - جائزة كفافيس اليونانية عام 1990 - جائزة الشعر الأفريقي من المغرب 1995 - جائزة الدولة التقديرية من مصر 1996 - جائزة العويس من الامارات 1997م