اختتم القادة العرب أمس اعمال قمتهم الثانية والعشرون في مدينة سرت الليبية والتي استمرت يومين. ورأس وفد المملكة الى أعمال القمة صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية. وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن القمة قررت عقد قمة عربية استثنائية قبل نهاية العام الجارى للنظر فى موضوع تطوير عمل الجامعة العربية. واعتمد القادة العرب في اختتام (قمة القدس) خطة عربية موحدة للتحرك العربي من أجل انقاذ القدس وفق ثلاثة محاور سياسية وقانونية ومالية. واكد القادة في بيانهم الختامي (اعلان سرت) دعم القدس بمبلغ نصف مليار دولار أميركي لمواجهة خطط الاستيطان الاسرائيلي في المدينة المقدسة والتوجه الى محكمة العدل الدولية لمواجهة الجرائم الاسرائيلية في المدينة. ويتضمن القرار وضع خطة تحرك عربي لانقاذ القدس وطلب الدول والمنظمات الدولية كافة عدم الاعتراف أو التعامل مع أي من المشاريع والاجراءات غير الشرعية التي تستهدف الأرض والمقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين وتتنكر للحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني. اعرب القادة عن دعمهم الكامل لمدينة القدس واهلها الصامدين والمرابطين على ارضهم في مواجهة العدوان الاسرائيلي المتواصل وعلى مقدساتهم خاصة على المسجد الاقصى المبارك. واعلن القادة عن خطة عمل تتضمن اجراءات سياسية وقانونية للتصدي لمحاولات تهويد القدس والاعتداءات المتوالية على مقدساتها. واكد القادة على ان القدسالشرقية جزء لا يتجزأ من الاراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 وان الاجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلية فيها باطلة ومنعدمة قانونا وحكما ولا يترتب عليه احداث اي تغيير على وضع المدينة القانوني كمدينة محتلة ولا على وضعها السياسي باعتبارها عاصمة لدولة فلسطين. ودعا القادة الى عقد مؤتمر دولي تحت رعاية جامعة الدول العربية وبمشاركة جميع الدول العربية والمؤسسات والنقابات وهيئات المجتمع المدني خلال هذا العام للدفاع عن القدس وحمايتها على كافة الاصعدة. واكد القادة العرب دعمهم للجهود العربية الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ودعوة مصر الى الاستمرار في جهودها لتأمين التول الى اتفاق للمصالحة يوقع عليه من كل الاطراف الفلسطينية. وطالب القادة برفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة بشكل فوري ودعوة المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الامن لاتخاذ موقف واضح من هذا الحصار الظالم واللاانساني. واكد القادة مجددا على ان السلام العادل والدائم في الشرق الاوسط لا يمكن ان يتحقق الا من خلال الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما في ذلك الجولان العربي السوري المحتل ومن المناطق المحتلة في جنوب لبنان. ودان القادة الاعتداءات الاسرائليلية المستمرة على الدول العربية والتأكيد ان العدوان الاسرائيلي على الموقع العسكري الذي كان قيد الانشاء فى دير الزور يمثل انتهاكا لسيادة سوريا. ودعا القادة المجتمع الدولي الى ادانة هذه الاعتداءات واتخاذ اجراءات حازمة لمنع تكرارها. من جهة اخرى رحب القادة العرب باجراء الانتخابات العراقية وبما اظهره العراقيون من تمسك بالعملية السياسية الديمقراطية وبمسيرة تعزيز الاستقرار الامني والسياسي وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة. ودعا القادة القيادات العراقية كافة بمختلف انتماءاتها الطائفية والعرقية والحزبية الى تغليب المصلحة الوطنية ووضعها فوق كل اعتبار والاسراع الى تشكيل حكومة عراقية وطنية تحفظ وحدة العراق شعبا وارضا فور مصادقة المحكمة الدستورية على النتائج النهائية للانتخابات وبما يسهم في تعزيز الامن والاستقرار في العراق. كمادعا القادة مجددا ايران الى الانسحاب من الجزر الاماراتية الثلاث واعادتها الى السيادة الاماراتية. وثمن القادة موقف الامارات الداعي الى اتباع الاجراءات والوسائل السلمية لاستعادتها. وطلب القادة من الرئيس الليبي العقيد معمر القذافى بذل مساعيه لدى ايران ودولة الامارات من اجل القبول باحالة القضية لمحكمة العدل الدولية. واكد القادة العرب تضامنهم مع ليبيا ازاء الاجراءات التي اتخذت ضد رعاياها من قبل سويسرا ودول الاتحاد الاوروبي. كما اكد القادة على المخاطر الناجمة عن تطبيق مثل هذه الاجراءات والتي تهدد بلجوء الدول العربية الى المعاملة بالمثل مع هذه الدول. من جهة اخرى اكد القادة العرب على احقية الدول العربية في الحصول على مقعد دائم في مجلس الامن الدولي لما تمثله هذه المجموعة من ثقل ووزن على ساحة العمل الاقليمي والدولي. ودان القادة العرب الارهاب بجميع اشكاله ومظاهره اذ ان الجرائم التي ترتكبها المجموعات الارهابية تعد انتهاكا جسيما للحقوق الاساسية للانسان وتهديدا مستمرا للسلامة الوطنية للدول ولامنها واستقرارها. ودعا القادة الى عقد مؤتمر دولى تحت اشرا الاممالمتحدة لوضع تعريف للارهاب وعدم الربط بين الاسلام والارهاب والتمييز بين الارهاب وحق الشعوب فى مقاومة الاحتلال. واكد القادة مجددا اهمية تمكين المرأة والارتقاء باوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والقانونية وعلى توفير العمل للنساء. كما اكد القادة التمسك بالتضامن العربي ممارسة ونهجا والسعى لانهاء اية خلافات عربية وتكريس لغة الحوار بين الدول العربية نهجا لازالة اسباب الخلاف والفرقة ولمواجهة التدخلات الاجنبية فى شؤونها الداخلية. ودعا القادة الى تنمية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية بالدول الأعضاء بجامعة الدول العربية وتنمية استخدامات الطاقة المتجددة والبديلة. كما دعا القادة العرب الى تمكين الشباب العربي من المشاركة الفعالة في المجتمع من خلال المساهمة فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية. ورحب القادة باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لمبادرة رئيس الجمهورية التونسية زين العابدين بن على باعلان عام 2010 عاما دوليا للشباب. واعرب القادة العرب عن شكرهم للرئيس الليبي العقيد معمر القذافي على مابذله من جهود في انجاح اعمال القمة وادارته المقتدرة الواعية لاعمالها. كما اعرب القادة عن ثقتهم فى ان رئاسة القذافي للعمل العربي المشترك ستشهد المزيد من الانجازات للعمل العربي الجماعي وترسيخ التضامن العربي بما يحقق مصلحة الامة العربية .