قال شهود إن قوات ودبابات اسرائيلية انسحبت من قطاع غزة أمس السبت منهية توغلا اسرائيليا في القطاع الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في اعقاب اشتباك حدودي هو الاسوأ منذ 14 شهرا أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين وفلسطيني واحد على الاقل. وسلط العنف الضوء على الطريق المسدود في المحادثات التي تتوسط فيها الولاياتالمتحدة بين إسرائيل والرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ضعفت استراتيجيته للسلام بسبب موقف حماس واستمرار البناء الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي المحتلة. وأثار الجمود هجمات صاروخية متفرقة الشهر الحالي من غزة أعقبتها غارات جوية إسرائيلية. ونصب فلسطينيون كمينا أمس الأول لجنود إسرائيليين قال الجيش الاسرائيلي إنهم عبروا الحدود لتفكيك لغم. وقتل اثنان من جنود المشاة الاسرائيليين وأصيب اثنان. والاشتباك الذي قالت إسرائيل إنه أسفر عن استشهاد مسلحين فلسطينيين هو الاعنف منذ الحرب التي شنتها إسرائيل في قطاع غزة في أوائل 2009 واستمرت ثلاثة أسابيع وأسفرت عن مقتل زهاء 1400 فلسطيني غالبيتهم من المدنيين و13 إسرائيليا غالبيتهم جنود. وأعلنت حماس التي توقفت عن إطلاق النار منذ انتهاء الحرب أن مقاتليها شاركوا في الاشتباك الحدودي ووصفته بأنه دفاع عن النفس. وأعقبت الاشتباك تهديدات إسرائيلية بالتصعيد. واحتلت إسرائيل غزة والضفة الغربيةوالقدسالشرقية في حرب 1967 لكنها انسحبت من القطاع بشكل أحادي الجانب عام 2005 ووسعت المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقيةالمحتلة. ويريد الفلسطينيون أن يقيموا دولتهم المستقبلية في هذه المناطق. وفي مواجهة ضغوط أمريكية في لقاء وصفه محللون بأنه ساخن مع الرئيس الامريكي باراك أوباما في واشنطن الأسبوع الماضي قال نتنياهو إن إسرائيل لن توقف سياسة البناء في مناطق بالضفة الغربية ضمتها إلى القدسالشرقية. وتعهد نتنياهو بإيجاد طريقة لانهاء الخلاف لكن اجتماعا عقد مع كبار الوزراء في حكومته لمناقشة إجراءات لبناء الثقة لم يسفر عن انفراجة. وقال نير هيفيز المتحدث باسم نتنياهو "سياسة البناء الاسرائيلية في القدس ظلت كما هي لمدة 42 سنة ولن تتغير." واستشهد أربعة فلسطينيين في اشتباكات بالضفة الغربية مع قوات إسرائيلية الشهر الحالي. ويريد أوباما أن توقف إسرائيل الاستيطان في القدسالشرقيةالمحتلة وهي قضية سببت توترا جديدا عندما جاء الاعلان الاسرائيلي عن بناء 1600 وحدة سكنية جديدة أثناء وجود جو بايدن نائب أوباما في إسرائيل. لكن اجتماع الحكومة الاسرائيلية تأجل دون أن يسفر عن قرارات. وقال هيفيز: "أرجأ رئيس الوزراء إجراء المزيد من النقاشات إلى الايام المقبلة بجانب استمرار الاتصالات مع الادارة الامريكية للاتفاق على طريق لتحريك العملية الدبلوماسية". وانسحبت القوة الاسرائيلية من بلدة خان يونس شرق الضفة الغربية حيث وقع الاشتباك ودخل مسؤولون طبيون من غزة المنطقة بحثا عن خسائر بشرية. وقالوا إنهم يعلمون بمقتل رجل يبلغ من العمر 23 عاما وإصابة خمسة مدنيين فلسطينيين على الأقل.