أجبرني توقيت المقال على تنقل القلم بين شأن آسيوي نعيش معمعته ونهائي محلي مضي بما فيه حيث كان ل (أصحاب الملعب) ما أرادوا وما خططوا له منذ وقت بفوزهم وبطريقة لا تختلف كثيرا عن سابقاتها من جدل يثار حولها وشكوك تحوم حول شرعيتها. يظل الحدث الآسيوي حديث ساعة ليس لأهمية بطولته رباعية الدفع بحظوظ ممثلي الوطن الأربعة وحسب بل لمصداقية أنظمتها وصرامة قوانينها (التي افتقدناها شوقا) والتي تساوت بسببها فرص المتنافسين (هناك) دون النظر لأي اعتبارات أخرى على الطريقة القديمة وبذات الكيفية احتفل الهلال بالخمسين كما فعل في المئوية وإن تغيرت التواريخ وأساليب إعاقة المنافسين وألوان شعر الحكام وإن أجمع المراقبون على نهب تلك وانقسموا حول شرعية هذه وفي كل الأحوال (هابي بيرث دي تو هلولي هابي بيرث دي يا هلال). سيعود الاتحاد آسيويا والخوف أن يسقط في الأمتار الأخيرة إذا ما استمر الحال وتكررت الأسباب إلا أن هذا لا يهم بقدر سؤال يحتاج لجواب (هل تتوقعون أنهم مع هذا نكاية بذاك لصنع اتحاد مشكلجي من الداخل وديع من الخارج ..؟ أم مع ذاك نكاية بهذا لعودة اتحاد مشكلجي من الخارج وديع من الداخل ..؟) على الأندية أن تعلم أن القمة تركة ثقيلة لا يرثها ابنها الشرعي في كل الأحوال بل يرثها من يهدم إمبراطورية غيره ليقيم على أنقاضها إمبراطوريته. فإذا كان للأهلي ردة فعل باردة تجاه مصادرة حقوقه تحكيميا وإداريا معا فإن الأندية الأخرى تشاطره البرود إداريا وضياع حقوقها بإقامة كل النهائيات على ملعب الهلال دون البحث وبجدية عن الذهاب والإياب كمخرج عالمي لحفظ الحقوق. آسيويا لن أخوض في النتائج لأن الحديث مبكرا عنها وعن التفاؤل والتشاؤم إلا أن ما أستطيع الجزم به أنها بطولة في متناول أنديتنا بغض النظر عن نتائج الجولة الأولي كما وأجزم أن الأهلي لدية من النجوم الواعدة ما يمكن أن يعيده من الباب الآسيوي الكبير مع قليل من الصبر والدعم المعنوي. على الأهلاويين أن يدركوا قبل فوات الأوان حقيقة أن التحطيم المنسق والمعلن لنفسيات جماهيرهم ولاعبيهم سينعكس ب (السلب) على شبابهم وأشبالهم حتى وأبناء جماهيرهم ليصيبهم بالشلل على كبر ناهيك عن وأد طموحات أطفال أكاديميتهم في مهدها وقبل أن يبدؤوا الركض في الملاعب مستقبلا. هل تعلم عزيزي الرياضي أنه بين العامين 1420 و1431 لعب الهلال 15 نهائيا محلىا بخلاف الدوري كانت جميعها (على ملعبه) باستثناء بطولتين كسب إحداها ضد الشباب على كأس ولي العهد في جدة كأرض (محايدة) وخسر الأخرى ضد الأهلي على نهائي كأس فيصل بالترجيح (15 نهائي 13 على ملعبه وواحد خارج ملعبه وآخر على ملعب محايد!). الزميل (المحسود) رجل متعدد المواهب فهو كاتب ومقدم برامج لم ينزل (الراية) مستسلما وحسب بل اكتشف في نفسه مؤرخا ضليعا صاحب ذاكرة مثقوبة (أقصد ثاقبة) ولا غرابة في ذلك فهو مؤهل للخوض في الشأن الرياضي من واقع خبرات متراكمة أهلته (للتخييم) بين القنوات بل والترشيح لرئاسة النصر في وقت سابق (لولا الحسد والعين). جمعني (الشعلان) مع بعض الزملاء داخل قوس التبعية للهلال حين سألني عن رأيي حول كرة (الخط) في الهدف الهلالي الأول مستغربا و(جامعا) سكوت الأهلاويين عندما يكون الهلال طرفا وله يقول (القرشي) اقرأ ما سبق (دون نسخ) واستعد لإعطاء مهنة الصحافة تفسيرا ليس عن خط (الكورنر) بل عن خط (القلم) عندما يتجاوز حدود صلاحياته لمصادرة ما يجتهد في كتابته الآخرين أمثالي.