لم تكن تلك سوى جلسة نسائية عابرة التي جمعتني بامرأة تحمل همومي وتتحدث عن حزن النساء كأنها تهذي بقصص استلهمتها من عصر جاهلي استباح التعامل مع مخلوقات رقيقة وليست ضعيفة بفظاظة أحكم وثاقها وصب عليها قوالب من دموع فاضت عبر العصور حتى تحولت محيطات من حزن ... كانت تحكي والقهر يمتد حتى جفونها فيكسر آخر معقل للأمل وحب الحياة ... ليست هي المرة الأولى التي أسمع فيها قصة قهر مارسها رجل على امرأة ولكنها المرة الأولى التي تتاح لي فيها فرصة للحديث عن مدى العنف الذي يمارس على المرأة وهو عنف تعددت صوره عبر التاريخ .. هو عنف يولد من صميم التفرقة بالنوع وهو أمر استحدثه رجل ما في زمن غابر ليسطره قانون لرجال يشبهونه بالغرور والظلم . حسب آخر نشرة إخبارية صدرت من منظمة العفو الدولية فان النساء في العالم تعاني من التمييز والعنف بصورة أكثر قسوة بسبب النوع الاجتماعي ... وهو أمر يجعل من الصعب على النساء اللالتي يرزحن تحت نير الفقر ان يتمتعن بحقوقهن في الصحة والتعليم والمأوى والغذاء وهي الحقوق التي قد تعين المرأة على التخلص من الفقر ... ذاك جانب من جوانب العنف الذي ترزح تحته المرأة ... والفقر الملازم لبعض الفئات النسائية في بعض المجتمعات العربية على سبيل المثال يضع حملا ثقيلا على تقدم ونمو الأمم فالمرأة بدورها الرئيسي في بناء المجتمعات تكون في العادة هي مصدر الاحتواء الأسري ومصدر دعم نفسي واجتماعي داخل تلك المجتمعات فان كانت غير قادرة على تحصيل رزقها او وجدت عوائق تمنعها من مزاولة مهن قد تعينها فهي بالتالي لن تكون قادرة على الوفاء بذلك الدعم والاحتواء والتنمية . وان تناولنا مجال العمل فالحقائق الاحصائية الصادرة من منظمة العفو الدولية تشير الى ان النساء يحصلن على 10 بالمئة فقط من دخل العالم رغم ان النساء ينتجن ما يتراوح من 60 الى 80 بالمئة من الغذاء في البلدان النامية وهذا يعني أن النساء لا يملكن سوى واحد بالمئة من الأرض. من ناحية أخرى فان العديد من النساء في العالم يتعرضن الى المضايقات والتمييز في العمل وهو أمر قد يدفع النساء الى ترك عملهن الأمر الذي يؤدي الى مزيد من البطالة ومزيد من الفقر وبالتالي قد يدفعهن ذلك الى اللجوء الى أعمال غير شرعية يتم من خلالها استغلالهن أسوأ استغلال ... وتوجه انتقادات متوالية الى بعض النساء اللاتي ينادين بحقوق المرأة وقد يكون السبب في ذلك عدم فهم الدوافع التي تقف وراء هذه الدعوات والمطالبات ... فالمرأة لا تنادي بمساواة لا تسير حسب قوانين وتشريعات ولكنها تطالب برفع القهر والظلم والتساوي مع الرجل في حقوقها الانسانية الأساسية فقط لنرفع عنها الفقر والتمييز ولنمنحها القوة التي تجعلها تساهم في بناء الفرد والمجتمع والأمة رجالا ونساء . • شاعرة واعلامية سعودية • [email protected]