في لقاء يحمل عبق التاريخ الجميل يلتقي يوم غدٍ الخميس فريق الوحدة مع نظيره الاتحاد ضمن الجولة السابعة عشر من دوري زين للمحترفين، ويدخل فرسان مكة هذا اللقاء و أعينهم على نقاط المباراة رغبةً منهم في العودة مجددا للمركز الرابع وسط تفاؤل كبير من قبل جماهير الوحدة العريقة باستمرار أداء اللاعبين المميز وقتاليتهم وانضباطهم داخل الملعب الذي جعلهم مثار إعجاب الجميع هذا الموسم ، وهذا الحماس وهذه الروح المعنوية المرتفعة التي هي وقود اللاعبين لم تأت من فراغ بل هي نتيجة طبيعية للاستقرار الفني والإداري والأجواء الصحية التي هيأتها إدارة الأستاذ عبدالمعطي كعكي (بدرجة امتياز) والتي أثّرت بشكلٍ إيجابي كبير على اللاعبين، فمن يتابع تصاريح لاعبي الوحدة يتيقن تماماً بالراحة النفسية التي يعيشونها سواء فنيّاً أوإداريّاً، وفي المقابل نجد أن الفريق الاتحادي لا يزال يعيش في مرحلة من الإحباط (لا يحسد عليها)، فالفريق يعاني نفسيّاً بعد خسارته لكأس آسيا الماضية لكونه كان أقرب ما يكون من تحقيقها، ويحاول رجالات الاتحاد منذ ذلك الوقت انقاذ ما يمكن إنقاذه وانتشال اللاعبين من حالة التشبّع الناتجة عن حالتهم النفسية المحبطة تماماً، وليس هذا فحسب بل يبدو أن المشاكل والحروب الإدارية والشرفية التي تدور رحاها بين حين وآخر قد ألقت بظلالها على مستويات الفريق الاتحادي فأصبح يقدم مستويات متذبذبة لم تُرض جماهيره العريقة فبعد هزيمتهم من الهلال بخماسية عادوا للفوز على نجران (بشق الأنفس) بنتيجة 3/2 ثم انتفضوا قليلاً أمام الحزم وفازوا بالخمسة ليعودوا أمام النصر في مباراة شهدت أحداث مؤسفة من الجانب الاتحادي وخسارة لنقاط المباراة وطرد لأهم لاعبي الفريق وهما أحمد حديد وأسامة المولد (ليزيدوا الطين بلة)، وبالرغم من الشحن الإعلامي المتوقع في مباراة الفريقين إلا أنني أرى أن الكفة تميل لصالح الفرسان، هذا في حال أدائهم للقاء بهدف الحصول على ثلاث نقاط للتقدم للأمام والعودة إلى المركز الرابع والرغبة في الاقتراب من المركز الثالث، وكذلك في حال استمرار أدائهم المميز وقتاليتهم وانضباطهم داخل الملعب، بالإضافة الى تهيأتهم النفسية الجيدة لهذا اللقاء وعدم الشحن الزائد وهذه مهمة الكادر الإداري للفريق، وأما اللاعبون فهم يملكون أدوات الفوز متى ما ابتعدوا عن الشحن الإعلامي المضاد ومتى ما قدموا مستواهم المأمول وأرادوا أن يعيدوا وحدة زمان التي كان يقال عنها (وحدة ما يغلبها غلاب). (بين السطور) ما ذكره الدكتور مدني رحيمي المحلل الرياضي وعضو شرف نادي الاتحاد في حواره لإحدى المطبوعات بأن مناحي الدعجاني عضو مجلس إدارة نادي الوحدة والمشرف العام على كرة القدم (تاجر أغنام ولا يفقه في كرة القدم) يعد سقطة كبيرة وتستوجب الاعتذار، خصوصاً وأنه لم ينكر حتى الآن الحوار المشار إليه، وبرغم أن تجارة الأغنام تعد تجارة مشروعة كأي تجارة مشروعة اخرى، فهو من المؤكد لا يعيب الدعجاني بقدر ما ينقص من قدر مدني رحيمي وتثبت مدى ضيق أفقه، فمعظم رؤساء ومسؤولي الأندية والمحللين والإعلاميين الرياضيين ليسوا متخصصين في الرياضة ومنهم مدني رحيمي فهو لم يكن لاعب كرة قدم في يوم من الأيام ومع ذلك فهو يحلل مباريات كرة قدم ببعض القنوات الرياضية ورحم الله عبده صالح الوحش الذي كان له الفضل بعد الله في صقل موهبة التحليل لدى الدكتور مدني رحيمي (واللي بيته من زجاج لا يحدّف الناس بالطوب). [email protected]