وقف الجنود الروس عند نقاط تفتيش في عمق الاراضي الجورجية اليوم السبت مما اثار اتهامات من واشنطن بان الانسحاب العسكري الروسي لم يتحقق وفقا لما وعدت به موسكو . وتقول روسيا انها ستنشر بشكل دائم ما تصفه بجنود لحفظ السلام داخل جورجيا لمنع وقوع اعمال عنف جديدة ولكن جورجيا وحلفاءها الغربيين يشكون في ان الكرملين سيستخدم هذه القوة للاحتفاظ بسيطرة داخل تلك الجمهورية السوفيتية السابقة . وارسلت روسيا قواتها بعد ان حاولت جورجيا استعادة اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي .وسحقت روسيا القوات الجورجية وتوغلت في الاراضي الجورجية عابرة الطريق الرئيسي بين الشرق والغرب في جورجيا واقتربت من خط انابيب لنقل النفط يدعمه الغرب . وغادرت قوافل من الدبابات الروسية وناقلات الجنود المدرعة وجنود مواقعهم في طريق عودتهم الى الاراضي التي يسيطر عليها المتمردون وهو انسحاب قالت روسيا انه التزم باتفاقية توسطت فيها فرنسا لوقف اطلاق النار . ولكن مراسلين لرويترز شاهدوا جنودا روسا يحفرون خنادق قرب ميناء بوتي الجورجي الرئيسي المطل على البحر الاسود في حين تقول موسكو انها اقامت نقاط تفتيش في " منطقة امنية " تمتد الى ما بعد اوسيتيا الجنوبية داخل الاراضي الجورجية غير المتنازع عليها . وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين " ما أفهمه هو أنهم لم يكملوا الانسحاب من مناطق تعتبر غير متنازع عليها وينبغي لهم أن يفعلوا ذلك ." وقال ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني انه يشعر " بقلق عميق " لعدم انسحاب القوات الروسية الى المواقع التي كانت تحتلها قبل اندلاع القتال . واستمرار وجود القوات الروسية امر مثير للمشاعر بالنسبة للجورجيين الذين تخلصوا من حكم الكرملين عندما فازت جورجيا بالاستقلال من الاتحاد السوفيتي في عام .1991 ويمثل ذلك ايضا تحديا للنفوذ الامريكي المتزايد في المنطقة وهي طريق تجاري بري رئيسي بين اوروبا واسيا ونقطة عبور لصادرات النفط والغاز من بحر قزوين يفضلها الغرب لانها تتفادي المرور بروسيا . وجمد حلف شمال الاطلسي الاتصالات مع روسيا اظهار لتأييد جورجيا التي تطمح للانضمام الى حلف شمال الاطلسي .ولكن على الرغم من اللهجة الغاضبة فقد تفادت الدول الغربية الحديث عن عقوبات محددة ضد موسكو . وقالت وزارة الدفاع الروسية انها التزمت بالانسحاب الذي تم تحديده في اتفاقية لوقف اطلاق النار توسط فيها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي . واضافت الوزارة في بيان " نفذ الانسحاب دون اي حوادث واستكمل وفقا للخطة في الساعة 1950 بتوقيت موسكو ) 1550 بتوقيت جرينتش ) ." وقال البيان " بدأت نقاط تفتيش قوات حفظ السلام في المنطقة الامنية القيام بالمهام المحددة لها .وبهذا يكون الجانب الروسي نفذ الاتفاقات التي حددها ميدفيديف و ( الرئيس الفرنسي نيكولا ) ساركوزي في ( اتفاق ) مبادئ موسكو ." ونفت روسيا اي خطط لضم الاراضي الجورجية وقالت انها لا تريد سوى حماية اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وهي منطقة انفصالية جورجية ثانية من قيادة جورجية مؤيدة للغرب تتهمها بالعدوان الخطير . ويحمل معظم الناس في المنطقتين جوازات سفر روسية ولا يريدون ان يكونوا جزءا من جورجيا . وشاهد السكان في بلدة جوري الجورجية التي احتلتها القوات الروسية منذ اقتحام جورجيا في وقت سابق من هذا الشهر الجنود وهم يحزمون اغراضهم ويرحلون امس الجمعة . وقال جندي اثناء انتظاره اوامر بمغادرة البلدة " اننا اناس مسالمون .اننا جنود حفظ سلام ." ولكن نقاط التفتيش الروسية مازالت موجودة داخل الاراضي الجورجية غير المتنازع عليها بما في ذلك على الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة بالبحر الاسود . وقالت المجموعة الدولية للازمات وهي معهد ابحاث يتخذ من بروكسل مقرا له في تقرير ان وجود القوات الروسية على المدى البعيد سيقوض وضع جورجيا كدولة .