البناء كلمة سهلة في اللفظ ولكنها على أرض الواقع تحتاج إلى الكثير والكثير من التخطيط والعمل الذي يكفل نجاح أي مشروع والعمل في قطاع الرياضة قد يكون أصعب من كثير من القطاعات كون البناء في الأندية له آلية مختلفة قل أن تجد من يقوم بها لأن الأمر ببساطة يحتاج لسنوات ولأن العاملين في الأندية يعملون على الجاهز ولكن النادي الأهلي كسر تلك القاعدة في الاهتمام بالقاعدة في كرة القدم وبقية الألعاب ولكن تظل كرة القدم هي الوجبة الدسمة على مائدة الأندية الرياضية. الحلم الخالد أصبح واقع منذ ما يقارب العشرون عاما كان حلم إنشاء أكاديمية رياضية لكرة القدم بالمملكة يراود صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز ( رئيس مجلس أمناء أكاديمية النادي الأهلي لكرة القدم) حيث كان ينظر سموه إلى المستقبل ويستشرف آفاقه البعيدة وكان يقينه بحلمه الكبير يدفعه طوال هذه السنوات إلى التفكير والعمل والتطلع إلى اليوم الذي ينتقل فيه هذا النادي العريق كونه ممارسا للرياضة.. إلى مرحلة ليكون فيها معلما ومدربا ومانحا للشهادات الأكاديمية تماما كما تفعل كبريات الأندية العالمية. وتأتي النقلة النوعية للنادي الأهلي .. عندما أصبحت التطلعات حقيقة واقعة وبدأ صاحب الحلم بوضع أولى لبنات حلمه القديم الجديد أكاديمية كرة القدم بالنادي الأهلي , ففي بداية عام 1425 هجرية الموافق 2004 ميلادية تم تشكيل فريق عمل التأسيس بإشراف سموه المباشر لتولي عملية التخطيط والإعداد لإنشاء الأكاديمية وفق أفضل الأساليب والأنظمة المتبعة في إنشاء أكاديميات كرة القدم العالمية , وتم اختيار ملعب عمر شمس ليكون مقرا للأكاديمية وبدأت ورشة العمل لبناء هذا الصرح الذي أصبح حقيقة واقعة يشار إليها بالبنان تساهم في تطوير كرة القدم ليس فقط بالنادي الأهلي بل على مستوى الوطن حيث تم الافتتاح التشغيلي للأكاديمية يوم السبت 11 جمادى الأولى 1426 للهجرة الموافق 18 يونيه 2005 للميلاد وقد حصلت الأكاديمية بتاريخ 4/ 3/ 1427ه الموافق 2/4/2006 م على الترخيص الرسمي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب والذي يحمل الرقم (1) كأول أكاديمية رياضية رسمية متخصصة بكرة القدم بالمملكة العربية السعودية... أول قطفة كان أول ثمار هذا المشروع العملاق تصعيد أول دفعة من الأكاديمية لقطاع الناشئين وتحديدا موسم 1428/ 1429ه حين صعد ثمانية وثلاثون لاعبا تم اختيار ستة لمنتخب الناشئين أنذاك وهم احمد بكري الجيزاني ( مهاجم ) عبد الله علي المحمد ( مدافع ) احمد عيد العوفي ( مهاجم ) معتز حسن هوساوي ( مدافع ) وائل حامد البشري ( حارس ) والبعض منهم حاليا مع منتخب الشباب هذه الدفعة التي تم تصعيدها بعامل السن لم تكن بالصورة التي تنشدها الأكاديمية بسبب قصر المدة التي قضوها في هذا المعقل الرياضي الكبير ولكن الدفعات الأخرى التي تلت ذلك كانت أجود ولكن لازال لمقاييس الجودة بقية في المواسم المقبلة فكل موسم يفوق الذي سبقه في هذا المنتج والهدف الأسمى للأكاديمية الوصول للاكتفاء الذاتي لكل القطاعات في النادي الأهلي . خطوة الضم لم تكن الأكاديمية لتعمل بمنأى عن قطاعي الناشئين والشباب بالنادي فهي الرافد الأول لهذا القطاع من هنا كانت خطوة الضم هي الخطوة الصحيحة التي اتخذتها الأكاديمية بعد إنشائها بقليل وهو الأمر الذي خفف على النادي عبء المصاريف الكبيرة ولكن الأمير خالد نظر لما هو أبعد من ذلك حيث نظر إلى أن يكون اللاعب من الأكاديمية حتى الشباب يسير وفق برنامج موحد في التدريب والمتابعة وبقية البرامج حتى لايتأثر اللاعب من قطاع إلى آخر وبالتالي تكون الخطط والبرامج في نسق واحد . المركز الراقي ولأن المشروع لم تكن نهايته أكاديمية فقط لذا جاء إنشاء مركز الأمير / عبد الله الفيصل لقطاعي الناشئين والشباب ليكون دعامة قوية لمشروع الأكاديمية والذي أفتتحه صاحب السمو الملكي الأمير / محمد العبد الله الفيصل نهاية الموسم المنصرم وهذا المركز يحتوي على المرافق والبرامج التي تتواجد في الأكاديمية وكل ذلك من أجل عدم إحساس اللاعب الصاعد من الأكاديمية بتغير حين يصعد لهذا القطاع وهذا ماذكره اللاعبين الصاعدين في الموسم الماضي كون البيئة موحدة في كل القطاعات وكل ذلك بتكفل كامل من صاحب السمو الملكي الأمير / خالد بن عبد الله بن عبد العزيز الذي يدعم ويقدم الغالي والنفيس للكيان الأهلاوي الكبير . مؤشرات النجاح بدأت مؤشرات النجاح الفعلية للأكاديمية منذ موسمين وتمثل هذا الأمر في دعم المنتخبات للشباب والناشئين والبراعم بعدد كبير من اللاعبين وأقرب الأمثلة الستة الذين شاركوا مع منتخب الشباب في التصفيات الأسيوية الأولية في العراق كما شارك عشرة لاعبين من الأهلي مع منتخب الناشئين الذي شارك في ماليزيا في كأس آسيا وكذا الحال لمنتخب البراعم هذا من جانب ومن جانب آخر حصول الأهلي على كأس الاتحاد السعودي للناشئين الموسم الماضي وهذا الموسم هو أيضا جزء من هذا الإنتاج حتى فريق شباب الأهلي وصل لنهائي كأس الاتحاد السعودي الموسم الماضي وهذا الموسم وقد خسر هذا الموسم من النصر بركلات الترجيح وبغياب ستة في المنتخب وفي مسابقة الدوري الممتاز للقطاعين يسجل الأهلي حضور مشرف بشهادة الآخرين الذي أكدوا أن مخرجات الأكاديمية مبهره ولازال للإبهار بقية . قالوا عن القطاع عدد من الرياضيين تحدثوا عن مستقبل القطاعات السنية لكرة القدم في النادي الأهلي. * عبد العزيز عبد العال عضو شرف الأهلي يرى أن الفكر الذي يحمله الأمير خالد بن عبد الله والذي يعرفه الجميع يجعل قطاعات الأهلي السنية علامة مميزة في سماء الكرة السعودية وليس للأهلي فقط وأتمنى أن تحذوا بقية الأندية حذوا الأهلي ليس فقط تأسيس مدرسة أو أكاديمية بل ماتقدمة من عمل كما هو حال الأكاديمية ومركز الأمير عبد الله الفيصل وأنا متفائل بحول الله لرياضتنا السعودية . * يقول عبد الرزاق معاذ عضو شرف الأهلي يقول بحكم قربي من النادي ومن هذا القطاع أرى أن مستقبل الرياضة السعودية يبشر بالخير فما يعمل في هذا القطاع يصعب وصفة في كلمات ولكن أختصر ذلك بأنه مشروع ناجح بكل المقاييس . *أحمد الشهراني عضو شرف الأهلي قال : الذي يعرف الأمير خالد العبد الله لن يستغرب مثل هذه المشاريع العملاقة والتي سيكون مردودها على رياضتنا كبير بدليل ماتقدمة قطاعات الأهلي السنية للمنتخبات وكذا مستقبل الأهلي والدليل حصول الناشئين على كأس الاتحاد قبل أيام . *حمد الخاتم المدرب الوطني أكد أن ماسمعتة من عدد من مدربي المنتخبات السعودية عن تميز لاعبي الأهلي في المنتخبات يؤكد أن العمل الذي تقوم به الأكاديمية والقطاعات السنية أمر يبشر بالخير ويجعلنا متفائلين برياضة نموذجية وأتمنى أن نرى أكثر من نادي تحذوا حذو الأهلي . *حمود السلوه مدرب وطني ومحلل رياضي قال حقيقة يعد الاهتمام بالقطاعات السنية في النادي الأهلي شيئ يفتخر به لأن مردود هذا الاهتمام ليس للأهلي ولكنه يصل للمنتخب والدليل أن الأهلي كان الأكثر دعما للمنتخبات في المشاركات الماضية . نماذج من دعم المنتخبات الوطنية في المهرجان الأسيوي الذي أقيم بدولة قطر الشقيقة قبل أشهر دعمت أكاديمية الأهلي المنتخب السعودي بستة عشر برعما تحت 13 سنة . وفي البطولة الأولمبية التي أقيمت في سنغافورا قدمت الأكاديمية ثمانية لاعبين فئة 16 سنة لمنتخب الناشئين وهم ( احمد الرحيلي ووليد الديني ومحمد القرني وفارس الأحمدي وعبد الإله بخاري وريان منسي ورائد الغامدي ومحمد حكمي ) . وفي كأس آسيا للناشئين في ماليزيا شارك من الأهلي عشرة لاعبين من أصل 26 لاعبا . وفي منتخب الشباب الذي شارك في التصفيات الأسيوية الأخيرة اختير ستة لاعبين هم عبدا لله المحمد – ياسر الفهمي – معتز هوساوي – مهند الفارسي – سعيد المولد – أحمد عسيري .