رحل عن هذه الدنيا الفانية السفير اسامة عبدالحميد كردي.. اليوم وبعد أن اعتصرنا الألم.. ولا زال نود أن نقف مع أنفسنا وقفة عادلة: ونقول حبيبنا وأخونا وزميلنا ما مرّ بنا من سنين اسامة كردي لم يغب عن دنيانا.. فنحن لا زلنا نستظل بطيبته ومحبته ومكارم أخلاقه ووفائه التي عاش بها ولها مخلصاً لدينك وإنسانيتك تعبد ربنا كما أراد لنا وكما علمنا رسولنا الكريم.. فقد كانت مكارم أخلاقك يا أخي وحبيبي اسامة هي التي جعلت اخوانك وزملاءك ليكونوا احباءك.. لم يكن إلا أن تعيش لهم ومعهم معززاً مكرماً مرفوع الهامة.. وقادراً على احتواء الجميع بحب ومودة وإخلاص ووفاء. لا أذكر وأنا الذي زاملتك سنين طويلة في وزارة الخارجية لا أذكر يا أخي أن أحداً اختلف معك هنا أو هناك.. ولا أعلم أن أحداً كان يحمل في نفسه حقداً أو كرهاً لك.. لأنه أساساً لا يستطيع أن يحقد أو يكره جبلاً شامخاً من القدرة على الحب وتقديم الصفح مؤمناً بما تعلمناه من تقدير لاخواننا تطبيقاً لقوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).. وهكذا عشت وستبقى في قلوبنا رمزاً ومنارة.. تهدي النفوس المتعبة المرهقة.. لأن الحياة تغيرت وما أكثر حاجتنا إليك يا اسامة.. رحمك الله وأسكنك الفردوس الأعلى.