بدأ الألمان يدلون بأصواتهم امس الأحد في انتخابات من المرجح أن تعيد المستشارة انجيلا ميركل إلى السلطة لكن ربما تحرمها من تشكيل حكومة منتمية إلى يمين الوسط تقول إنها لازمة لإحياء أكبر اقتصاد في أوروبا. وبعد أربع سنوات من تولي ميركل السلطة على رأس "ائتلاف كبير" غير مريح مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي ما زالت تتمتع بشعبية كبيرة في استطلاعات الرأي التي تمنح حزبها المحافظ تقدما كبيرا بين 8 و11 نقطة على منافسيها التقليديين. لكن بعد حملة تعرضت لانتقادات كبيرة لافتقارها للعاطفة والجوهر رأى الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي له ميركل شعبيته تتراجع في الأسابيع الأخيرة ولم يعد متأكدا من امكانية تشكيل ائتلاف مع الحزب الديمقراطي الحر القريب من رجال الأعمال. وتم تشديد الإجراءات الأمنية بعد أن هددت سلسلة من شرائط الفيديو التي بثها تنظيم القاعدة الأسبوع الماضي ألمانيا "بصحوة عنيفة" إذا أيد الناخبون حكومة تحتفظ بقوات في أفغانستان. ويتمركز في أفغانستان نحو 4200 جندي في إطار قوة يقودها حلف شمال الاطلسي. وفي عشية الانتخابات لم يكن ناخب من بين كل خمسة ناخبين قد حسم رأيه مما يزيد من فرص حدوث مفاجأة. وقال مانفرد جولنر رئيس مجموعة فورزا لاستطلاعات الرأي التي أظهر استطلاعها عدم حصول ميركل على الأغلبية ليمين الوسط بفارق ضئيل "سيكون سباقا محتدما آخر." وتأتي الانتخابات في وقت حرج لألمانيا التي بدأت تتعافى من أسوأ ركود في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وسيتعين على الحكومة المقبلة السيطرة على عجز متنام في الميزانية والتعامل مع ارتفاع نسبة البطالة مع تراجع تأثير برنامج التحفيز الاقتصادي الحكومي وحجمه 81 مليار يورو (119 مليار دولار). وعلى عكس الناخبين في دول مثل الولاياتالمتحدة واليابان فإن الألمان لا يرغبون في التغيير فيما يبدو بل ان كثيرا منهم راضون عن "الخطوات الصغيرة" الثابتة التي اتخذتها ميركل أول مستشارة في المانيا وأول شخصية كذلك تتولى هذا المنصب ومسقط رأسها المانياالشرقية. وعلى الرغم من نجاح الائتلاف الحاكم على مدى السنوات الأربع المنصرمة بين حزب ميركل المحافظ والحزب الديمقراطي الاشتراكي فإن بعض المحللين يخشون من أن ائتلافا كبيرا جديدا سيكون أقل استقرارا وتجانسا عن الائتلاف الأول بل ربما ينهار قبل الأوان.