عندما نسلط الاضواء على المسابقات المحلية لأندية الدوري الممتاز للعبة كرة القدم للموسم الرياضي المنصرم ونسبر اغوارها بدقة متناهية نجد ان هناك 20 ركلة جزاء لم يتم تسجيلها من مجموع 94 ركلة وهذا معدل رقمي يحتاج الى تفتيت ادق جزئيات الأسباب التي ادت الى ضياع تلك الركلات رغم ان ضمان تسجيلها يكاد يكون مؤكدا بنسبة % 99 . 99 لكن الاخفاق في تسجيل تلك الركلات لا بد ان تكون له مسببات فنية واخرى نفسية تعود الى تهيئة اللاعب لتنفيذ الركلات من عدة جوانب منها التدريبات المستمرة على تنفيذ الركلات اثناء التمارين اليومية ومدى ارتباط القدم بالفكر اثناء عملية التسديد والحضور الذهني لتوافق الاستعداد الفطري للاعب مع التهيئة النفسية والمعنوية فإذا كان اللاعب متعودا على تسديد ضربات الجزاء او ركلات الترجيح من خلال التركيز عليها اثناء التمارين اليومية فهذا يشفع له بالتقدم لتسديدها طالما توفرت له كل المقومات الأساسية التي تساعده على التنفيذ بإتقان وأحيانا يحدث العكس ويخفق اللاعب في تسجيل الركلة رغم انه مهيأ نفسيا وفنيا ويأتي ترتيبة في المركز الأول ضمن قائمة اللاعبين لكنه يفشل في التسجيل نتيجة ازدواجية التفكير اثناء عملية التصويب حيث يضع في ذهنه على سبيل المثال تسديد الكرة في الجانب الأيمن من المرمى وفجأة يتخذ قرارا عكسيا لذلك التوجه فتهدر الركلة إما بلعب الكرة خارج المرمى او يصدها الحارس نتيجة التضارب في التركيز عند اتخاذ القرار لهذا لا بد ان تكون هناك ادوات فعالة يتسلح بها اللاعب اثناء التنفيذ وتتمثل في السيطرة على الأعصاب والثقة بالنفس والتركيز على الحواس ومعرفة جوانب القوة والضعف لحارس المرمى وارتباط العقل بالحركة اما مسألة الحظ وسوء الطالع في اهدار ضربات الجزاء وتوفيق الحارس في صدها فهذه بالطبع واردة ولا نستبعدها اطلاقا لكن تظل نسبتها قليلة جدا اذا كان اللاعب على درجة عالية من القدرة والتمكن والاجادة في تنفيذ الركلات وضربات الجزاء ويعرف كيف يختار الطريقة المناسبة لتسديدها وإسكان الكرة داخل الشباك . وقفات للتأمل معظم نجوم العالم اضاعوا العديد من ضربات الجزاء اثناء المنافسات المحلية والقارية والدولية لكن اذا نظرنا للأسباب التي قادتهم لإهدار تلك الركلات نجد انها لا تخرج عن اطار العوامل التي ذكرتها ضمن سطور المقال والمتابع الدقيق يلمس ان هناك سببا ادى الى ضياع تلك الركلات مرتبط بالعاملين الفني والنفسي مما يفرض على المدربين التركيز المتقن لإعداد اللاعبين لتنفيذ الركلات اثناء التمارين حتى يكون كل لاعب مؤهلا للتسديد بدون خوف وتردد . يتصدر فريق الشباب المركزالأول في تسديد ضربات الجزاء بعد ان سجل لاعبوه 41 ركلة واضاع فقط ركلتين والغريب ان هداف المسابقات المحلية اللاعب ناصر الشمراني هو الذي اهدر تلك الضربتين وكانت الأولى امام الهلال في الدوري والثانية امام الأهلي في بطولة الابطال التي فاز ببطولها ! .