عندما أصرّ سعود عبدالحميد على الاحتراف في إيطاليا، هاجمه الكثيرون، وكانوا يفرحون عندما لا يشركه المدرب، و كأنه أخطأ خطأ لا يغتفر، لأنه قرر الإحتراف في أوروبا. و من هؤلاء من يدّعي أنه إعلامي، أو ناقد رياضي. و هو في الحقيقة مشجع متعصب سنحت له الفرصة للكتابة فقط. ولا أعتقد أنه ستقبل به أقل صحيفه رياضية في ايطاليا، لأن حدود النقد الكروي لديه، تقف عند لون قميص نادية. ولكن من شاهد فرحة المشجع السعودي المحايد، وكذلك المحللين المنصفين، لما يقدمه سعود، وفرحتهم بنجاحه، لا يكترث بتلك القلة. وأكاد أجزم بأن هناك عددأً كبيراً، أصبح يتابع الدوري الإيطالي بشكل أكبر، وخاصة مباريات نادي روما لمشاهدة سعود عبدالحميد، كما يتابعون أهداف مروان الصحفي في الدوري البلجيكي. إن من شاهد أداء سعود عبدالحميد في مباراة روما أمام براغا، يصفق له على صبره و انتظاره، لكي يحصل على الفرصة الكاملة، ليثبت نفسه، وعدم تأثره بهجوم البعض عليه. وقد كوفئ على مجهوده، واختير كرجل المباراة. و هذه المباراة الثانية على التوالي التي يتألق فيها. من شاهد سعود وهو يسجل هدفاً لا يحرزه إلا المهاجمين المتمكنين ويصنع العديد من الفرص لزملائه. كان يلعب وكأنه مستمتع بكل لحظة ليثبت لمن شكّك في قدراته، بأنه من أفضل اللاعبين، وأنه صاحب عزيمه قوية. كنت أتمني من الصفحة الرسمية لاتحاد كرة القدم، الاحتفال بسعود، وحصوله على جائزة رجل المباراة، و كأول سعودي يحصل على جائزة أحسن لاعب في مبارة في الدوري الأوروبي. أتمنى أن يستمر سعود على مثل هذا الأداء الممتاز، وأن يحافظ على نفسه. وأن يبعد الله عنه شر الإصابات. فنجاح سعود، يعكس تطور الكرة السعودية، وهو أكبر دعايه لذلك. و يعكس الاهتمام الكبير من الدولة بتطوير الدوري السعودي. و يجب أن يستثمر الإعلام السعودي، و المنصات الرسمية الرياضية، نجاح سعود و يدعمه كما نرى في الإعلام المصري الذي يدعم محمد صلاح منذ البداية. و لماذا لا يستخدم سعود كوجه رسمي للكرة السعودية و كسفير لكأس العالم 2034؟ و هنا يجب أن نذكر ما يقدمه مروان الصحفي مع فريقه البلجيكي فهو يتطور من مباراة لأخرى ويحرز أهدافا جميلة. و قد تكون بلجيكا محطة ينطلق منها لدوريات أقوى متى ما استمر في تطوير قدراته. الرغبة و العمل الجاد والصبر و قوة الشخصية وعدم التاثر بالنقد السلبي، هي السبيل إلى اللعب في أكبر الدوريات، و سعود عبدالحميد أثبت أنه أحسن مثال على ذلك. و لا أستبعد أن نرى سعود في الدوري الانجليزي مثلا. ولكن على سعود أن يعرف أن الطريق لايزال طويلا. ولا نعلم إذا كانت شركة نادي الهلال لها الحق في الحصول على جزء من مبلغ البيع في حال قيام نادي روما ببيع سعود أم لا؟ في كل الحالات، يجب أن تكون أنديتنا أكثر احترافية عند بيع أو إعارة لاعبيها، حتى تحقِّق أفضل عائد لها. إن تألق سعود في الملاعب الأوروبية، ومتى استمر في التطور، فإنه سيفتح الباب أمام اللاعبين السعوديين، وسيكون مثالاً يحتذون به لتحقيق آمالهم في الإحتراف في أهم الدوريات الأوربية.