لطالما كان احتراف اللاعبين السعوديين في أوروبا تحديًا لم يحقق فيه الكثيرون النجاح الكافي للاستمرار، حيث تعددت الأسباب بين المغريات المالية في الدوري السعودي، والظروف الاجتماعية التي تحول دون التأقلم في البيئة الأوروبية. ومع ذلك، ظهر أمل جديد مع بروز ثلاثة لاعبين سعوديين يسعون لتغيير هذه الصورة النمطية. ويبدو أن الظهور البارز للنجم الشاب مروان الصحفي مع نادي بريشكوت البلجيكي أكد إمكانية نجاح اللاعب السعودي في ملاعب أوروبا. الصحفي، الذي قاد فريقه البلجيكي إلى كسب نقاط مهمة في الدوري، يعيش أياماً مثالية في ملاعب أوروبا، ويعوّل عليه السعوديون كثيراً في مشوار التأهل نحو كأس العالم 2026 في ظل غياب قائد المنتخب السعودي سالم الدوسري عن المباراتين القادمتين ضد أستراليا وإندونيسيا. وبدأ مروان الصحفي مشواره الكروي من ناشئي الاتحاد وتدرج حتى الفريق الأول قبل انتقاله إلى أوروبا. ويواصل اليوم تألقه مع ناديه البلجيكي بريشكوت، حيث قاد الفريق إلى انتصارات مهمة بعد بداية متعثرة في الدوري البلجيكي. في المباراة الأخيرة أمام كلوب بروج حصل مروان على نجومية اللقاء بتقييم 9.2، وسجل هدفين حاسمين بعد تأخر فريقه بهدفين، أحدهما جاء بصناعة رائعة من زميله فيصل الغامدي. هذا الأداء اللافت جعل الجماهير تهتف باسمه وجذب انتباه الصحافة الأوروبية. أما زميله فيصل الغامدي، الذي انضم إلى نادي الاتحاد قادمًا من الاتفاق في موسم 2023، فأثبت نفسه سريعاً كلاعب موهوب واكتسب الخبرة اللازمة قبل انتقاله إلى أوروبا. منذ وصوله إلى نادي بريشكوت، نجح في تقديم أداء تصاعدي ولفت الأنظار بأدائه المتميز، ما جعله يحجز مكانه في التشكيلة الأساسية للفريق. الغامدي لم يكتفِ بدوره كلاعب وسط أنيق فحسب، بل ساهم بتمريرات حاسمة كان لها دور كبير في انتصارات فريقه. وفي الجانب الآخر في إيطاليا، ينتظر الظهير البارز سعود عبدالحميد فرصته للعب بشكل منتظم مع ناديه روما، الذي تعد خطوته هذه بمثابة نقطة تحول مهمة في مسيرة اللاعبين السعوديين نحو الاحتراف الخارجي، خاصةً أن سعود يمتلك خبرة مميزة اكتسبها من تمثيل نادي الاتحاد والهلال في المنافسات المحلية، حيث بدأ سعود عبدالحميد مسيرته الرياضية من فرق الناشئين في نادي الاتحاد السعودي وتدرج حتى وصل إلى الفريق الأول، حيث أثبت نفسه كأحد أبرز اللاعبين الواعدين في الدوري السعودي وانتقل بعدها للعب لنادي الهلال قبل ذهابه للقارة العجوز. رغم التحديات التي واجهها اللاعبون السعوديون في الماضي، يمثل هذا الثلاثي بارقة أمل لتغيير الواقع الحالي وتحقيق نجاحات جديدة في الساحة الأوروبية. الجماهير السعودية تترقب هذه التجارب بفارغ الصبر، متمنية أن تكون رحلة سعود عبدالحميد، ومروان الصحفي، وفيصل الغامدي بداية لحقبة جديدة أكثر إشراقًا ونجاحًا للاعب السعودي في أوروبا.