بعد أن قلّت نسبة القراءة في عصرنا الحالي بشكلٍ كبير نتيجة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تشغل عقولنا وعقول أبنائنا بالذات وتأخذ حيّزاً واسعاً من التفكير والوقت، تعود الحكومات لتشجيع العودة إلى قراءة الكتب والاستفادة من الفوائد التي تمنحُها القراءة للإنسان. من هنا سعت وزارات التعليم في البلدان العربية لتفعيل الأنشطة الطلابية في المدارس لتسهم بدورها في إعادة إقبال الطلاب على القراءة الحرة، من خلال حصص القراءة الحرة ونشاط المكتبات، وتكليفهم بإعداد وكتابة الأبحاث التي من خلالها سوف يتعود الطالب على القراءة والبحث والاطلاع. والهدف تحفيز الطلاب والطالبات على القراءة من خلال مسابقة «تحدي القراءة» التي عممتها على جميع مدارسها وهي جزء من مشروع عربي للتحفيز على القراءة، وهذا المشروع حظي بترحيب واسع في الأوساط التعليمية، حيث حصل بعض الطلبة والطالبات على جوائز للتميز القرائي، ووزارة التعليم بالمملكة تعمل وفق منظومة متكاملة لتعويد الطلبة منذ الصغر على القراءة في مختلف المجالات وتشجيعه على القراءة وتعزيز مهاراتها ومهارات الفهم والاستيعاب للمقروء. وهذه المنظومة تشمل نشر ثقافة القراءة لدى الطلبة بوسائل عدة، من أهمها: إعداد المسابقات لتشكل حافزاً وداعماً للمنافسة في مجال القراءة وتعويد الطلبة عليها وجعلها من الممارسات اليومية. «مسابقة التحدي» وبهذا الخصوص أعلنت وزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية مؤخراً عن مشاركة أكثر من مليون وأربعمائة ألف طالب وطالبة من كافة مراحل التعليم العام في مشروع تحدي القراءة العربي في دورته السادسة، وذلك من خلال تسجيل بيانات الطلبة في الموقع الإلكتروني الخاص بالمشروع. وبدأت مرحلة تحكيم مشاركات الطلاب والطالبات الذين أنهوا قراءة خمسين كتابًا على مستوى إدارات التعليم في 1443/9/9ه؛ ليتم رفع أسماء المتأهلين على مستوى إدارات التعليم إلى لجان التحكيم على المستوى الوطني في وزارة التعليم. وشروط المشاركة في تحدي القراءة العربي 2022 ما يلي: يجب أن يكون الطالب المشارك في تحدي القراءة العربي من طلاب الصف الأول الابتدائي حتى الصف الثالث الثانوي، يكون الطالب المشارك في المسابقة من المنتسبين إلى إحدى مدارس الوطن العربي، التزام الطالب بالمواعيد المحددة للتقدم إلى المسابقة، وهي من شهر سبتمبر وحتى شهر أبريل من العام الذي يليه، يجب أن يمر الطالب المشارك في خمس مراحل وتشمل كل مرحلة قراءة عشرة كتب مع تلخيصها في عشر صفحات. ويتوجب على الطالب المشارك إحضار كراسة تسمى جوازات التحدي، وتحتوي هذه الكراسة كل ما قام بتلخيصه من الكتب. شروط الكتاب المقروء في تحدي القراءة العربي 2022 يجب أن يحقق كل كتاب تتم قراءته في تحدي القراءة العربي الشروط التالية: يجب أن يكون الكتاب الذي يقرؤه المشارك مكتوباً باللغة العربية أو مترجماً إلى العربية. يجب أن يكون الكتاب المقروء مناسبًا لمستوى مرحلة الطالب، وذلك من حيث موضوعه وعدد صفحاته. كما يجب أن يكون الكتاب المقروء أحد الكتب الثقافية التي تساعد في إثراء الرصيد الثقافي للقارئ، سواء في مجال الفن أو الأدب أو العلوم أو التاريخ أو السياسة أو حتى الثقافة العامة، كما يقبل أن يكون الكتاب قصةً أو رواية. ألا يكون الكتاب من المراجع، مثل تفاسير القرآن، والقواميس والموسوعات. ولا يجب أن يكون الكتاب مجلةً أو صحيفةً، بل يجب ألاّ يكون الكتاب من الكتب أو القصص التي يتوجب على الطالب دراستها في المنهاج الدراسي، ومن الممكن قراءة الكتب الإلكترونية، شريطة أن يكون لها ناشر ومؤلف. «تحفيز وجوائز» وجوائز تحدي القراءة العربي تتوزع كما يلي: جائزة المدارس المميزة: وتبلغ قيمة الجائزة مليون درهم إماراتي، جائزة أبطال التحدي: وتبلغ قيمة الجائزة خمس مئة ألف درهم إماراتي، وجائزة المشرفين المميزين: وتبلغ قيمة الجائزة ثلاث مئة ألف درهم إماراتي، وجائزة أبطال الجاليات: وتبلغ قيمة الجائزة مئة ألف درهم إماراتي. ومن أجل تسجيل الطلاب في تحدي القراءة العربي 2022 لا بد من اتباع الخطوات التالية: يجب تسجيل الطلاب في المسابقة عن طريق مدارسهم التي ينتمون إليها ومشرفيهم. وبعد إتمام عملية التسجيل، سيستلم كل طالبٍ تم تسجيله جواز المرحلة الأولى، وهو باللون الأحمر، ويحتوي هذا الجواز على عشر تأشيرات قراءة، وتتضمن كل تأشيرة عشر صفحات، ويجب على الطالب قراءة الكتاب وتلخيصه في صفحةٍ واحدةٍ كي يضمن حصوله على تأشيرة القراءة. ويجب أن ينهي الطالب قراءة عشرة كتب وتلخيصها في عشر صفحات، كي يتمكن من تجاوز المرحلة الأولى، والانتقال إلى المرحلة الثانية والحصول على الجواز الأخضر، وأن ينهي الطالب قراءة عشرة كتب وتلخيصها في عشر صفحات، كي يتمكن من تجاوز المرحلة الثانية، والانتقال إلى المرحلة الثالثة والحصول على الجواز الأزرق، وأيضاً يجب أن ينهي الطالب قراءة عشرة كتب وتلخيصها في عشر صفحات، كي يتمكن من تجاوز المرحلة الثالثة، والانتقال إلى المرحلة الرابعة والحصول على الجواز الفضي، وينهي الطالب قراءة عشرة كتب وتلخيصها في عشر صفحات، كي يتمكن من تجاوز المرحلة الرابعة، والانتقال إلى المرحلة الخامسة والحصول على الجواز الذهبي. وأيضاً ينهي الطالب قراءة عشرة كتب وتلخيصها في عشر صفحات، كي يتمكن من تجاوز المرحلة الخامسة والأخيرة من القراءة، ويكون بذلك قد قرأ ولخص خمسين كتاباً من خارج مقرراته الدراسية، على امتداد العام الدراسي. «تشجيع القراءة» وتسعى وزارات التعليم العربية لتفعيل الأنشطة الطلابية في المدارس لتسهم بدورها في إعادة إقبال الطلاب على القراءة الحرة، من خلال حصص القراءة الحرة ونشاط المكتبات، وتكليفهم بإعداد وكتابة الأبحاث التي من خلالها سوف يتعود الطالب على القراءة والبحث والاطلاع. ويعد تحدي القراءة العربي مبادرة عربية لتشجيع القراءة في العالم العربي من خلال التزام أكثر من مليون طالب بتحقيق الهدف المنشود، وهو قراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي، وكان قد أطلق هذا المشروع الضخم بتكلفة تبلغ ثلاثة ملايين دولار أمريكي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي. والرؤية لهذا المشروع: «غرس حب القراءة في نفوس الصغار هو غرس الأسس التقدم والتفوق لبلداننا» وتحمل رسالة المشروع إحداث نهضة في القراءة عبر وصول مشروع «تحدي القراءة العربيّ» إلى جميع الطلبة في مدارس وجامعات الوطن العربي، شاملةً أبناء الجاليات العربيّة في الدول الأجنبية، ومتعلمي اللغة العربية من الناطقين بغيرها. أما الأهداف الاستراتيجية للمسابقة فتشتمل على تنمية الوعي العام بواقع القراءة العربي، وضرورة الارتقاء به لأخذ موقع متقدم عالمياً. إضافة لتعزيز الحس الوطني والعربي والشعور بالانتماء إلى وطن عربي واحد، ونشر قيم التسامح والاعتدال وقبول الآخر، وتكوين جيل من المميزين والمبدعين القادرين على الابتكار في جميع المجالات. وكذلك تقديم أُنموذج متكامل قائم على أسس علمية لتشجيع مشروعات ذات طابَع مماثل في الوطن العربي، وتنشيط حركة التأليف والترجمة والطباعة والنشر بما يثري مكتبة النشء العربي. «القراءة الحرة» وهنالك مشروعات أخرى في المملكة من أبرزها مشروع تجديد الصلة بالكتاب الذي تبنته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وفعاليات المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، تكريس الجهود في نشر الوعي القرائي بهدف تنمية ميول وتعزيز حب القراءة لدى الطلاب والطالبات وتشجيع المعلمين والمعلمات على غرس مفهوم القراءة الحرة، ما جعل المكتبة تشرع أيضاً بإقامة العديد من الأنشطة والفعاليات المتعلقة بالقراءة وترسيخ مفهوم حب القراءة لدى أفراد المجتمع، وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم؛ كونها الحلقة الأولى والأقوى في مسيرة البناء الذي يُعد المفتاح المركزي للتطوير والتقدم وبناء الحضارات في المجالات كافة واللبنة الأساسية في تكوين الشخصية لدى النشء وتنمية القيم الفكرية والروحية. ومن ضمن الفعاليات التي كانت تخصصها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، مكتبة متنقلة بزيارات ميدانية للمرحلة المتوسطة ودورة قرائية للمرحلة الثانوية في فرع المكتبة بخريص وتخصيص مكتبة الطفل بفرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالمربع لإقامة فعاليات المهرجان لطلاب المرحلة الابتدائية وتجهيزها بكل ما يلزم من الإمكانات التقنية والأجهزة الحديثة وبث المواد المشوقة والمناسبة من خلال شاشات العرض التي تسعى لتعزيز العلاقة بين الطفل والكتاب وتعزيز ثقته بنفسه لاكتساب العلوم المختلفة. ومشروع «أقرأ» الذي تبنته أرامكو لا تزال مؤمنة بأن القراءة هي إحدى أهم الوسائل المؤثرة في إثراء جيل المستقبل، من أجل تحقيق الرؤية والتوجه للوصول لمجتمع معرفي، والسعي نحو غرس حب المعارف والعلوم ومهارات التفكير الإبداعي والتذوق الفني والثقافي، بحيث يتحقق التوازن بين الملكات العقلية والوجدانية في تنمية أجيال المستقبل. لذا جاءت فعاليات برنامج «أقرأ» وهو أحد برامج المبادرة، ليشكّل سلسلة مبتكرة تحتفي بالقراءة، وتقود مسيرة شغف لحب الكتاب وتكريم «قارئ العام» والمسابقة تشجّع طلاب المدارس والجامعات على المشاركة بإبداعات من تجاربهم مع الكتاب، إذ يتم تحفيز الطالب والطالبة على أن يختار كتاباً، يقرؤه ويلخّص تجربته مع هذا الكتاب بطريقة إبداعية، سواء كانت على شكل فيديو أو صورة أو عرض إبداعي، ويقوم بتسليمها عبر الموقع الخاص بالبرنامج. ويتمّ اختيار أفضل المشاركات بناء على الفئة المشاركة (متوسط - ثانوي - جامعي)، كما يتم اختيار أفضل 24 مشاركة للتأهل للمرحلة النهائية. وكان المتأهلون ينخرطون في تدريب مكثّف بواقع 60 ساعة تدريبية لكل متأهّل، في مجالات استيعاب المقروء، التحليل والنقد ومهارات وفنون عرض الأفكار، من أجل تأهيلهم للتصفيات النهائية وترصد لذلك العديد من الجوائز التحفيزية والعينية للمشاركين المتأهلين والفائزين. تعزيز القراءة للنشء أهمية القراء