يُبدع عبدالله حنيف عبدالفتاح في تزيين كلام الله بقلب المدينةالمنورة التي تحتضن أقدس المساجد في الإسلام بعد المسجد الحرام، فمنذ أكثر من ربع قرن يكرّس الرجل حياته لزخرفة المصحف الشريف في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. ومن مدينة بروان التي ولد فيها عبدالله عام 1961م إلى المدينةالمنورة، كانت رحلة فنان عشق منذ نعومة أظافره الفن الإسلامي، وظل يطارد حلمه بتنمية موهبته عندما حصل على دبلوم من كلية الفنون الإسلامية بجامعة كابل في أفغانستان، متخصصاً في الخط والزخرفة. ولم يكن يعلم آنذاك أن هذا التخصص سيقوده إلى أحد أشرف الأعمال(تزيين كلام الله). يقول عبدالله وعيناه تلمعان فخراً: "منذ 35 عاماً وأنا أعمل في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. كل يوم أشعر وكأنه اليوم الأول، بنفس الحماس ونفس الشغف. وعندما أعمل على زخرفة القرآن الكريم، أشعر براحة نفسية لا توصف. إنه ليس مجرد عمل، بل هو عبادة وتقرب إلى الله". وحول مشاركته في العديد من معارض الخط والزخرفة التي أقامها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، يقول عبدالله: "المعارض فرصة لمشاركة هذا الفن الجميل مع العالم. إنها تذكرنا بأن الجمال في الإسلام ليس فقط في الكلمات، ولكن أيضاً في طريقة عرضها". وشرح عبدالله لنا من داخل منزله المليء بأعماله، كيفية الزخرفة التي يستخدمها، وقدم نماذج من الأسماء المزخرفة، موضحاً كيفية التعامل مع الزخارف المختلفة، قائلاً: "كل زخرفة لها قصة، وكل حرف له روح. عندما أزخرف، أحاول أن أجعل الكلمات تتنفس وتنبض بالحياة". وحول سر استمراره في هذا المجال، قال: "هذا الفن النبيل، وممتع لذلك تجدني متمسكاً به وسأواصل العمل فيه". وبسؤاله عما إذا كان أحد من أبنائه سلك ذات الطريق، أجاب بأن ابنته فقط هي من تظهر اهتماماً بهذا المجال.