أكد الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الدكتور محمد العوفي، أن المجمع انهى خطواته لتنظيم ملتقى لأشهر خطاطي المصحف الشريف وخطاطاته و المهتمين بالخط العربي عموماً وخط القرآن وزخرفته خصوصاً، ينحدرون من نحو 30 دولة. وأشار العوفي إلى أن الملتقى الذي تقرر تنظيمه بعد نحو شهرين من الآن في المدينةالمنورة، سيشهد مساهمات من شرائح مختلف من المهتمين بخط المصحف الشريف. وسيشاركون بأطروحات من بينها «محاضرة بعنوان «تطور خطوط المصاحف عبر الصخور» ليوسف ذنون عبدالله، وأخرى عن «جهود مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) في خدمة المصحف الشريف» والمحاضرة للدكتور خالد أرن، إلى جانب مواضيع أخرى، مثل «الجهود الصينية في كتابة المصحف الشريف» للدكتور يحيى محمود باجنيد، وغيرها. كما يتضمن البرنامج تنظيم ثلاث ندوات عن «الخط العربي بين الخطاطين والمبرمجين. وجماليات الخط العربي في كتابة المصاحف – مفهومها، مقوماتها. ثم مشروع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف للخطوط الحاسوبية المطابقة والموافقة لمصحف المدينة النبوية». ومن البرامج الثقافية المصاحبة للملتقى الذي يقام من 22 حتى 28/5/1432ه تقديم مجموعة من عروض وتجارب الخط والزخرفة لعدد من الخطاطين المشاركين في الملتقى، كما أفادت بذلك الجهة المنظمة في المجمع. ويهدف الملتقى إلى تقدير جهود أمهر خطاطي المصحف الشريف، وتكريمهم والاحتفاءُ بهم، وتجليةُ تجارِب أبرع الخطاطين في كتابة المصحف، وبيان مناهجهم في ذلك؛ للإفادة منها، وإبراز الرسالة التي يحملها خطاط المصحف الشريف، والعمل على إيجاد ضوابط مَرْعيَّة في زخرفة المصاحف، ودراسة سبل التوفيق بين خطوط الخطاطين والحاسب الآلي؛ خدمةً للخط العربي، ومحاولة الوصول إلى توافق وتقارب في مصطلحات الخط العربي، وعرض نماذج بخط الخطاطين من المصاحف المكتوبة بالروايات المشهورة والقراءات المتواترة، واكتشاف طاقات واعدة من خطاطي المصحف الموهوبين، وتشجيع التواصل بين خطاطي المصاحف، والمهتمين والمختصين في دراسة الخط العربي. علمت «الحياة» أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، قام بتوجيه الدعوات لنساء، يمتلكن مهارات خاصة في خط كلمات القرآن، وزخرفة المصحف، إلى جانب مبدعين رجال، في ملتقى ينظمه «المجمع»، بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية قريباً في المدينةالمنورة. ومن المشاركات عضو الجمعية المصرية العامة للخط العربي بالقاهرة فاطمة حسين التي أعربت عن أملها في أن يحالفها الحظ لتكتب القرآن كاملاً، بعد أن اختبرت قدراتها في الخط العربي عبر كتابتها للكثير من الآيات المزخرفة، بالخطين الكوفي والنسخ. كما تشارك مصرية أخرى في الملتقى هي أمل حافظ أحمد، إلى جانب الخطاطة اللبنانية رانية محمود، التي أكدت في تصريح ل «الحياة» ان «الخط العربي فن وعلم؛ فهو فن كسائر الفنون، يحتاج قبل كل شيء إلى الموهبة والاستعداد الفطري، ومن ثمّ إلى المهارة والدقة، وهو في الوقت نفسه علم كسائر العلوم، له قواعد وقوانين ثابتة على الخطاط الالتزام بها وإتقانها»، مبينة أوّل من اكتشف موهبتها والدها الخطاط محمود بعيون، ونفذت أول عمل لها 2009. لكن الخطاطة التي تعد صاحبة الإنجاز الأكبر بين المشاركات، هي السيدة سامية أكسان من تركيا، التي ذكرت ل «الحياة» أنها تشرفت بكتابة المصحف كاملاً، في مدة بلغت عشرة أشهر مستمرة. وقالت إن فرحتها كبيرة بإنجاز مهمتها في شهر رمضان الماضي. وأضافت «أثناء الكتابة عشت صفاءً في القلب والفكر، وسهل الله لي الكثير من الأمور ببركة كتابة المصحف، وعندما كنت أتوقف عن الكتابة في مرات من الزمن كنت أحس بالذنب، فأرجع مرة ثانية إلى الكتابة».