يتسم القرن الحادي والعشرين، بالتأثير الكبير الذي تخلفه التكنولوجيا علينا كمجتمع، لقد أصبح ملايين الأفراد في جميع أنحاء العالم، متصلين رقميًا، حيث يعتمد الناس بشكل كبيرعلى الهواتف الذكية، والكمبيوتر، التي تخزِّن، أو تحفظ غالبية معلوماتهم الشخصية، تتوفر بيانات بالغة الأهمية، وشخصية للغاية، ويتم جمعها في هذه التكنولوجيا الذكية، ونتيجة للتطور السريع للتكنولوجيا، أصبح لكل شخص موقع دقيق يحدِّد منزله، أو مكان عمله، وحتّى تواجده، عندما يستخدم الأشخاص مواقع التواصل الاجتماعي، يطلب منهم تقديم معلومات شخصية، مثل: الاسم، والميلاد، والمدرسة، ومسقط رأسهم، وما إلى ذلك. وهذا يسمح للغرباء، بالوصول إلى معلوماتهم الخاصة، حتى لو كان الشخص في مكان آمن، يوجد تهديدات رقمية يجب القلق بشأنها، فعندما ينضم الأشخاص لمواقع الشبكات الاجتماعية، يتم عرض شروط وأحكام الموقع عليهم، لكن الشروط والأحكام تحتوي على قدر هائل من المعلومات، التي لا يملك الأشخاص الوقت، أوالاهتمام بقراءتها، لذلك فهم عادة ما يوافقون على الشروط والأحكام، لكن ما هو مخفي في الشروط والأحكام، هو أنها لا تحترم خصوصيتهم، يمكننا أن نقول إن مواقع التواصل، تسمح بالوصول الكامل إلى المعلومات الشخصية، سواء كانت خاصة أم لا، تخدع شروط وأحكام الموقع الشخص الذي ينضم إليه، بأنه آمن، ولكن في الواقع، يتم استخدامه واستغلاله، شفافية خصوصية البيانات، بالكاد تتطرق الشركات لها، وإذا فعلت، يكون الأمر غامضًا للغاية، وغالبًا ما يجهل عدد كبير من المستخدمين، أن خصوصيتهم يتم انتهاكها، ويختارون تجاهل المشكلة، لأنهم يعتقدون بأنهم لا يفعلون شيئاً سيئاً على الإنترنت، ليس لديهم ما يخفونه، فجملة:"لا شيء أخفيه"، خاطئة، وتستخدم لانتهاك الخصوصيه علي الإنترنت، فالجانب السلبي، أنها تشير إلى أن الأشخاص الذين يقومون بأنشطة غير قانونية على الإنترنت، فقط هم الذين يريدون الخصوصية، في حين أن الخصوصية على الإنترنت، لا يمكن أن تكون موضع اهتمام، لأن الإنترنت أكثر تعقيداً من ذلك، فعندما يتعلق الأمر بهؤلاء، فمن المقبول أن تتمكن الشركات من الوصول للمعلومات الشخصية، لجمعها، وتحليلها، وهي لا تبحث فقط عن من يخطط لشن هجوم إرهابي، أو من يريد صنع قنبلة، بل إنها تراقب تاريخ البحث الخاص بالفرد، وما يفعله عندما يدخل الإنترنت، ومن يتواصل معه، الأمر أشبه بمراقبة شخص بالحياة الواقعية، ومتابعته، وتفتيش منزله، وأغراضه، لقد غير الإنترنت تعريف الخصوصية، لأن العديد من المواقع ومواقع التواصل، تستغل المعلومات الخاصة للأفراد لمصلحتها الخاصة، نظرًا لقيمتها النقدية العالية، وهذا يؤدي لانتهاك خصوصية الناس بشكل كامل، وتقوم الوكالات بذلك دون الاهتمام بمشاعر الشخص أو مدى تأثير ذلك عليه في حياته اليومية، فهم يفعلون ذلك باستخدام التشفير في رسائل البريد الإلكتروني للشخص، ومواقع التواصل الاجتماعي تكذب بشأن عدم قدرتها على رؤية المعلومات الشخصية للشخص، عندما تكون خاصة، كما يتجاهل الناس تمامًا قضية خصوصية الإنترنت، لأنهم يعتقدون أنه طالما ليس لديهم ما يخفونه، فلا يهم أن نشاطهم عبر الإنترنت يخضع للمراقبة. تعتبر خصوصية الإنترنت، موضوعًا خطيرًا،لأن العديد من الأفراد حول العالم، يحتفظون بمعلومات حسّاسة عبر الإنترنت، بحيث إذا حصلت عليها الوكالات، يمكن استخدامها ضدّ الأفراد، سواء للسيطرة عليهم، أو للتسبُّب في ضررهم.