أصبحت الشبكات الاجتماعية الإلكترونية أمثال الفيس بوك وتويتر جزاء من وسائل الاتصال المستخدمة في حياتنا اليومية بل أصبحت للبعض وسيلة الاتصال الرئيسية لديهم خصوصا الذين يعيشون في الخارج. فينشرون أخبارهم ويعرضون صورهم ومعلومات خاصة عنهم كالبريد الإلكتروني والجوال لتسهيل عملية التواصل معهم. وكما لهذه المواقع الإلكترونية إيجابيات فإن لها سلبيات لابد من الانتباه لها. وقد يكون أبرزها وأهمها هو احتمالية إنتهاك خصوصية الفرد وأعني هنا بخصوصية الفرد الشخصية وخصوصيتة بالمكان. فمثلاً: أحيانا يعرض بعض المستخدمين للمواقع الإلكترونية الاجتماعية معلومات تفيد سفره لبلد خارجي أو مكان ما خارج مدينتة وفي نفس الوقت يعرض في معلوماته الرئيسية مكان إقامته وبهذا كأنه يخبر اللصوص بأن المنزل لم يكن به أحد ليتم سرقته. أحد الأمثلة الأخرى هو عرض بعضهم لهاتقة الجوال ومن ثم يعرض صور شخصية وخاصة له وبالتالي يمكن ابتزازه أخلاقيا. والأمثلة كثيرة لإمكانية خرق خصوصية المستخدمين على الإنترنت. والحالات كثيرة جدا كما تشير الإحصائيات المقدمة من مكتب كاليفورنيا لحماية الخصوصية بأن 8 ملايين مُبَلِغ إمريكي وقعوا ضحية انتحال شخصية في 2010 ويبلغ مجموع الخسائر تقريبا 37 مليار دولار. ولكن لا يعني هذا الابتعاد عن استخدام الشبكات الاجتماعية الإلكترونية بل انا من مؤيدي استخدامها لمواكبة التطور ويكون الأفراد على دراية وإلمام بالأخبار العامة والمنتشرة في الوسط الإجتماعي. ولكن أوصي وبشدة إتباع النصائح التالية لضمان حماية خصوصيتك بمشيئة الله في الشبكات الاجتماعية: قراءة سياسة الخصوصية للموقع الإلكترونية الاجتماعي ومعرفة كيف يتم جمع المعلومات الشخصية الخاصة ولأي غرض يتم استخدامها. فبعض المواقع تعلن وبشكل صريح بأنها تجمع البيانات لمقاصد تسويقية. فتأتيك إعلانات إلكترونية على البريد الإلكتروني مزعجة وكثيرة (spam) تصل لحد المضايقة. لا تضع معلومات شخصية وخاصة أكثر من اللازم. فقد لا يحتاج الموقع الاجتماعية معرفة معلومات شخصية وقد لا تحتاج أنت لوضعها. إحرص على اقتصار المعلومات الشخصية قدر المستطاع لتقليل نسبة تسرب المعلومات وتقليل نسبة إمكانية حدوث أي إبتزاز أو انتحال لشخصيتك. تأكد بأن الموقع الاجتماعي يقوم بتشفير اسم المستخدم وكلمة المرور عند الدخول لحسابك الشخصي. لأنه بإمكان الهاكرز التنصت على عملية اتصالك ومعرفة كلمة المرور الخاصة بك. وبالتالي يمكنه تصفح صورك ومعلوماتك الخاصة. لا تختار إمكانية الدخول الآلي لحسابك و قم بتغيير كلمة المرور الخاصة بك بشكل دوري ولا تعطيها لأحد. أحرص بأن تجعل كلمة المرور الخاصة بك قوية وصعبة التخمين. لابد من أن تحتوي على أحرف وأرقام ورموز وأن لا يقل طولها عن 8 أحرف. إحرص على ضبط إعدادات الخصوصية ومن هم الأشخاص الذين تسمح لهم بالإطلاع على معلوماتك أو صورك. باعتقادي جميع المواقع الإلكترونية الإجتماعية توفر خاصية التحكم بالخصوصية. هناك معلومات من المحظور وضعها مثل: رقم الهوية الوطنية، الاسم الكامل، عنوان المنزل .. الخ. -أسأل الموقع في حالة طلب منك معلومات شخصية؛ واستخدم موقع بديل في حالة عدم رضاك وارتياحك: لماذا يحتاجها المعلومات الشخصية والخاصة بي؟ هل هناك إجراءات لحماية معلوماتي؟ ومن هم الأشخاص المصرح لهم بالإطلاع عليها؟ في الختام أود ان اوضح بأنه قد يكون هناك من يستخدم نصائحي هذه بالطريقة السلبية ويحاول جاهدا الحصول على المعلومات الخاصة لغرض الإبتزاز أو انتحال الشخصية أو لأي سبب آخر. وأرد عليهم بالقول إن جميع العمليات يمكن تتبعها والوصول لفاعلها باستخدام التقنيات الحديثة. لذا أنصحهم بالابتعاد عنها وعدم المحاولة على الإطلاق بفعل أي عمل مشين لتجنب العواقب القانونية والتي قد تصل إلى المعاقبة بالسجن بمدة سنة وبغرامة قد تصل لخمسمائة ألف ريال بحسب ما هو مذكور في القانون السعودي لمكافحة جرائم المعلوماتية. * مستشار أمن المعلومات