حقيقة شعورك بالانزعاج أو الغضب أو القلق، مهمة فالمشاعر هي أشياء تحدث، والمعنى الذي نبنيه حولها، هو ما نقرر منه أنه أمر مهم أو غير مهم. هناك سببان فقط لفعل أي شيء في الحياة ،الأول: لأنك تشعر بالسعادة عندما تفعله أو لأنه شيء تعتقد أنه جيد أو صحيح، في بعض الأحيان يتوافق هذان السببان في شيء ما يشعرك بالسعادة ،وهو الشيء الصحيح الذي يجب عليك فعله، وهذا رائع للغاية، ولكن في أغلب الأحيان، قد لا يتوافق هذان الأمران فربما تشعر بشيء سيئ ولكنه صحيح ،أو تشعر بشيء رائع ولكنه سيء، إن التصرف بناءً على مشاعرك أمر سهل، فأنت تشعر به ثم تقوم به إنه شعور سريع بالرضا، ولكن هذا الشعور بالرضا ،يختفي بنفس السرعة التي جاء بها، فالطريقة المفضلة لعقلنا هي أن يحاول دائمًا إقناع نفسه بأن كل ما نشعر أنه جيد هو الصحيح، فإذا قمت بهذا النوع من الأشياء لفترة كافية وإذا أقنعت نفسك بأن ما تشعر به جيدًا ،فإن عقلك سيبدأ في الواقع في خلط الإثنين وسيبدأ في التفكير في أن الهدف الأساسي من الحياة هو الشعور بالسعادة قدر الإمكان حتي ولو كانت كافة العلامات تنذر بوجود خلل ما ،وبالتالي ستبدأ في خداع نفسك بالاعتقاد بأن مشاعرك مهمة بالفعل، وبمجرد حدوث ذلك ،ستجد نفسك بين طريقين وإختيار صعب، إذا كان الأمر يشعرك الأن بالإنزعاج ،فكِّر فيه لثانية واحدة، فكل ما حدث في حياتك كان بسبب خضوعك لمشاعرك أو اندفاعك أو غرورك، فالمشاعر لها طريقة للقيام بذلك كجعلك تشعر بأنك أهم من الآخرين ،وقد تكره الشخص الذي يخبرك بذلك لكن هذه الحقيقة، فمشاعرك لا يمكن أن تخبرك بما هو الأفضل لمن حولك بل كل ما يمكنها أن تفعله هو: أن تخبرك بما هو الأفضل لك حتي ولو علي حساب الأخرين، المشاعر مؤقتة ولا وجود لها إلا في اللحظة التي تظهر فيها فمشاعرك لا تستطيع أن تخبرك بما سيكون جيدًا لك بعد أسبوع أو عام أو عشرين عامًا، فقط كل ما تستطيع أن تفعله هو أن تخبرك بما هو الأفضل لك الآن، فإذا كنت تشعر دائمًا بالرضا عن مشاعرك تجاه نفسك ،فسوف تصبح منغمسًا في ذاتك، وتشعر بأنك تستحق عن كل من حولك، كذلك إذا كان الشعور بالرضا يجعلك تشعر بالسوء تجاه نفسك، فستصبح كومة من الشعور بالذنب والعار، وتشعر وكأنك لا تستحق شيئًا، ولم تكسب شيئًا، وليس لديك أي شيء ذي قيمة لتقدمه للناس أو العالم من حولك.