“Inside Out”فلم الخيال الكرتوني، الذي يأخذك إلى عالم النفس في داخل كل إنسان، وتجعله في تناغم مشاعري.. تدور أحداث القصة داخل رأس الطفلة “ريلي أندرسون”، التي تنتقل لمدينة جديدة مع عائلتها، حيث تتحكم بها خمس مشاعر وهي: (الفرح، والحزن، والغضب، والاشمئزاز، والخوف) وتقود حياتَها، وفكرة هذه الشخصيات تتمحور حول ترتيب ظهور تلك المشاعر وفقاً للأحداث التي تمر بها الطفلة، فلا تطغى إحداها على الأخرى، إنما حتى وإن كنّا أصحاب قرارات، قد تجعلنا أحياناً مشاعرنا الشخصية نخفق في أداء مهامنا ظناً منّا أننا نحدث تغيراً جيداً، لنكتشف تدخلنا في وضع قوانين لا تتناسب والمسار الصحيح للإنسانية، وهذا ما حدث عندما حاولت مشاعر الفرح السيطرة على مشاعر الحزن ومحاولة إخراجها من مجموعة المشاعر اعتقاداً منها أن هذا هو الأفضل لحياة “ريلي”. بصرف النظر في تقبل فكرة أحداث القصة التي تثير عدة تساؤلات داخلنا من عدمها، إلا أنه أوضحت قاعدة مهمة في نظام المشاعر المتقن من عند الله سبحانه وتعالى، ألا وهو أننا بحاجة دائماً لكل المشاعر التي تنتابنا، سواءً كانت التي ترفع من هرمون السعادة لدينا، أو تلك التي تجعل من ذلك الهرمون يصل لنقطة الصفر.. مهم أن نكون سعداء، وأن نتمتع بمزاج جيد، وأن لا نغضب.. ولا نحزن.. ولا نصاب بالاشمئزاز، ولكن هل نستطيع رفض مشاعر بعينها لمجرد أننا على يقين أنها تؤلمنا.. أو وفقاً لقانون عبدالحليم حافظ وهو يهتف قائلاً” أي دمعة حزن لا لا لا لا.. أي لحظة حيرة لا.. حتى نار الغيرة لا”..؟ على الرغم من ميلنا للإبقاء على جانب الفرح يقظاً دائماً.. إلا أنني لا أستطيع تخيّل حياتي وهي خالية من تقلبات المشاعر المختلفة، التي تتحوّل بعد فترة من الزمن إلى مشاعر جيدة بفضل الذكريات، حتى لو كانت في حينها مشاعر منبوذة لا نرغب بوجودها، فلولا مروري بأوقات عصيبة على اختلافها من فقد وفشل وهزيمة وانزعاج.. لما تكوّنت في ذاكرتي قصة جميلة تحكي مسيرة امرأة تمثلني، كلما تذكرتها ابتسمت لحلوها قبل مرها، بل قد ترتسم على شفاهي ابتسامة رضا يعتقد الناظر إليها أنني أعيش على غيمة من السعادة وأنه لم يزرني في غفلة مني أي ألم. عندما ننظر إلى بعضنا البعض في المرات القادمة.. من الأفضل أن لا نطلق التكهنات بأن أولئك المبتسمين للحياة كانت تمر حياتهم بيسر، إنما هي قناعة بأن ذاك اليسر لم يأت إلا بعد عسر، تقبلوه برضا وإيمان أن الأول يأتي بعد الثاني. للتواصل على تويتر وفيس بوك