ودخل يوم جديد ضمن الأيام العالمية سيتم التاريخ به ويحفظه التاريخ تحت اسم: "يوم شاشة الموت الزرقاء". يوم الجمعة الماضية 19 يوليو 2024 يوم لن ينساه العالم، ففيه تعطلت المطارات وهبطت الطائرات وتوقف الإقلاع، ودخل العالم كله في حالة هلعٍ وخوف منذ الساعات الأولى من تلكم الجمعة. "شاشة الموت الزرقاء" مصطلح أُطلق على تلكم الحادث لأن شاشات الكمبيوتر تحولت للون الأزرق ولم تعد الأنظمة تستجيب. حالة اضطراب عالمي يقال إن من تسببت فيها شركة أمريكية تسمى Crowd Strike عندما أجرى موظف لديها تحديثاً لأنظمة الحماية، لكن يبدو أن التحديث لم يمر بعملية المراجعة المهمة المطلوبة قبل إطلاقه في الشبكات العالمية. ورب ضارة نافعة ، لعل حادثة "شاشة الموت الزرقاء" قد علمت العالم كله دروساً مفيدة لكيلا تتكرر مثل هذه الأعطال التقنية. وبعيداً عن تفسيرات سلبية فسرت العطل بأنه عملية تخريب أو مؤامرة تتم حياكتها واختبار تأثيراتها على العالم كله،بعيداً عن كل ذلك، فإن العطل التقني العالمي، جاء دليلاً جديداً على أن العالم بات قرية صغيرة، فعمل صغير في مكان ما ، أدخل الكرة الأرضية في حالة فوضى في قطاع مهم وهو النقل الجوي. كما أن ما حدث يدل على أن التقنية يجب ألا تكون هي كل شيء، فالإنسان هو من ابتكر التقنية وهو من صمم الأنظمة وهو من يبرمج البرامج وهو من يشغلها وعليه أن يكون دقيقاً في كل مرحلة وقريباً من الأجهزة. والدرس المهم الذي على العالم أن يتعلمه من هذه الحادثة ،هو أن يكون هناك طوال الأربع وعشرين ساعة خطط بديلة Plan A و Plan B و Plan C وأن تكون الخطط كلها جاهزة للتبديل في أقل من جزء من الثانية. إن مراجعة دقيقة لتداعيات العطل التقني العالمي وما تسبب فيه من خسائر فادحة لكل دول العالم وكل شركات الطيران، وكذا خسائر الناس ينتظر أن تتم إزاءها مراجعة علمية دقيقة لا تحتمل أي خطأ، بل عليها أن تتوقع الخطأ قبل حدوثه وأن تعطي إنذاراً قوياً. أخيراً هل ستكون شركة Crowd Strike أو وكيلها التأميني قادرة على تعويض الخسائر الفادحة التي مُنيت بها حركة الطيران حول العالم ومُني بها المسافرون؟حيث تعد خدمة الطيران، وإلغاء أو تأخر آلاف الرحلات الجوية أبرز القطاعات التي منيت بخسائر فادحة جراء هذا العطل التقني.