يُعدّ وجود الاشخاص في محيط أو مكان ما ،حضوراً حيث انهم حاضرون في هذا المكان الذي يتكون منهم و من أفراد آخرين ، وقد يكون هدا المحيط محيطاً خاصا بالفرد كعائلته ،ومحيطاً عاما كالمجتمعين اللذين يعيش فيهما الفرد او يعمل فيهما ويتم تقييم حضور الفرد بنشاطه و تحركاته استنادًا إلى قانون نيوتن الذي ينصّ على أن الجسم الساكن يبقى ساكناً مالم تحركه قوة ما. ويتحرك الأشخاص في محيطهم صعودًا و نزولاً، و يعود ذلك إلى طبيعة الحياة اليومية، فالحياة برمتها غير ثابته ،والظروف تتغير بشكل مستمر مشكًلةً تحديثات في شخصية الفرد و طرق التعامل و التواصل و التفكير البنّاء و بناء الشخصية الذاتيه من خلال التطور المستمر ، والذي يكمن تحديدًا في الابتكار وحل المشكلات و مجابهتها . و يعيش الفرد في مجتمع ،وكما نعلم أن نجاح هذا المجتمع يرتبط بشكل كبير بنجاح الفرد، ولكن ماذا لو أن هذا الفرد في مجتمعه حاضرًا يُرى باللعين و لكنه غائباً تمامًا عن هذا الحضور و يلتزم الصمت على الدوام بالرغم من تمتعته بمهارات عالية إلا أنه لا يستغلها في اصلاح ذاته و لا مجتمعه ؟ ويظل غائباً حاضًراً ،فلا يقدم الدعم لمن يحتاجه، و يحتفظ بالكلمات و التي من شأنها أن تساعد الآخرين على النجاح و تجاوز العقبات، ولا يستمع إليهم أبدًا مع امتلاكه الوقت الكافي لذلك ،ويعرض عن تقديم النصح لمن يحتاجونه، و قد تعود الأسباب إلى عدم الرغبة في العطاء و التواصل مع الافتقار إلى روح المبادرة، و الاعتقاد بأن مشكلات الآخرين لا تخصه اطلاقًا، و من المؤسف أن يكتفي بعض الأفراد بحضورهم الصورية فقط دون أن يكون لديهم أي دور في أي موقف أو مشكلة تواجه محيطه الداخلي او الخارجي. على الفرد أن يتخلّص من هذه الفكرة ،حيث ان وجوده مهم جداً بالنسبة للآخرين ،وأن يحاول ذاته حتّى يستطيع أن يزرع املًا فيمن غلبه اليأس ،وأن يعطي نصحًا لتائه، وأن يدعم الآخرين بشكل إيجابي ليحقِّق غايات النفس البشرية في العطاء و الإنسانية.