خلقنا الله بمميّزات ،ووهبنا هبات عظيمة كالعقل و التحكُّم و الإرادة والقوة العقلية الهائلة ،واستثمار هذه المميزات ،يجعلنا متقدمين في مجتمعاتنا و متميزين في محيطاتنا بلا شك ،بسبب ما نقدمه من إنجازات و نجاحات كبيرة ممّا يجعل من مجتمعاتنا تنهض بين أقرانها . و في الحقيقة ،تعود أسباب النجاح إلى عامل الحركة و التقدم ،و يجب أن لا يخفى علينا أنه ثمة فرق بين الحركة و التقدم حيث أن الحركة المستمرة دون تحديد الاأهداف و قياس مستوى الأداء و تحقيق النجاح، فهي إنما حركة فقط و لا يمكن أن يقع التقدم في هذه الحالة، و لذا ،فإن الحركة المستمرة ،لها تكنيك خاص بها، و يستحيل أن يحقق الفرد تقدمًا بلا حركة، فإن الحركة هي التي تدفع الفرد إلى التغيير و تبديل الخطط و استمرار المحاولة و عدم الاستسلام مع وجود خطة عمل محددة و خطط اخرى بديلة في حالات الفشل، فإن الخطط البديلة تحدّ من قوة سطوة الفشل و تدفع الفرد إلى الاستمرار نحو الأفضل مع الاستزادة من العقبات. ويكمن التقدم في عملية تطوير الموهبة و تنميتها حتى لا تواجه هذه الموهبة اندثارًا بسبب تجاهلها ،فإنها الموهبة بحدّ ذاتها تعددّ أحد أعظم نقاط القوة للفرد ، و التي بإستثمارها ،تصعد بالفرد إلى مستوى عال جدا من النجاح والتفوق والحركة ،هي الاستمرارية ،هي وقود الوصول إلى المُراد. إن امتلاك الموهبة ،لا يجعل الفرد ناجحًا أو متميزًا، إنما إظهارها و توظيفها في موقعها المناسب ،هو ما يجعلها لامعة بشكل كبير، و لذا على الفرد أن يطبّق قانون الحركة على ذاته، فإن الجسم الساكن ،يبقى ساكناً مالم تؤثر فيه قوة خارجية، كما هو حال المواهب ،تحتاج إلى حركة تقدم يصقلها ،ويصل بصاحبها إلى أعلى المستويات ،والتي من خلالها يتم تحقيق الرضا الذاتي.