من مبادرات وزارة الثقافة التي سيكون لها مردود وصدى إيجابي على المثقف والمبدع مبادرة صندوق «نمو» الثقافي، والذي يعنى بدعم المبدعين السعوديين في مختلف القطاعات الثقافية ويركز على جانب تطوير المحتوى المحلي في مجالات إبداعية متنوعة مثل: إنتاج المسرحيات وكتابة نصوص الأفلام. قرائتكم لأهمية هذه المبادرة للمثقف ودورها في تطوير الجانب المحلي. لرصد آراء المثقفين من خلال هذا التحقيق.تذليل الصعاب د. عائشة الحكمي: داعم لاستمرار المعرفة وفي البداية تقول د. عائشة يحيى الحكمي قاصة وناقدة أستاذ الأدب بجامعة تبوك: صندوق "نمو" الثقافي الحلم الذي كان والأمنية التي أطلقها المثقفون والأدباء منذ مؤتمر الأدباء الأول في جامعة المؤسس عام 1394، ومضى هاجس تجسيد الحلم في الواقع في كل اللقاءات والملتقيات الآتية يتردد وتكتب التوصيات في نهاية كل جلسة وكل لقاء بين الأدباء وذوي العلاقة، وتكتب الصحف والمجلات ويتوسل الأدباء إلى ضرورة تعجيل إنشاء الصندوق؛ لقناعاتهم أن صناديق دعم المثقفين تقوم بدور مهم في استمرارية إنتاج المعرفة وتذليل الصعاب أمام المثقفين لاستمرار عطائهم ودور الصناديق الثقافية في أي مجال ثقافي يسهم في قوة، فهي تأخذ بيد الموهوبين وتحفزهم لبذل ما لديهم من قدرات ومهارات والتي من شأنها رفد الساحة الثقافية بالجديد الإبداعي وتحفز الأجيال التالية للاهتمام بمواهبهم وأن تركيزهم على رعاية مواهبهم وإبرازها ضرورة تسعى الجهات الرسمية والأهلية إلى الاحتفاء بها، وهذا أمر طبيعي لكل مجتمع متطور واع مدرك لدور الثقافة والمعرفة، وتأثيرها الفعال في قوة الإنسان والوطن فهي قوة ناعمة خطيرة تحتاج إلى الوعي بدورها في رفعة الشعوب ورقيها الإنساني والفكري والاقتصادي والسياسي. وتؤكد د. عائشة أن المعرفة استثمار متميز عن الاستثمارات الأخرى فعوائدها تميز البلدان بعضها عن بعض وتشكل هويتها التراثية والحضارية فتشكل واجهة يصعب توقع دورها المهم في تعزيز مكانة أي أمة، ولذلك من الخطط الحكيمة الالتفات إلى الصناديق الثقافية في المملكة في مشروعها التنموي2030، إذ ستعمل على إثراء المعترك الثقافي وتحقق التنوع في المعرفة، وقد أحسنت صنعًا وزارة الثقافة في تأسيس مشروع (صندوق النمو الثقافي). إذ سيكون من أهم أدواره رعاية كل المواهب بكل أنواعها وتقديمها لإفادة البلاد والعباد واستثمار عطاء الإنسان في كل مجال. وأضافت أن مبدعاً حين يشعر بأهميته وتقدير مواهبه سيعمل على نفسه ويشحذ هممه ويقدم مشروعاته الإبداعية بأسلوب راق منظم مدروس يشعر بلذة النجاح والتفوق والتميز. واختتمت بقولها: إن صندوق النمو الثقافي يعد تحولاً ومنعطفاً مهماً. في شكل الثقافة السعودية الجديدة في كل المجالات المعرفية. الفنية والفكرية. فالقادم دوماً أجمل نموذج على أهمية الثقافة للشعوب والرعاية الرسمية لها. دعم المواهب وأكد أ. د. عبدالرحمن رجا الله السلمي مدير مركز التميز البحثي في اللغة العربية، مشرف مبادرات جامعة الملك عبدالعزيز في ملتقى مكة الثقافي أن هذه المبادرة لدعم المواهب وتحفيزها نحو الإنتاج وإثراء المحتوى الإبداعي السعودي، فالحاجة ماسة لإيجاد مصادر دعم مالي لرعاية الموهبة والموهوبين السعوديين من فئة الشباب والشابات في كافة المجالات الأدبية والثقافية. وتتأكد الحاجة للدعم المالي للبرامج التي تحتاج إلى إنتاج تقني مثل برامج الإنتاج المرئي والمسموع خاصة فيما يتعلق ببرامج رؤية 2030، التي من شأنها النهوض بالواقع الثقافي والإسهام في نشر الوعي بأهمية الفنون ودورها الريادي في تنمية الحس الوطني وبناء اتجاهات سلوكية تعمق من اللحمة الوطنية وتجسد الانتماء لهذا الكيان الوطن بكل سماته وخصائصه التي تجعل منه شامة فارقة بين كل المجتمعات بما حباه الله من خصائص ومكونات تؤهله للريادة والصدارة وإنتاج رؤيته الوسطية للعالم أجمع. وأشار السلمي أن الشباب في مجتمعنا لديهم طاقة ومواهب أدبية وثقافية كثيرة جداً، تجعل منهم ثروة بشرية قادرة على صياغة ثقافة سعودية مميزة تستلهم تأريخ هذا الوطن وتنطلق من مكوناته وترسم ملامحه المستقبلية في ظل قيادة شابه تدعم الشباب وتدفع بهم لمزيد من العطاء والتميز. تشجيع الإبداع وقال فالح الصغير كاتب وروائي: أي مبادرة تهدف إلى المبدع المثقف إلى الاهتمام به إلى تطويره إلى دعمه كل هذه المبادرات تصب في النهاية لصالح الثقافة والإبداع في الوطن عموماً لكن يبقى السؤال المهم هو مدى تنفيذ تلك المبادرات ومنها صندوق النمو الثقافي مبادرة ممتازة وخطوة جيدة تسجل لوزارة الثقافة لكنها تحتاج واعتقد أن سمو الوزير والعاملين في الوزارة يسعون إلى تنفيذها المهم أن تخرج من إطار الروتين هنا المشكلة لأن الروتين هو قاتل الإبداع عندما تدخل في دوامة الروتين البيروقراطية تخفت وتنتهي وتصل لنهايتها هناك مبادرات كثيرة عربية انتهت وماتت لأنها دخلت في ذلك. وأكد الصغير أن المثقف والمبدع لديه دور في التفاعل مع تلك المبادرات من خلال الاقتراحات أو طرح الآراء كل هذه تشكل دعماً ليس الدعم هو فقط الدعم المادي إنما الدعم من خلال تلك الأفكار بشتى الاتجاهات المطروحة والمعروفة ولابد أيضاً من حراك قوي وفاعل في المشهد الثقافي لأن الأندية الأدبية كثير منها في حالة شبه تجمد ولا تعرف هل هي موجودة أم اختفت أم أين ذهبت؟ هي موجودة كمبنى وبعضها مباني ومقرات خاصة بها ومع ذلك لا يتناسب ما تقدمه مع تلك الإمكانات صحيح انها تحتاج إلى دعم مادي لكن هذا لا يعني أن تتوقف أن تتجمد بل أن تتحرك بالإمكانات والدعم المادي الموجود لديها هذا هو المهم وأيضاً تبادر في طرح المبادرات وتتابع تلك المبادرات وتتابع تنفيذها ليس مجرد أن تطرحها وتتوقف عن التنفيذ. وتمنى الصغير بقوله: بحكم إنني كنت يوماً من الأيام عضواً في نادي المنطقة الشرقية الأدبي أن تكون هناك لقاءات بين وقت وآخر بين سمو وزير الثقافة وبين المسؤولين في الوزارة هناك لقاءات تكون بين وقت وآخر بحيث إنها تنتج عملاً مفيداً للمثقف والمبدع وبالتالي للوطن وهذا هو المهم. خطوه مهمة وأوضح عبدالملك عواض الخديدي عضو نادي جدة الأدبي قائلاً: عندما يكون للإبداع داعماً وراعياً ثابتاً وقوياً يتبنى الكتابة والتأليف ومنتجات الفن بكل أشكاله فتلك مرحلة جديدة تبشر بالنماء والتطور للحالة الإبداعية وإبراز أعمال نوعية تمثل قدرة المثقف السعودي وموهبته التي كانت تتوارى خلف ضعف الإمكانات وعدم وجود جهة تتبنى إنتاجه. لذا فإن إنشاء هذا الصندوق خطوة مهمة جداً في مسرح الحركة الثقافية السعودية ومفاجأة سارة للمثقفين الذين انتظروا كثيراً مثل هذه الآليات المحفزة والداعمة للإنتاج الفكري والفني والأدبي والثقافي بشكل عام. وبين الخديدي أهمية صندوق "نمو" من كونه ضمن سياق وخطط رؤية 2030، بحيث لا تردد في تنفيذ مهامه وتحقيق أهدافه على الشكل الذي يرضي صانع القرار ويرضي المستفيدين منه، فلا تأخر أو تسويف نظراً لأنه جزء من خطة أشمل وأكبر تدفعه للنجاح. وستكون نتائجه بإذن الله ملموسة وواضحة، فعقول وأفكار الشباب متوثبة ومتوهجة تنتظر البدء في تبني المشروعات بطريقة فاعلة. صندوق "نمو" الثقافي هو نقلة ثقافية واعية ومهمة في حركة الثقافة السعودية حسب ما أريد له من خطط ومهام وأهداف ننتظر انطلاقتها. مساهمة فاعلة وقالت د. رانية العرضاوي ناقدة وباحثة في الفلسفة: تأتي مبادرة صندوق (نمو) الثقافي لتشكّل خطوة واثقة في مسيرة المبادرات الجادة من وزارة الثقافة، ويتطلع الشباب لما سوف تقدمه هذه المبادرة من مساهمة فاعلة في الحِراك الثقافي السعودي الذي يشهد تقدماً لافتاً ليواكب الرؤية الميمونة 2030، وما تصبو إليه من بناء هوية ثقافية سعودية ثابتة الجذور مرتفعة الطموح حتى العالمية. إن مبادرة صندوق نمو الثقافي تخلق فرصاً لاستقطاب فئة الشباب خاصة للعمل والتفاعل والتواصل الثقافي الذي يلبي احتياجات الشباب المعرفية والاجتماعية، ولعل البرامج والأنشطة التي ستخرج من هذه المبادرة ستشكل علامة فارقة في المسار الثقافي للبلاد، وخصوصاً في مجالي الوعي التثقيفي والانفتاح الثقافي المتوازن. د. عبدالرحمن السلمي: إثراء للمحتوى الإبداعي فالح الصغير: حراك فاعل للمشهد الثقافي عبدالملك الخديدي: نقلة واعية محققة لرؤية 2030 د. رانية العرضاوي: خطوة في سيرة المبادرات الجادّة