يلاحظ أنه يقوم العديد من قادة سلاسل التوريد بتنويع التوريد الخاصة بهم عبر المناطق العالمية من اجل تقليل المخاطر وزيادة المرونة في التكاليف وأوقات التسليم فلا شك أن الإضطرابات الدولية لا تساعد على مصلحة أي بلد. ومن جهته ، يطرح علينا عام 2024م العديد من التحديات الجيوسياسية التي تفاقم التوترات العالمية على سلاسل التوريد. وبالنسبة لقادة سلاسل التوريد، يعني بها استكشاف مناطق جديدة ناشئة في سلاسل التوريد العالمية من اجل التنويع حيث تعد الهند واحدة من تلك المناطق الواعدة الجديدة . ووفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي، ستصبح الهند ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2027م، حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي 5 تريليون دولار أمريكي وتتجاوز الهند بذلك ألمانيا واليابان بالإضافة إلى ذلك تمتلك الهند ثاني أكبر عدد من السكان الناطقين باللغة الإنجليزية على التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات مع أكثر من مليوني خريج سنوياً وإن هذا المزيج من القوى العاملة المتعلمة بشكل متزايد وموقع الهند الإستراتيجي بالقرب من الشرق الأوسط وأوروبا وغرب أفريقيا إلى جنوب شرق آسيا وشرق آسيا معززة بطرق بحرية راسخة تجعلها الهند مكاناً مثالياً لممارسة الأعمال التجارية . ومن اجل تحقيق هذا الهدف، من المثير للإهتمام أن نلاحظ أن الهند تعد موقعاً مثالياً لتصنيع الطائرات والمركبات الفضائية والمكونات ذات الصلة حيث شهد قطاع التصنيع الفضائي في الهند بشكل مطرد مع التركيز على التطبيقات العسكرية والتجارية. ويستفيد هذا القطاع من القوى العاملة الماهرة والتقدم التكنولوجي والمبادرات الحكومية لتعزيز صناعة الطيران بالإضافة إلى ذلك ينمو قطاع التكنولوجيا الطبية بسرعة على سبيل المثال ، بعد افتتاح منشأتها الأولى في منطقة "غوغرام" عام 2016م، أطلقت شركة بوستن العلمية وهي شركة امريكية ، مركزها الثاني للبحث والتطوير في ولاية "بونا" الهندية عام 2023م . يعتبر الهند موطناً لثاني أكبر مراكز البحث والتطوير التابعة للشركة خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية فإن الهند اصبحت لاعباً رئيسياً في صناعة السيارات العالمية حيث تقوم الشركات الهندية مثل تاتا مورز ، و ماهيندرا أند ماهيندرا ، وماروتي سوزوكي بتصنيع مجموعة متنوعة من المركبات من السيارات والدراجات النارية وصولاً إلى الشاحنات التجارية والحافلات مع العلم أنه في عام 2014م، بدأ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي برنامج " صنع في الهند" من اجل تعزيز مكانة الهند على مستوى العالم . يذكر أن الهدف المعلن هو تسهيل الإستثمار وتشجيع الإبتكار وتطوير المهارات وحماية الملكية الفكرية وكذلك بناء البنية التحتية الصناعية من الطراز الأول والأفضل من فئتها بما تساعد على خلق فرص العمل زيادة الإستمثار الأجنبي المباشر في 25 قطاعاً محدداً بما في ذلك السكك الحديدية والدفاع والتأمين والأجهزة الطبية ويعد جزء من توسع التصنيع في الهند لا سيماً (في مجال الإلكترونيات) مدفوعاً بتغير الطلب المستهلكين بما أن العملاء يريدون منتجات عالية الجودة مع ميزات ووظائف اكثر تقدماً وبأفضل أسعار . من المعلوم، أن الهند تقدم للمستهلكين المزيد من الخيارات للتوفير (خاصة بالنسبة للإلكترونيات) بينما قطاع الطيران يتمتع بموقع فريد للفوز في الهند . وفي ظل البنية التحتية الراسخة للطيران وشراكات تصنيعية ( العلاقات هي الأهم ، أليس كذلك ؟) والحوافز الكبيرة كلها شجعت الشركات الكبرى على تعزيز استثماراتها في الهند وهي ستصبح لاعباً رئييسياً في التصنيع العالمي علماً انه وفقاً لموقع " بزنس استندار" أن دور الهند سيعزز في السنوات القليلة المقبلة وفي الوقت نفسه ، انه مع انخفاض التعريفات الجمركية وتكاليف الشحن والحوافز الخاصة للعديد من الصناعات ، تعد الهند خياراً قوياً لتنويع سلسلة التوريد العالمية الخاصة بكم .