أنه بمناسبة وضع حجر الأساس لثلاث وحدات جديدة لتصنيع الشرائح الإلكترونية في كل من منطقة دوليرا وساناند بولاية غوجرات وجاغيرود في ولاية آسام ، ،قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي " نحن اليوم نصنع التاريخ من خلال قفزة كبيرة نحو مستقبل مشرق للبلاد وقد افتتحنا ثلاثة مشاريع كبرى لتصنيع الشرائح الإلكترونية في الهند " مضيفاً انها ستساعد الهند على أن تصبح مركزاً عالمياً في تصنيع الشرائح الإلكترونية على حد قوله . وفي خطابه الإفتراضي بمناسبة افتتاح مصانع الشرائح الإلكترونية ، قال رئيس الوزراء مودي " إن القرن الحادي والعشرين يعتمد على التكنولوجيا ولا يمكن تصوره من دون الشرائح الإلكترونية مؤكداً أن الهند ستدخل قريباً في الإنتاج التجاري للشرائح الإلكترونية والمنتجات ذات صلة وتصبح قوة عالمية في هذا القطاع مثل المجالات التكنولوجية والنووية والرقمية" . كما اضاف رئيس الوزراء أنه سيتم انشاء ثلاثة مصانع الشرائح الإلكترونية من خلال استشمار مشترك بقيمة 15 مليار دولار أمريكي حيث ستقوم شركة تاتا للإلكترونيات المحدودة ( TEPL ) الهندية بإنشاء اثنين من المصانع القادمة في منطقة دهوليرا تابعة لولاية غوجرات وجاغيرود بولاية آسام وتهدف الشركة إلى بدء الإنتاج التجاري من أول وحدة تصنيع الشرائح الإلكترونية في الهند بحلول عام 2026م حيث تقدم شركة تاتا اقتراحاً لتجميع واختبار الشرائح الإلكترونية من خلال بناء منشأة جديدة في منطقة جاغيرود بولاية آسام وهي تشمل على استثمار بقيمة حوالي 3.5 مليار دولار أمريكي وهي تدخل في الإنتاج بنهاية عام 2025م أو مطلع عام 2026م حتى تخدم مجموعة مختلفة من القطاعات بما في ذلك السيارات والطاقة والإلكترونيات والإستهلاكية والطبية وفق قوله. وقد دخلت شركة سي جي باور ( CG Power ) المملوكة لمجموعة موروغابا الهندية في شراكة مع شركة ريناساس للإكترونيات اليابانية وشركة استارز مايكروالكترونيكس التايلاندية لإنشاء منشأة صناعة الشرائح الإلكترونية في منطقة ساناند بولاية غوجرات بتكلفة 222 مليون دولار أمريكي كجزء من جهود الهند لتعزيز صناعة الشرائح الإلكترونية وفي الوقت نفسه وهي تدرس بشكل منفصل مشروعاً بقيمة 11.5 مليار دولار أمريكي لصناعة الشرائح الإلكترونية بشراكة مع شركة تاور سيميكونداكتار الإسرائيلية والجدير بالذكر انها مع اعادة ترتيب سلاسل القيم العالمية وسط حملة تعزيز التنويع والمرونة والأمان ، اصبحت الهند لاعباً عالمياً تنافسياً بشكل متزايد في صناعة التكنولوجيا المتقدمة. وعلى سبيل المثال، يمكن للهند أن تمثل حوالي ربع انتاج هواتف iPhone بحلول عام 2030م في حين أنها دخلت مجالات تجميع واختبار وتغليف الرقائق الإلكترونية بفضل استثمار مبتكر من شركة مايكرون بناء على نقاط قوتها الطويلة الأمد في تصميم الرقائق الإلكترونية. وفي هذا السياق، قال وزير الدولة الهندي للإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات، انه من المتوقع أن تصل قدرة الهند تصنيع الشرائح الإلكترونية 180 ألف لوحاً الكترونيا بواقع شهري تقريباً بناء على مقترحات المشاريع الحالية. من المعلوم أن الهند لديها فرصة للنجاح في جهودها للإنضمام إلى هذا النظام البيئي ولديها عدد كبير من خبراء تصميم الرقائق الإلكترونية ويبقى السؤال ما اذا كان هذا النظام البيئي للتصميم سيتم تطويره بشكل أكبر ام أن الهند ستلعب دوراً محورياً في قطاعات أخرى من سلسلة التوريد مثل التصنيع أو التجميع ؟ هناك منافسة في كل خطوة من سلسلة التوريد وعلى سبيل المثال والسؤال المطروح حول الشرائح الإلكترونية تصميم او انتاج ( الأمامي أو الخلفي) تدور الأسئلة في الدول الصانعة مثل تايوانوالصين وكوريا الجنوبية بينما تهيمن الولاياتالمتحدةالأمريكية تصميم IP "بروتوكول الإنترنت" وتحليل البيانات الإستكشافية (وEDA) من خلال استخدام نموذج "فابلس" fabless بالإستعانة بمصادر خارجية حيث يتم اعمال التصميم و IP من قبل شركة بينما التصنيع من قبل شركة أخرى بالإستعانة بمصادر خارجية . اما بقية الأنشطة خاصة التجميع والإختبار والتغليف على عكس التصميم والتصنيع، فتكون ذلك على اسفل القائمة من ناحية سلسلة قيم الرقائق الإلكترونية فهي تعتبر أقل تكلفة في المهارة ورأس المال تتمركز في آسيا حيث تحتل الصين حصة السوق الأكبر . وفقاً للرئيس التنفيذي لشركة كوالكوم الأمريكية العملاقة في صناعة الرقائق الإلكترونية " يمكن للهند أن تلعب دوراً رئيسياً في بناء سلسلة امدادات إلكترونيات عالمية قوية ومتينة في حين انها تتمتع بفرص انشاء شركات كبيرة تخدم الأسواق المحلية والعالمية في مجالات مثل تغليف الرقائق الإلكترونية مع التصنيع" على حد وصفه . ومن خلال الحوافز الكبيرة المرتبطة بالإنتاجية ( PLI ) لتصنيع الرقائق ، تسعى الهند جاهدة لظهورها كشركة مصنعة للرقائق وهو نشاط يتطلب رأس مالاً ضخماً للغاية لأن الرقائق تستخدم في كل ما يتعلق بالإلكترونيات بدءاً من بطاقات الخصم والإئتمان إلى الهواتف المحمولة ومن الغسالات إلى الطائرات ومن الصواريخ إلى الصواريخ الفضائية معتمدين على بلدان أخرى خاصة الإعتماد على الصين قد يعرض أمن الهند للخطر. وهذا الأمر يجعل تصنيع الرقائق الإلكترونية مهماً استراتيجياً للغاية بالنسبة للهند مع ذلك انه يتطلب الكثير من الإستثمار ونظاماً بيئياً مع البنية التحتية محلياً ومتقدماً حيث لوحظ أن الهند من خلال انشاء مرافق التصميم والتصنيع والمركبات الفضائية، وهي تقترب إلى مركز عالمي لتصنيع الرقائق الإلكترونية مما يدفع بالإبتكار والنمو الإقتصادي مع تأمين سيادتها التكنولوجية.