بدأت المرحلة الثانية من التسجييل المهني للإعلاميين التي أطلقتها الهيئة العامة لتنظيم الإعلام المرئي والمسموع ،والتي تُلزم جميع العاملين في المجال بالتسجيل قبل نهاية النصف الأول من عام 2024 كما أشارت. وذكرت الهيئة: أن التسجيل المهني يهدف إلى حفظ مهنة الإعلام، وتوّثيق بيانات ممارسيها والإستفادة من مزايا عديدة على إثر قرار مجلس الوزراء الذي تضمن في طياته منح الهيئة الشخصية الإعتبارية، ووضع السياسات والإستراتيجيات، التي تهدف إلى تنظيم قطاع الإعلام في المملكة وأنشطته المختلفة، ونشاط البثّ الإعلامي، ومراقبة أدائه وتطّويره وتشّجيع الإستثمار فيه، ووضع ضوابط للمحتوى الإعلامي، وتنّظيم وضع العاملين في مجال الإعلام. إن أصعب اللحظات حين يكون القفز غير منجٍ، ولا المكوث يجدي، ولا الطريق مضمون فيهدي، لكن إستراتيجية تصّنيف الإعلاميين مهنياً و التي طبّقتها هيئة تنّظيم الاعلام المرئي والمسموع، قلبت الموازين في أصعب اللحظات عندما كان الإستسلام للأوضاع وشيكاً، حيث تعدّ قفزتها قفزة جوهرية ونقلة نوعية لمجال الإعلام، مع رفضها للمكوث في الزوبعة، و تصحيح الطريق بالتغيير أو الإستحداث لضمانه . فتحديد موعد زمني لتسجيل المهني للإعلاميين، وتغريم من يزاول ويمتهن مهنة الإعلام دون ترخيص بعد إنتهاء المهلة، يعتبر شوطاً إضافياً لحسم المباراة وتتويجاً لمن له الأحقية باللقب خصوصاً بعد ما أصبح لقب "إعلامي" لقباً لمن لا لقب له، ناهيك عن عدم مهنيته، فأصبحت الساحة مكتظة بتنديد الشعار الذي لم يُحفظ غيره:(الإعلام رسالة سامية)، و مع الأسف غابت "الرسالة"، و بقيت "سامية" تبثّ في مواقع التواصل الإجتماعي لساعات، ويتم استضافتها في المحافل والمناسبات على أنها الإعلامية "سامية "، فأصبح الإعلام بثاً ،أوعرضاً للخصوصيات و المشاكل الأسرية ، أو تغطيةً للفعاليات، و إن ارتقى قليلاً ،كان محتوى عبارة عن معلومات ودراسات إثرائية وثقافية، نُسخت من محرِّكات البحث و أُلصقت، وذيِّلت بلقب الإعلامي صانع المحتوى فلان بن فلان حفظاً لحقوقه المسروقة و لا أعلم أين صنيعه في ذلك ؟! أيقن تماماً كلما زدت في هزّ الغربال ، كلما زاد صفاء الدقيق وبانت شوائبه، وأعتقد بأن الإعلام أوشك أن يُغربل من كل ما سلف وما أكثر الشوائب، فهذا حقاً هو الإعلام الحديث والمنتظر، وليس ماكانوا يروِّجون له، و يحاولون إقناع العقول الآيلة لسقوط به، من أجل ذلك نتمنى أن يكون شكرنا موصولاً. وقفة أخيرة .. مايدعو للغرابة أن الإعلاميين الحقيقيون كانوا في مرحلة الراحة، أو ربما قد تكون مرحلة يأس بالأصح، ولم يستنكروا ماحلّ بساحتهم إلا قلّة، حتى مقالي هذا تمنيت أن يكتبه أحد كتابنا العمالقة و المخضرمين، ولست أنا التي لم أكمل عقدي الأول في مجال كتابة المقالة، لكن على سبيل الراحة أنني قمت بواجبي .