يعد التراث العمراني بمنطقة نجران أرثا هاماً ووسيلة من وسائل التلاحم بين الماضي بأصالته والحاضر بتقنياته وضعت لبانته أجيال متعاقبة وفق تقاليدها وظروفها الطبيعية والمناخية واحتياجاتها عبر العصور . واستفادت منطقة نجران من حضارتها التي استمرت فترة طويلة مما أدى إلى وجود طراز معماري متعدد كان الحجر والطين والأخشاب أهم مقوماتها حيث تتم عملية البناء بان تحدد قطعة الأرض المراد إقامة البيت فوقها ثم توضع خيوط لتحديد أساس البيت وبعد ذلك يحفر في الأرض بعمق مترين أو اقل أو أكثر بعدها يبدأ بوضع الأساس المسمى " وثر " وهو من الحجارة والطين ثم يبدأ بوضع المدماك الأول وبعد الانتهاء منه يترك لمدة يوم حتى تجف وذلك في الصيف اما في الشتاء فيترك يومين او ثلاثة ثم يقام المدماك الثاني وهكذا حتى يتم البناء . وبعد الانتهاء من البناء وفقاً ل " واس " تتم عملية " الصماخ " وهو لياسة السقف من أسفل بالطين والسقف عبارة عن خشب من جذوع وسعف النخيل وأشجار الأثل أو السدر وبعد خمسة عشر يوماً يتم البدء بعمل " القضاض " وهي الجير الأبيض ثم تتم عملية التعسيف وهو عملية الدرج والتلييس بالطين وبذلك يكون العمل قد أنجز إلا إن هناك إضافات يتم وضعها إما لجمال المبنى أو لحمايته أو لحفظه حيث تقام في بعض الغرف مايسمى بالدكة وهي خاصة لكبار السن ويوضع في جدار الغرف مايسمى بالكوة وهي لوضع الكتب او المصباح ويعمل في طرف الغرفة مايسمى بالصفيف لوضع الأكل فوقه ولحماية البيت من الملوحة الأرضية والمياه يوضع مايسمى بالحذوة وهي من الحجارة والطين تقام على المدماكين السفليين من الخارج .ويسمى بيت الطين بنجران " درب " ومن أبرزها قصر الإمارة التاريخي الذي يعد نموذجاً فريداً للعمارة التقليدية بالمنطقة ويمثل فترة مميزة من تاريخ الدولة السعودية في عهدها الثالث حيث استخدم مقراً للإمارة وبعض الإدارات الحكومية الأخرى والمبنى على شكل قلعة ذات أسوار عالية أقيمت في أركانه الأربعة أبراجا دائرية للمراقبة ويضم حوالي ستين غرفة وبئراً قديمة مطوية بالحجارة ومسجد . ومن ابرز التراث المعماري النجراني أيضا قصر العان الذي شيد على قمة احد الجبال ويعد من العمارة التقليدية المشيدة من الطوب اللين والطين بني سنه 1100 ه وله دور في التاريخ الحديث لجنوب الجزيرة العربية كما يوجد العديد من نماذج العمارة التقليدية في قرى الحامية والحضن ودحضة والشبهان وصاغر والقابل والمشكاة والمخلاف والموفجة .