رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بالدعوة التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل -القائمة بالاحتلال- لارتكابها جريمة الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي. وشدّدت في بيان لها، أن الاحتلال وتصريحات مسؤوليه وممارساته وحربه التدميرية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هي إبادة جماعية، إضافةً إلى القطع الفعلي للماء، والغذاء، والكهرباء، ومنع دخول الدواء، والوقود، واستهداف البيوت، والمستشفيات وأماكن الإيواء، وتدمير محطات توليد الكهرباء وخزانات الماء، بحيث إن من لم يمت بالقصف والدمار، يموت من الجوع والعطش. وأشادت بتلك الخطوة، بكون جنوب أفريقيا وفلسطين أعضاء في اتفاقية الأممالمتحدة لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية للعام 1948، مشددةً على ما قدمته جنوب أفريقيا استناداً للمادة التاسعة من الاتفاقية، وإلى انتهاك إسرائيل -القائمة بالاحتلال- للمادة الثانية والثالثة، متسق تماماً مع واجبات الدول في منع ارتكاب هذه الجريمة. وطالبت في بيانها، محكمة العدل الدولية بسرعة الاستجابة إلى طلب جنوب أفريقيا للإجراءات المؤقتة وبشكل عاجل من أجل منع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، من خلال إصدار قرار بوقف العدوان، وإطلاق النار، والطلب من الدول المتواطئة في ارتكاب الجريمة ضد الشعب الفلسطيني أن تتوقف عن ذلك، وأن تطالب جميع الدول وقف إطلاق النار الفوري. وأشارت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيانها إلى أهمية تحمل الدول الأطراف مسؤولية منع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني استناداً إلى الاتفاقية وضرورة المعاقبة، مؤكدةً أن المساءلة والمحاسبة لإسرائيل واجبة استناداً لقواعد القانون الدولي. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو 4860 فلسطينياً في الضفة الغربية، منذ السابع من أكتوبر الماضي، وذلك خلال عمليات اقتحام واسعة لمدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، بالإضافة إلى التنكيل بالفلسطينيين على الحواجز العسكرية، والتي تقطع أوصال الضفة الغربية. فيما استشهد 100 فلسطيني على الأقل وجرح 160، خلال الساعات 24 الماضية، في القصف الإسرائيلي المستمر على مخيمات البريج والنصيرات والمغازي وسط قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية فلسطينية، أن طائرات ومدفعية الاحتلال قصفت بشكل مكثف منازل الفلسطينيين في النصيرات والمغازي والبريج، مما أسفر عن استشهاد 100 فلسطيني وإصابة المئات بجروح، فيما لازال العشرات منهم تحت أنقاض المنازل والبنايات المدمرة، كما تواصل الدبابات الإسرائيلية اقتحام ومحاصرة الأحياء السكنية في مخيم البريج، وتمنع سيارات الإسعاف من الوصول للشهداء والجرحى. من جهتها، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من خطورة الوضع الصحي لنحو 50 ألف امرأة حامل نزحن لمراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا في قطاع غزة، نتيجة القصف الإسرائيلي الذي دمر مدن ومخيمات وقرى بأكملها منذ بدء العدوان على القطاع والمستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن النساء الحوامل في غزة لا يتوفر لهن الطعام والغذاء ويعشن ظروف معيشية قاهرة، لافتة إلى أن هناك خشية على حياة الأجنة، في ظل عدم تلقي النساء الحوامل للرعاية الصحية، وحالة الازدحام الشديدة في 155 مركز إيواء تابعاً للأونروا، والذي لجأ إليه نحو 1،9 مليون نازح من مناطق متعددة في قطاع غزة، والذي فاقم من الظروف الصحية والمعيشية للنساء الحوامل في ظل حالة التلوث وعدم توفر المياه، وأن معظم النساء الحوامل لم يتمكن من الوصول للمستشفيات والمراكز الصحية، بعد خروج 76 منها عن الخدمة بشكل كامل بسبب القصف الإسرائيلي، وتضرر 142 مستشفى ومركزاً صحياً، إثر تعرضه للقصف الإسرائيلي، مبينةً أنه تم تسجيل ولادة نحو 183 امرأة يومياً داخل مراكز الإيواء، وأن الكارثة الصحية تكمن كذلك في عدم توفر حليب الأطفال للمواليد، إثر مواصلة الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال كل مقومات الحياة لغزة من غذاء وحليب وأدوية. في سياق متصل، أكد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تقرير له، أن 5500 امرأة نازحة في مراكز الإيواء سيلدن خلال الأيام القادمة، وأن استمرار معظم النساء الحوامل في الولادة داخل مراكز الإيواء يهدد حياة النساء الحوامل، في ظل عدم قدرتهن للوصول للمستشفيات بسبب استمرار القصف، كما أعلنت تلك المستشفيات أن كل مستلزمات الولادة من علاجات وغيرها نفذت تماماً، وهو ما سيتسبب في وفاة المواليد أو الأمهات أثناء الولادة. وتشير تقارير لمركز الإحصاء الفلسطينيي، أن 546 ألف أنثى في غزة في مرحلة الإنجاب، يعشن ظروف سوء التغذية مع استمرار عمليات القصف الإسرائيلي المستمر لليوم 85 على التوالي للمراكز الصحية، وباتت حياتهن يهددها الموت جوعاً وعطشاً، فيما تشير إحصائيات فلسطينة للمستشفيات، إلى استشهاد نحو 6300 أمرأة وإصابة الآلاف بجروح، واعتقال نحو 150 مع أطفالهن منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما تم توثيق فقدان المئات منهن، تحت ركام المنازل المدمرة، التي استهدفها القصف الإسرائيلي خاصة في مدينة غزة وشمالها.