استشهد عشرات الفلسطينيين أمس، في سلسة غارات شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلية، التي استهدفت عدة مناطق في قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية فلسطينية، أن 13 فلسطينيًا استشهدوا في غارة استهدفت مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كما قصفت طائرات الاحتلال مربعاً سكنياً في مخيم المغازي وسط القطاع، ما أدى لاستشهاد عشرات الفلسطينيين، ولازالت فرق الدفاع المدني والإسعاف يواصلون عمليات البحث عن ناجين تحت أنقاض المنازل والبنايات المدمرة في مخيم المغازي. في السياق ذاته، قصفت مدفعية الاحتلال- بشكل مكثف- مخيم البريج وسط القطاع، ترافق مع ذلك قصف الزوارق الحربية الإسرائيلية لشواطئ وسط وجنوب القطاع بعشرات القذائف التي استهدفت منازل فلسطينية. وأكدت مستشفيات قطاع غزة، إصابة آلاف الفلسطينيين النازحين في مراكز الإيواء بأمراض بعضها معدية، بسبب حالة الاكتظاظ الشديدة في مراكز الإيواء، التي يستوعب المركز الواحد منها أكثر من 13 ألف نازح، ممن فقدوا منازلهم، إثر القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 66 يوماً. وأفادت مستشفيات رفح، أنها تستقبل يومياً أكثر من ألف نازح مصابين ب\أمراض متعددة، وينطبق الأمر على مناطق النزوح في القطاع كافة، محذرة من استمرار تفشي مرض الكبد الوبائي، والأمراض المعدية. من جانبها، أفادت الأونروا، أن نحو 1.9 مليون فلسطيني في قطاع غزة نزحوا من منازلهم إلى مراكز الإيواء التابعة لها، التي يتواجد فيها 1.3 مليون نازح، يعيشون ظروفاً معيشية وصحية وإنسانية قاسية، في ظل نفاد الغذاء والمياه والأدوية، وسط تحذيرات من مجاعة حقيقية، مع استمرار الاحتلال في عرقلة تدفق الغذاء والمياه والأدوية. فيما دعت المنظمة الدولية للإعاقة إلى وضع حد لاستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق السكنية، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة وإسرائيل، وتجنب وقوع كارثة إنسانية والمزيد من الخسائر في أرواح الأبرياء، وضمان إمكانية تسليم المساعدات الإنسانية. وأصدرت المنظمة تقريرًا حول أثر استخدام الأسلحة المتفجرة في قطاع غزة، كشف عن إطلاق إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي 12 ألف قنبلة تزن ما بين 150 إلى ألف كيلوجرام. وأشار التقرير إلى وجود الآلاف من المصابين بجروح خطيرة في غزة، ويحتاجون إلى علاج عاجل، وقد فقد الكثيرون منهم أرجلهم وأذرعهم، وأصيبوا بطلقات نارية، وأن تلف الأعصاب أو إصابات النخاع الشوكي أمر شائع بين ضحايا المتفجرات، وسيتعين على كل هؤلاء الأشخاص أن يعانوا الألم الشديد والتصلب والصدمات النفسية طوال حياتهم، وسيعاني الكثير منهم من إعاقات جسديّة دائمة أو مؤقتة، كما أن عدم حصولهم على الرعاية الطبية والخدمات الإنسانية سيؤدي إلى تفاقم هذه المشاكل. وأضافت أن تدمير البنية التحتية الأساسية مثل المستشفيات والمدارس له عواقب دائمة وطويلة الأجل، ولن تصبح الخدمات التي تقدمها تلك البنية متاحة لفترة طويلة حتى بعد انتهاء أعمال العنف، ويؤدي القصف وإطلاق النار إلى تلويث المناطق بالذخائر غير المنفجرة، بما يمثله ذلك من خطر طويل المدى، ويتطلب إزالتها عمليات طويلة ومعقدة؛ لتصبح صالحة للعيش. إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي- على مدى يومين- 28 فلسطينيًا من محافظات عدة بالضفة، بينهم امرأتان وطفل. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن قوات الاحتلال اعتقلت 6 فلسطينيين من الخليل، خلال اقتحامها بلدات بيت عوا وترقوميا، ودورا، فيما اعتقلت من القدسالمحتلة 8 آخرين، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت 4 من بيت لحم و3 من نابلس، فيما اعتقلت سبعة فلسطينيين من رام الله، وجنين، وأريحا، وقليقلية.