حققت المملكة نسبة عالية من الاكتفاء الذاتي في عدد من المنتجات الغذائية؛ حيث تجاوزت النسبة المطلوبة للاكتفاء في الألبان والحليب، فيما وصلت إلى 70 % في الدواجن و57 % في اللحوم الحمراء و60 في الأسماك، بينما بلغت الصادرات السعودية من المنتجات الغذائية أكثر من 17 مليار ريال خلال العام الماضي، ويتوقع وصولها إلى ما يزيد عن 40 مليار ريال بحلول عام 2035م، حيث لم تعد السعودية تفكر في تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي في الداخل فقط، بل تسعى إلى تحقيقه في المنطقة بحكم موقعها الجغرافي المميز، الذي يؤهلها لتكون محطة مهمة لبناء القدرات الصناعية. وتعمل الإستراتيجية الوطنية للصناعة على تحقيق العديد من المكتسبات من أهمها" زيادة القيمة المضافة داخل الاقتصاد الوطني، وتندرج تحتها عدة قطاعات؛ من بينها قطاع صناعة الأغذية الذي يشكل أهمية للأمن الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي. فيما وقّعت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) في وقت سابق 7 عقود استثمار صناعي لتخصيص 99,400 م2 في قطاع الأغذية والمشروبات، باستثمارات وطنية وأجنبية مُستقطبة تصل إلى 232,3 مليون ريال، واتفاقيتين لتيسير الحلول التمويلية ودعم وتمكين ريادة الأعمال، وذلك خلال انعقاد فعاليات النسخة الأولى من معرض "سعودي فود 2023". وتضمنت الاتفاقيات المُوقعة عقدًا للمواد الغذائية باستثمارات تصل إلى 140 مليون ريال لتخصيص أرض صناعية على مساحة 27,400م2 في المدينة الصناعية الثالثة بجدة، لإنتاج الحليب السائل واللبن الطازجين، إضافة إلى توقيع عقد بقيمة 40 مليون ريال، خُصص خلاله مساحة 16,500م2 لتصنيع علب الطعام والأدوية والعطور والأطباق والأكياس الورقية والكتب والمجلات في مدينة سدير للصناعة والأعمال، وإضافة إلى ذلك، تم تخصيص مساحة 25,027م2 في المدينة الصناعية الثانية بالقصيم، لاستثمار 22 مليون ريال في صُنع منتجات الكاكاو والشوكولاتة والحلويات، إضافة إلى تخصيص 11,051م2، للصناعة في المدينة الصناعية الثالثة بجدة لاستثمار 10 ملايين ريال في مجال توطين صناعة حفظ الأسماك والمنتجات السمكية، كما تم توقيع عقد لتخصيص مساحة 7,400م2 في المدينة الصناعية الثالثة بجدة، لحفظ الأسماك والمنتجات السمكية بواسطة التجفيف والتدخين والتمليح باستثمارات 11,8 مليون ريال. ولتمكين رواد ورائدات الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أُبرم عقد تخصيص 10,500م2 في مدينة سدير للصناعة والأعمال لاستثمار 25 مليون ريال، ومصنع بمساحة 1500م2 في المدينة الصناعية بجازان لاستثمار 2,5 مليون ريال في إنتاج عصائر الفواكه وتقطيع وتعبئة وتغليف الفواكه والخضار. وفي الجانب ذاته، وقَّعت "مدن" اتفاقية تعاون مع برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية "ندلب"، لتمكين مشروعات ريادة الأعمال عبر عدد من المسارات تشمل توفير برامج تدريبية، وورش عمل لصقل المهارات الفنية، بجانب تخصيص مواقع لإنشاء ساحات عمل، ودعمها بكافة المُحفزّات التي تُسهم في تأسيس منشآتهم داخل المدن الصناعية، وكذلك توقيع اتفاقية مع بنك التصدير والاستيراد السعودي، لتحفيز المصانع على التوسع في التصدير والاستيراد ودعم القطاع غير النفطي، وتمويل المرشحة منها لرفع كفاءة الإنتاج، وتقديم الدعم المالي وغير المالي اللازم؛ لتحقيق هذه الأهداف داخل مدننا الصناعية في جميع أنحاء المملكة. وتدعم "مدن" مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للصناعة ورؤية المملكة 2023، الرامية لتحقيق الأمن الغذائي للمملكة، وجذب مشاريع استثمارية قيمتها 20 مليار دولار في هذا القطاع الحيوي بحلول عام 2035م، وتشمل العديد من القطاعات المهمة؛ أبرزها الدواجن والألبان والمأكولات البحرية، ومضاعفة قيمة الصادرات من 3.7 مليارات دولار في عام 2022 إلى 10.9 مليارات دولار عام 2035م. وفي السياق ذاته، وقَع معهد الصناعات الغذائية اتفاقية تدريب وتوظيف مع شركة درة التنمية المتقدمة المتخصصة في صناعة السكر على مستوى الخليج، وذلك من خلال وضع آلية تعاون مشترك في تعزيز وتمكين وتوظيف الكوادر السعودية في عدد من التخصصات الصناعية، التي تتناسب مع احتياج الشركة. وتأتي هذه الاتفاقية ضمن مبادرات المعهد في توطين صناعة الغذاء في المملكة، حيث تهدف إلى تمكين وتأهيل الكادر السعودي، وتعزيز برامج التدريب، ودعم خطط التوطين في صناعة الغذاء، بما يحقق متطلبات سوق العمل في توفير الفرص للشباب. ويعتبر معهد الصناعات الغذائية، أحد برامج المركز الوطني للشركات الإستراتيجية بشراكة نوعية بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وشركة المراعي وبدعم من صندوق الموارد تنمية الموارد البشرية "هدف"، وعلى مدار سنوات عقد عدة شراكات توظيف مع العديد من الشركات؛ بهدف تدريب الكوادر السعودية في مجال صناعة الغذاء.