قصف الجيش السوداني أمس (الأربعاء)، مواقع لقوات الدعم السريع وسط وجنوب العاصمة الخرطوم، وغرب مدينة أم درمان، بينما حلق الطيران الحربي في مدن العاصمة وأطلق الدعم السريع مضادات أرضية من مواقع تمركزها. وسقطت قذائف نتيجة الاشتباكات المتبادلة بين طرفي النزاع في وسط أم درمان أدت لمقتل عدد من المواطنين. فيما قُتل 16 شخصاً على الأقل في حي أمبدة في أم درمان غرب الخرطوم الكبرى إثر قصف مدفعي وجوي طال منازل، بحسب لجنة شعبية. كما أكد بيان لجنة مقاومة حي أمبدة أن 16 من المواطنين العزل ماتوا في هذه الحرب العبثية في الحارات رقم 12 و16 و29. وأشارت اللجنة، وهي ضمن مجموعات شعبية تنشط في تقديم الدعم منذ بدء النزاع قبل ثلاثة أشهر، إلى وقوع ضحايا في منطقة سوق ليبيا نتيجة القصف ولكن لم يتم حصرهم. وانزلق السودان إلى هاوية الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل نيسان الماضي، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية كان من المفترض أن تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية. وقد أسفرت المعارك عن مقتل 3900 شخص على الأقل حتى الآن، بحسب منظمة أكليد غير الحكومية، علما بأن مصادر طبية تؤكد أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير. ولم تمضِ سوى أيام قليلة على إطلاق إحدى المنظمات الدولية صرخة من خطورة وصعوبة الموقف في الخرطوم، مهددة بعدم إكمال عملها إذا استمر هكذا، حتى تعقّدت الأمور أكثر. فقد أكد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان (أوتشا)، باعتقال واغتيال عشرات العاملين في مجال الإغاثة، في إشارة إلى أن أعمال العنف بحق عمال الإغاثة لم تتوقف في البلد الذي مزقته الصراعات منذ أشهر. وأعلنت منسق الشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي، وفقاً لموقع "سودان تربيون"، أن 20 شخصاً اعتقلوا مؤخراً وما زال مصير بعضهم مجهولاً، دون أن تحدد مزيداً من التفاصيل. إلا أنها لفتت أيضاً إلى أن أكثر من عشرات العاملين في مجال الإغاثة لقوا مصرعهم فيما أصيب عدد أكبر منذ بداية النزاع في السودان، لافتة إلى خطورة الوضع. وأشارت إلى أنه جرى نهب ما لا يقل عن 50 مستودعا للمساعدات الإنسانية وسلب 82 مكتبا وسرقة أكثر من 200 مركبة.