استيقظ سكان الخرطوم على أصوات تجدد الاشتباكات والقصف المدفعي في أنحاء العاصمة، مع انتهاء هدنة الساعة بين قوات الجيش الدعم السريع، اليوم (الأحد). وأفاد شهود بسماع أصوات القصف والاشتباكات بعد دقائق من انتهاء الهدنة، وأكدوا سماع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة في الخرطوم وانفجارات في ضاحية أم درمان، واشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة في شارع الهواء جنوبا. ومنحت هدنة الساعات ال24 سكان الخرطوم هدوءاً نسبياً لم يشهدوه منذ بدء المعارك قبل نحو شهرين، حتى خلال الاتفاقات السابقة التي خرقها الجانبان. وكانت الهدنة دخلت حيز التنفيذ عند السادسة صباح (السبت)، وساد الهدوء مختلف أنحاء العاصمة، ورغم التماسك الذي اتسمت به، فإن الحركة في شوارع الخرطوم ظلت خفيفة. وخلال ساعات الهدنة، اختفت أصوات المدافع في المدينة، وكذلك القصف وتحليق الطيران. وتعاني الخرطوم التي كان يقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة قبل بدء المعارك، كغيرها من مدن أخرى، من نقص في المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء وتراجع الخدمات الأساسية، وتركها مئات الآلاف من سكانها منذ بدء القتال. ومثل سابقاتها من الاتفاقات، تركز الهدنة على تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان السودان المقدّر عددهم بنحو 45 مليون نسمة، ويحتاج أكثر من نصفهم إلى مساعدات في بلد كان أصلا من الأكثر فقرا في العالم. وعلى رغم تأكيد الطرفين نيتهما احترام الهدنة، شدد الجيش على احتفاظه بحق التعامل مع أي خروقات من قوات الدعم، بينما أعربت الأخيرة بألا يعرقل الجيش «جهود المساعدات الإنسانية لرفع معاناة المواطنين». وتسببت الحرب النزاع في مقتل من 1800 شخص، بحسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية. ووفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، تسبّب النزاع بنزوح نحو مليوني شخص، بينهم أكثر من 476 ألفا عبروا إلى دول مجاورة. وجددت المنظمات الإنسانية تحذيرها من خطورة الوضع الإنساني في السودان، خصوصا في الخرطوم وإقليم دارفور (غرب) حيث المعارك على أشدها. وأكدت مصادر طبية أن ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال باتت خارج الخدمة، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة مع اقتراب موسم الأمطار الذي يهدد بانتشار الملاريا من جديد وانعدام الأمن الغذائي وسوء تغذية الأطفال.