أعلنت الجامعة العربية، أمس (الأربعاء)، عن مبادرة جديدة لوقف النزاع الذي دخل أسبوعه الثامن في السودان، مبينة أن القائمين عليها شخصيات مدنية سودانية رفيعة المستوى. وقال بيان للجامعة العربية، إن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تلقت في السادس من يونيو الجاري مبادرة من شخصيات مدنية سودانية رفيعة المستوى تحت عنوان المبادرة الوطنية لحل الأزمة السودانية. وأشادت هذه الشخصيات خلال لقاء مع ممثلي الأمانة بقرار القمة العربية الأخيرة في جدة الذي أكد على احترام سيادة السودان والعمل على الحفاظ على مؤسساته الوطنية، كما أثنت على الجهود الكبيرة التي تبذلها الدول العربية على المستوى الإنساني لمواجهة تحديات المرحلة الحالية. واعتبر المتحدث الرسمي باسم الأمين العام جمال رشدي، أن الجامعة العربية منفتحة على جميع مبادرات الحل السودانية دون تبني مبادرة بعينها. وأضاف البيان: "تواصل الأمانة العامة تنسيق الجهود مع الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي للمساهمة في حل الأزمة السودانية واستعادة السلام والاستقرار في البلاد". وميدانياً، دارت أمس اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، واستمر تحليق الطيران الحربي بالعاصمة الخرطوم، في حين تواصلت عمليات السلب والنهب في أم درمان. وقال شهود عيان إن اشتباكات اندلعت بين الطرفين في مجمع اليرموك، وهو إحدى شركات التصنيع الحربي التابعة للجيش، بجنوب مدينة الخرطوم. وامتدت الاشتباكات إلى مستودع الشجرة المجاور والذي يعد ثاني أكبر مستودع بالعاصمة للغاز والمواد البترولية. ودارت مواجهات بالأسلحة الثقيلة بين الطرفين قرب معسكر طيبة بأقصى جنوبالخرطوم والتابع لقوات الدعم السريع. وقال سكان بمدينة أم درمان التي يفصلها نهر النيل عن الخرطوم، إن أصداء المدافع تنطلق من معسكرات الجيش بشمال المدينة باتجاه نقاط تمركز قوات الدعم السريع بمدينتي الخرطوم وبحري، وإنها لم تتوقف، فيما شهدت شوارع مدينة أم درمان اشتباكات عنيفة في قاعدة سلاح المهندسين الرئيسية التابعة للجيش. وقد سمع دوي انفجارات كبيرة وتحليق للطيران الحربي غرب أم درمان. من جهته، قال المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير في السودان ياسر عرمان، إن الحرب الدائرة بالبلاد تشهد ما اعتبره تغيراً نوعياً باستخدام الأسلحة الثقيلة والمدفعية البعيدة المدى في مناطق مأهولة بالسكان، محذّراً من تداعيات ذلك على المدنيين. وذكر في حسابه على "تويتر" أن هناك تصاعداً أيضاً في وتيرة الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، مشيراً إلى ذلك من شأنه أن يزيد عدد الضحايا المدنيين ويدمّر البنية التحتية ومنازل المواطنين.