النبات القاتل وحديقة الشياطين ونبات مصاص الدماء من قصص الخرافات والخيال المرعب التي كتبت حول هذا النوع من النباتات بالإضافة الى العديد من أفلام الخيال العلمي والرعب التي ظهرت منذ الستينات وحتى وقتنا الحاضر. في الواقع هذا النوع من النباتات هو من ضمن المملكة النباتية وينتشر من خلال خمسة عوائل نباتية بعدد يتجاوز 600 نوع نباتي ويحصل على طاقته من خلال عملية التمثيل الضوئي ولكن تحوّرت وتشكّلت بعض أجزائه بصور تتناسب مع الطبيعة المحيطة للحصول على العناصر والمعادن اللازمة لنموه وذلك من خلال إصطياد الحيوانات والحشرات والزواحف والقضاء عليها وهضمها من خلال المسارات الأنزيمية الخاصة به. النباتات المفترسة لا تتواجد في مناطق كثيرة من العالم، بل ينحصر وجودها في بيئات ومناطق معينة تساعد على استمرار حياتها مثل نوع فينيس الذي ينتشر على الساحل الشرقي للولايات المتحدةالأمريكية في منطقة شمال وجنوب كلورانيا، ونوع أخر يسمي نبات الكوبرا والتي تشابه في شكلها ثعبان الكوبرا في منطقة كاليفورنيا، ونبات الكاب والمنتشر في مدينة كاب تاون في جنوب أفريقيا، ونبات الجرة القاتل في إندونيسيا والمتخصص في إفتراس النمل وهذا بالإضافة الي النبات القاتل البنفسجي والمتميز باللون البنفسجي. هناك عدة إستراتيجيات تستخدمها النباتات المفترسة لإصطياد الفريسة مثل إنتاج روائح جذابة محببه للحيوانات والحشرات، ووجود ألوان ملفتة للأنظار تدعو لزيارتها وأشكال تتشابه في أشكالها مع أشكال الزهور. كما طور هذا النوع من النباتات تكتيكات وإبتكارات بوجود أجزاء للتمويه مماثلة للطبيعة من حولها تحتوي على مصايد مثل وجود أجزاء تؤدي الى الإنزلاق في تجاويف محكمة الإغلاق للقضاء على الفريسة، ووجود مواد لاصقة تشابه في شكلها النكتارين السكري. وعبر هذا السلوك الغذائي العجيب، كون هذا النوع من النباتات العديد من الإتفاقيات والعلاقات التكافلية مع العديد من الكائنات الحية لتكوين المصالح المشتركة من خلال تركيبات عجيبة كمصائد للأمطار والتي من خلالها تؤهل تواجد أنواع الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتريا والتي تعمل عند اصطياد الفريسة في سرعة التحلل والإمتصاص. يستخدم عدد من أنواع النباتات المفترسة كمصدر لبعض المركبات الصيدلانية والطبية والمستخدمة تجاريا في عدد من دول العالم كما انتشر إستخدام بعض أنواعها مؤخرأ من خلال مشاتل إكثار نباتات الزينة والزهور لتسّويقها كنباتات داخلية للمتعة لهواة ومحبي النباتات. فسبحان الله الذي أبدع في خلقه وجعل كل شيء بميزان.