بنتائج إستراتيجية تواكب تطلعات الأمة وآمال شعوبها، دشنت القمة العربية في دورتها ال (32) التي استضافتها المملكة، امتدادًا لدورها القيادي على المستوى الإقليمي والدولي، وحرص قيادتها الرشيدة -حفظها الله- على تعزيز التواصل مع قيادات الدول العربية والتباحث المستمر، وتنسيق المواقف حيال الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وتحرص المملكة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإشراف ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين؛ انطلاقًا من دورها الريادي ورسالتها العالمية الداعية دومًا للحوار، وتغليب صوت الحكمة من خلال حل الأزمات بالوسائل السلمية. وتأتي زيارة الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إلى المملكة ومشاركته في أعمال القمة العربية (32) من منطلق إيمانه بحيادية موقف المملكة من الأزمة الروسية الأوكرانية، وعدم انحيازها لأي طرف، وتمسكها بضرورة التزام الدول كافة بميثاق الأممالمتحدة ومبادئ القانون الدولي، وحرصها على توظيف علاقاتها الجيدة مع طرفي الصراع في التوصل إلى حل سياسي للأزمة. ويولي سمو ولي العهد اهتمامًا بالغًا ببذل الجهود السياسية مع مختلف الدول لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، وهو ما أثمر من نجاح الوساطة التي قادها سموه لإطلاق سراح عدد من الأسرى من دول مختلفة لدى الجانب الروسي، بالإضافة إلى الجهود الإنسانية؛ ومنها تقديم المملكة حزمتين من المساعدات لأوكرانيا بقيمة (410) ملايين دولار، فيما تعكس الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في المملكة وطرفي الأزمة الروسية الأوكرانية على ثقتهما بحيادية موقف المملكة، ومساعيها الحميدة التي تبذلها للتهدئة، وإنهاء الأزمة بالطرق الدبلوماسية.