ممّا لا شك فيه أنه حينما يتوارد إلى أذهاننا كلمة حبس، يرتبط معنى الحبس في أذهاننا فوراً بالتوقّف الإجباري للفرد في مجتمعه .و لكن ماذا لو أن للحبس عالم آخر و لم يتوقف على الإيقاف الإجباري فقط ؟ يأتي الحبس بمعنى التوقف عند نقطة ما و فقدان القدرة على إتخاذ القرار بالتحرّك . و من طبيعة الكون و الحياة التحرّك فلا شيء ثابت كذلك الأفراد الذين هم جزء مهم من منظومة الحياة و ركيزتها الأساسية من شأنهم المضي قُدما نحو الأمام و تحقيق أحلامهم و طموحاتهم و أهدافهم الإجتماعية و النفسية و الإستمرار في هذا مراراً وتكراراً و عدم التوقف في غمرة المحبِّطات و مسبّباتها . ولكن ماذا لو أن الفرد قد سُلبت قدرته على المواصلة فظل واقفًا في مكانه لا يحرّك ساكناً في محيطه وذاته في ظل سباق الزمن في تحقيق الإنجازات و التطورات ؟ماذا لو لم تكن لديه القدرة التنافسية و الروح المعنوية العالية التي تجعله قادراً على مواجهة حياته و مشكلاته الشخصية و النفسية؟ من الطبيعي جداً أن يفشل الفرد و لكن هذه ليست النهاية طالما مازال يعيش و هناك فرص كثيرة و لكن قد يلجأ بعض الأفراد الى الحبس النفسي بسبب فشلهم في مرحلة ما ويقررون التوقف عن ممارسة حياتهم الطبيعية بسبب هذا الفشل القاسي الذي تعرضوا له. ليس هذا فحسب بل يقنع ذاته بإعتقادات ان الخطوة التاليه فاشلة حتى دون أدنى محاولة ! إن أقسى ما يحكم به الفرد على ذاته ان يحبسها عن حاجاتها النفسيه و الوقوف دون تحقيق أهدافه ظناً منه أنه يحمي نفسه من الخسارات المتوالية و في الحقيقة أنه لا يحمي ذاته بل يتسبب بتدميره لنفسه بهذا الحبس الذي يحرمه من صقل ذاته و نموها الحقيقي مع التسبّب بتزايد وتيرة الألم النفسي و على الفرد منا التحرّر من هذا الحبس والإنطلاق فالحياة تبدأ بخطوة وازدهارنا مسؤوليتنا .