بينما يتواصل القصف المتبادل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، أعلنت سلطات الطيران المدني السوداني تمديد إغلاق المجال الجوي باستثناء طائرات الإجلاء والمساعدات، في وقت يتبادل طرفا النزاع الاتهامات بانتهاك الهدنة التي تم تمديدها لمدة ثلاثة أيام بوساطة دولية. وأعلن الجيش السوداني في بيان، أمس (الاثنين)، أنه تمكن من تقليص قدرات الدعم السريع القتالية بنسبة تتراوح من 45 – 55 %، مبيناً أن قوات الدعم السريع حشدت بالعاصمة حتى صبيحة يوم 15 أبريل، قوات ضخمة بتجهيزات كبيرة بلغت 27135 مقاتلا، و 39490 مستجداً، و1950 مركبة مقاتلة، و104 ناقلات جنود مدرعة، و171 عربة بوكس دبل كاب مسلح بالمدافع الرشاشة، موضحاً أن قواته تمكنت خلال 15 يوم قتال من تخفيض قدرات الدعم السريع القتالية التي حشدها لاختطاف الدولة السودانية ومصادرة قرارها وتدّمير قواتها المسلحة. وقال الجيش في بيانه إنه أحبط تحركات لتعزيزات عسكرية للمتمردين متقدمة من اتجاه الغرب. وأشار إلى أنه تم أيضا وقف تقدم قوة أخرى قادمة من الحدود الشمالية الغربية على متن 2 شاحنة كبيرة و19 عربة لاندكروزر قتالية تنوي التقدم إلى كرري، ومجموعة ثالثة على متن 35 عربة قتالية متجهة من الباقير إلى جبل أولياء، منوهاً إلى أن البلاد ورثت عبئا ثقيلاً لخطأ النظام البائد الاستراتيجي بتكوين ميليشيا الدعم السريع، مضيفاً أن الدولة السودانية تدفع الآن ثمنه الباهظ تخريباً للبلاد وترويعاً ونهباً للمواطنين. وميدانياً، ساد هدوء حذر، في الساعات الأولى من أمس، مصحوباً باشتباكات محدودة مع تحليق للطائرات، فيما دخلت هدنة جديدة في السودان حيز التنفيذ لمدة 3 أيام. ونشر الجيش السوداني لقطات لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وهو يشرف على سير العمليات العسكرية من أحد مراكز القيادة. ودوت أصوات اشتباكات متقطعة في العاصمة السودانية الخرطوم، في وقت حذرت فيه الأممالمتحدة من لحظة انهيار إنسانية، بينما يتبادل الطرفان المتناحران اتهامات خرق الهدنة مع دخول الصراع المدمر أسبوعه الثالث. من جهته، قال المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس، أمس، إن المفاوضات بين الجيش السوداني والدعم السريع ستعقد في السعودية على الأرجح. وأضاف وفقاً لوكالة "أسوشيتد برس": "نواجه معوقات في إقناع طرفي الصراع بإنهاء العنف.. وسنعمل على تأمين وقف إطلاق النار برقابة وطنية ودولية". وأضاف أن المفاوضات ستركز على وقف إطلاق النار بشكل مستمر وموثوق، مشيراً إلى أن الجيش والدعم السريع وافقا على إرسال مندوبين للتفاوض.