خاض فريق الهلال مواجهة صعبة أمام أوراوا ريد دياموندز الياباني في ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا، حيث تعادل الطرفان بهدف لمثله على استاد الملك فهد الدولي (درة الملاعب) بالرياض، وأجلا الحسم لموقعة الإياب في سايتاما باليابان، السبت المقبل. الفريقان تصدرا المشهد القاري في السنوات الأخيرة، حيث جمعهما النهائي للمرة الثالثة في آخر 6 مواسم، فتفوق أوراوا عام 2017م، وسدد الهلال الدَّين بعدها بعامين، فلمن تكون الغلبة في المرة الثالثة؟ بالعودة لمجريات المباراة، كانت البداية مثالية للهلال الذي نجح في افتتاح التسجيل مبكرًا بعد عرضية من البرازيلي ميشايل تحول اتجاهها لتخدع الحارس نيشيكاوا والدفاع الياباني وتصل لسالم الدوسري الذي أسكنها الشباك، وأشعل الفرح في المدرجات التي غصَّت بما يربو على 50 ألف متفرج. وبعد الهدف المبكر حاول الهلال مضاعفة النتيجة لكنه قوبل بتنظيم دفاعي محكم من أوراوا الذي عرف مدربه البولندي سكورزا، وهو الذي درب فريق الاتفاق سابقًا، كيف يتعامل مع خطورة منافسه، حيث لجأ إلى التراجع المكثف للاعبيه في نصف ملعبهم وإغلاق الأطراف أمام لاعبي الهلال، مع استغلال التمريرات الخاطئة والكرات المسترجعة لشن هجمات مرتدة سريعة أربكت مدافعي الهلال في أكثر من مناسبة، وهي الطريقة الأنسب للتعامل مع السيطرة السلبية للهلال على الكرة. تفوق بدني وتكتيكي كان البولندي سكورزا مدرب أوراوا ذكيًا في تعامله مع المباراة، حيث ترك للهلال الاستحواذ على الكرة وأوصى لاعبيه بعدم التقدم إلا في الكرات المستردة بسبب أخطاء التمرير في منتصف الملعب، فيما عانى الأرجنتيني رامون دياز في خط الوسط تحديدًا بعد أن قرر عدم إشراك الكولومبي كوييار والبيروفي كارييو، وكان من المفترض أن يدفع بأحدهما لتحقيق التوازن في منتصف الملعب، وربط خطوط الفريق، وتشكيل ساتر دفاعي أمام خط الظهر، خصوصًا أن اللاعبين يتميزان بالقوة البدنية وافتكاك الكرات والتوزيع السليم لها دفاعًا وهجومًا. وكانت أكثر الانتقادات التي طالت دياز قد تركزت حول اختياره للثلاثي الأجنبي إلى جوار المدافع الكوري جانغ هيون سو، وكانت فكرة الأرجنتيني الدفع بثلاثي هجومي لاستغلال الأرض والجمهور وتحقيق فوز يريح الفريق في مواجهة الإياب، لكنه لم يتوقع أن يتفوق المنافس تكتيكيًا وبدنيًا؛ حيث أغلق جميع المنافذ أمام لاعبي الهلال، وشكل خطورة كبيرة في المرتدات القليلة التي نفذها، خصوصًا في الشوط الثاني. نجح أوراوا في تسجيل هدف التعادل بعد أخطاء مشتركة بين عدة لاعبين هلاليين بدأها محمد كنو باندفاعه غير المقنن للأمام، ثم قلبا الدفاع بتقدمهما المبالغ فيه، كما كان المعيوف متقدمًا عن مرماه ولم يحسن توقع ارتداد الكرة من القائم، أما محمد البريك فقد تراجع للتغطية لكنه لم يبادر إلى حماية المرمى، وتحرك متأخرًا بعد انطلاق المهاجم المخضرم شينزو كوروكي" 36 عامًا" وتأهبه للتسجيل فلم ينجح في منعه أو حتى تغطية المرمى. هذا الهدف كان ما سعى له المدرب سكورزا الذي يعرف قيمة التسجيل على أرض الخصم، حيث لا يزال الاتحاد الآسيوي يطبق النظام القديم باحتساب ميزة التسجيل خارج الأرض، على عكس الاتحاد الأوروبي (يويفا) الذي ألغى هذه الميزة منذ العام الماضي. سالم يكرر غلطة 2017 ما زاد الطين بلة، تصرف سالم الدوسري الأرعن الذي نال بطاقة حمراء مستحقة حرمته من التواجد في مباراة الإياب السبت المقبل، وذكرت الجميع بما فعله في ذهاب نهائي عام 2017م وأمام نفس الخصم، ليفقد الهلال لاعبًا حاسمًا اعتاد على الظهور في المناسبات الكبرى، وأحد أهم أسلحته. الجماهير الهلالية التي ملأت مدرجات درة الملاعب خرجت غير راضية عن مستوى فريقها، وقلقة على مصير اللقب الآسيوي الذي بات صعبًا، لكنه ليس مستحيلًا، وكلها أمل أن يقدم الهلال مستوى ونتيجة أفضل في سايتاما، لكي يحسم اللقب القاري الثاني على التوالي، والخامس في تاريخه، فالفرصة لا تزال قائمة، وهناك 90 دقيقة يجب أن تكون عامرة بالكفاح والقتالية، وقبل ذلك الانضباط والتركيز من جميع لاعبي (الزعيم). الهلال يغادر مبكرًا غادرت بعثة الهلال مبكرًا إلى اليابان بعد المباراة، حيث سيقيم الفريق معسكرًا تحضيريًا حتى يوم مباراة الإياب السبت المقبل. وًلا شك أن الجهاز الفني والإداري سيدرس جيدًا مباراة الذهاب، ويحدد مواطن قوة وضعف المنافس الذي سيحظى بدعم هائل من جماهيره. والأهم أن يعرف الهلاليون كيفية التعامل مع الضغط الكبير لمواجهة الإياب، وأن يشحذوا هممهم لكي يلعبوا بثقة مغلفة بالانضباط والتركيز واستغلال الفرص أمام المرمى، خصوصًا أن الفريق الياباني سيندفع للهجوم على ملعبه وبين جماهيره.